ذكرت مراسلات مسربة من بريد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنّ الرئيس محمد مرسي سعى في سبيل هدفه إلى إعادة بناء الاقتصاد المصري إلى طمأنة المستثمرين الأجانب وحكوماتهم بأنّ الوضع في مصر أصبح مستقرًا، وحاول إقناع الشركات المصرية بأن تسارع لملء الفراغ الذي تركته الشركات الأجنبية في مجال الصناعة النفطية في مصر وليبيا.
وجاءت هذه التسريبات ضمن الملفات المسربة الللي نشرتها ويكيليكس في ٢٠١٦ عن هيلاري.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، سلّطت المراسلات أيضًا الضوء على الأسباب التي دفعت مرسي إلى إقامة علاقة مع «إسرائيل» من أجل السيطرة على الوضع الأمني في سيناء؛ خاصة بعد مقتل جنود حرس الحدود في 2012 الذي ألقى فيه باللوم على عبدالفتاح السيسي.
وقال مصدر بارز متصل بجماعة الإخوان المسلمين إنّ مرسي سيركّز الآن على التعامل مع الحالة الفوضوية للاقتصاد المصري، مطمئنًا المستثمرين والحكومات الأجنبية بأنّ المدة الثورية قد انتهت؛ ولهذا السبب قرر في 24 أغسطس 2012 أن ينهي الشكوك بشأن السياسة الإسلامية وانتقاد الولايات المتحدة و«إسرائيل»، وشرع في إقامة علاقات عمل معها عبر القائدين العسكريين الجديدين: عبدالفتاح السيسي ومحمد العصار؛ وركّزت العلاقات في البداية على الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء.
ويعتقد المصدر أنّ مرسي بحث أيضًا الوضع الحالي في ليبيا؛ لأنه كان مقتنعًا بأنّ الشركات المصرية والخبراء الفنيين المصريين بإمكانهم ملء الفراغ الذي تركته الشركات الأجنبية في مجال الصناعة النفطية في ليبيا بعد ثورتها في عام 2011، وفي مصر أيضًا.
وفي سياق آخر، أبلغ مصدر رفيع المستوى متصل بقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنّ مرسي «المتقلب» لم يبالغ في رد فعله إزاء جهود القوات المسلحة لإرساء دوره في الهيكل السياسي في يونيو 2012. وبدلًا من ذلك، تواصل مع الجنرالات الأصغر سنًا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمخابرات العسكرية، وتمكن من بناء علاقة بناءة مع اللواء عبدالفتاح السيسي رئيس جهاز المخابرات العسكرية آنذاك.