يعانى صحفيو جرائد المعارضة «الحزبية والمستقلة» مشكلات لا حصر لها تراكمت على مدى سنوات حكم المخلوع مبارك، هذه المشكلات تتراوح ما بين إغلاق جرائدهم بأمر من مبارك ورجاله وجهاز أمن الدولة وجرائد أخرى توقفت أيضا لتدخلهم بشكل مباشر أو غير مباشر أو جرائد مستقلة تقوم بفصل الصحفيين بها بشكل تعسفي إما لمعارضتهم سياستها التحريرية والمتمثلة في تشجيع الفساد الذي كان يتم من جانب النظام السابق ورجاله وعملها وفقًا لأوامر من أمن الدولة، ناهيك عن أعمال الابتزاز والممارسات غير الشريفة للحصول على الإعلانات وإجبار الصحفيين على العمل في جلب الإعلانات وخلال السنوات الأخيرة طلت علينا جرائد مملوكة لرجال أعمال فاسدين من أركان نظام مبارك ودخل بعض أقارب مبارك كشركاء من الباطن في بعض الجرائد، فمثلا إحدى الجرائد المستقلة اتخذ أصحابها من اللواء طيار صلاح مبارك ابن عم الرئيس المخلوع مستشارًا قانونيا لهم كنوع من أنواع الحصانة ومساعدتهم في الحصول على إعلانات والأراضي والتهرب من دفع الضرائب والتنكيل بالصحفيين الذين يعترضون على الفساد، وهو ما حدث من فصل تعسفي لصحفيين من الجريدة ضمن هؤلاء المعتصمين ونفس الجريدة تبنت حملة للدفاع عن رجل الأعمال ممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت، وأدت كل تلك الانتهاكات إلى وجود صحفيين مشردين بلا عمل وبلا دخل يضمن لهم وأسرهم حياة كريمة سواء من أولئك المنتمين إما إلى جرائد حزبية أو مستقلة و تستمر أزمتهم منذ عهد المخلوع مبارك حتى الآن، ورغم انتهاء عهد الظلم والفساد بعد ثورة 25 يناير المباركة إلا أنه لم يتحرك أحد بشكل جدي لإنهاء أزمة الزملاء سواء داخل الصحف الحزبية أو المستقلة والمعتصمين منذ شهور داخل مقر نقابة الصحفيين وحتى الآن لم يتم الاستجابة لمطالبهم ونحن من جانبنا التقينا الصحفيين المعتصمين للوقوف على مطالبهم خلال اللقاءات التالية ….
التوزيع على المؤسسات القومية
في البداية قال محمد عبد الدايم الصحفي بجريدة العربي الناصري وأحد المعتصمين: إننا لجأنا للاعتصام داخل مقر نقابة الصحفيين منذ شهور بعد أن ضاقت بنا السبل ولم نجد أي استجابة لحل مشكلاتنا سواء من مجلس نقابة الصحفيين أو المجلس الأعلى للصحافة أو مجلس الشورى وجميعنا صحفيون مشردون بلا عمل أو أجر ومسئولون في الوقت نفسه عن رعاية أسر ونطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة يناير، والمطلب الرئيسي لنا يتمثل في توزيعنا على المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة وهي مؤسسات ليست عزبًا خاصة وإنما ملك للشعب، أو أن يتم عمل إصدار جديد من الشركة القومية للتوزيع يحمل اسم "القومية" لضمان حياة كريمة لنا ولأولادنا.
وأضاف عبد الدايم إنهم قرروا إصدار بيانات شديد اللهجة ضد كل الذين تقاعسوا عن تنفيذ مطالب الصحفيين المعتصمين وأضاف أنهم شكلوا ائتلافًا صحفيًا يسمى "صحفيو25 يناير "وسوف يعلن عنه اليوم.
تباطؤ في الاستجابة للمطالب
وأكد أنهم سوف ينطلقون غدًا في مسيرة حاشدة إلى مجلس الشورى بسبب التباطؤ في الاستجابة لمطالبهم ومحاولات الالتفاف عليها من خلال تسريب بعض المعلومات التي تفيد بفلترة كشوف أسماء بعض الذين قدموا أوراقهم بالرغم من أن أعداد المتقدمين لا تتجاوز الـ170 صحفيًا وأنه تم إصدار بيان شديد اللهجة طالبوا فيه بتنفيذ مطالبهم.
اعتصامنا مستمر
وقال عبد الدايم نحن اقسمنا أن لا نترك مكان هذا الاعتصام دون تحقيق كل مطالبنا. وأنه توجد تفرقة بين صحفيي الصحف القومية وصحف المعارضة ويتم التعامل في الصحف القومية وكأنها عذب، خاصة وهذا التفرقة موجودة منذ زمن بعيد وأنه من المفترض أننا أزحنا نظام كان يسعى في الأرض فسادًا والآن نحن نثق في هذا النظام أن يكون عادلا وأن الصحفيين المعتصمين لا يتقاضون أي مرتبات.
وقال كيف ينادى الصحفي بحقوق الفئات الأخرى وحقه مهضوم ولم تتحقق مطالبه؟
النقيب يتحرك بمفرده
وأشار إلى أن ممدوح الولي نقيب الصحفيين يتحرك لحل المشكلة ولكنه يتحرك بمفرده ونطالبه بسرعة التحرك تجاه زملائهز، خاصة أنه شخص ذو مناصب متعددة.
وحول مظاهرة مجلس الشورى قال توجهنا بالأمس إلى مجلس الشورى وطالبنا دخول ممثل عن الصحفيين المعتصمين إلى المجلس وتم اختياري من الزملاء وبالفعل جلست مع أمين مجلس الشورى وطلب تأجيل الميعاد إلى الغد للقاء الدكتور أحمد فهمي رئيس المجلس ولكن بعد ساعات قليلة فوجئنا باعتذار جاء على لسان محمد نجم الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة ورفض الزملاء هذا الاعتذار وعدنا بطرح قضيتنا على هيئة المجلس الأعلى للصحافة القادم وطالب منا استيفاء بعض الأوراق الخاصة بالزملاء لطرح مطالبنا وكان أهم هذه المطالب التوزيع على الصحف القومية أو عمل جريدة تابعة للشركة القومية للتوزيع أو إلحاقنا بوكالة أنباء الشرق الأوسط شريطة أن يتم إصدار صحيفة ويذهب الجميع للعمل في هذه الصحيفة بكرامة وإنسانية.
نثق في نجم
وأشار أنه يثق في وعود الزميل محمد نجم وقال إن النقيب ممدوح الولي يعلم كل الوعود التي وعد بها نجم واجتمعنا معه بحضور محمد نجم وقطب العربي وكيل عام المجلس الأعلى للصحافة.
مجلس النقابة فاشل
ومن جانبه، أكد طارق درويش رئيس حزب الأحرار ونائب رئيس تحرير جريدة الأحرار وأحد المعتصمين أن انهيار الصحف الحزبية في مصر بدأ بمخطط من النظام السابق بمساعدة صفوت الشريف الذي كان رئيس حزب الشورى واليوم بعد الثورة وبعد توقف الإعلانات للجرائد الحزبية أصبحت مهددة بالانقراض، وطالب بأن تكون هناك خطة من المسئولين لمعالجة أوضاع الصحفيين بالصحف الحزبية والمستقلة، موضحًا بأن نقيب الصحفيين الحالي يتحرك بمفرده تجاههم، وأضاف أن مجلس نقابة الصحفيين متورط في أزمة الصحفيين وصفا إياه بأنه مجلس فاشل.
شاهد الفيديو: