من الحمام الزاجل والجياد السريعة إلى عصر مكاتب البريد…و بين هذا وذاك عصور من التقدم في مجال المراسلة وخدمات البريد.. واليوم تحتفل أكثر من 150دولة حول العالم بـ "اليوم العالمي للبريد" لمرور قرن ونصف علي أنشاء اتحاد البريد العالمي في عام 1874بهدف تنظيم وسائل الخدمة البريدية ودعم التعاون الدولي في هذا المجال .
الفراعنة والبريد
يعود الفضل إلى ملوك الفراعنة في اكتشاف أهمية البريد وتنظيمه ،ويرجح المؤرخون تاريخ أول وثيقة جاء بها ذكر البريد إلى عهد الأسرة الثانية (حوالي 2000ق.م) من خلال وصية أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة .
واستطاع الفراعنة تنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا من خلال سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في رواحهم وغدوهم داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش.
البريد عبر العصور
وفي عصر البطالمة انقسم البريد إلى نوعين احدهما سريع لنقل بريد الملك ووزيره, والآخر بطئ لنقل بريد موظفي الدولة.
أما عن البريد عند العرب فقد اختلفت أهدافه باختلاف طبيعة العصر حيث اُستُخدِم لنقل أخبار الدولة إلى الخليفة والتجسس على الولاة.. ويُقال أن معاوية بن أبي سفيان هو أول من نظم البريد في الإسلام مستخدما طرقا معينة في النقل لتغيير الخيول والتزود بالمؤن.
محمد على وإدخال البريد لمصر
لم يكن للبريد في مصر وجود بالمعنى الصحيح قبل مجيء محمد علي، الذي لاحظ عند قيامه بوضع نظم الدولة وجود خلل في الاتصال بين مختلف المؤسسات الحكومية بعضها ببعض، ومن هنا نشأت فكرة البريد الحكومي للاتصال بين الجهاز الإداري المركزي الموجود وقتئذ بالقلعة في القاهرة وجميع الجهات في الصعيد والوجه البحري، ليصبح بذلك نواة نظام البريد الحكومي في مصر.
وترجع نشأة البريد في العصر الحديث لعام 1831 حينما قامت بعض الدول الأجنبية، بإنشاء مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس،ثم توالت المكاتب ،التي تم إلغاؤهما سنة 1878
واستكمالاً لما قدمه محمد على قام الخديوي إسماعيل بدمج البريد الحكومي والبوسطة الأوروبية فيما عرف باسم"البوسطة الخديوية" والتي بفضلها استطاعت مصر أن تسترد سيطرتها على جزء حيوي من مرافقها ومن مصادر دخل الحكومة المصرية..والجدير بالذكر ان طوابع البريد بدأت تُستخدم لأول مرة عام 1866.
الاحتفال باليوم العالمى للبريد
أما بالنسبة "ليوم البريد العالمي" فقد اختلفت الاحتفالات به من دولة لأخرى .. ففي بلدان معيّنة يعتبر يوم البريد العالمي عطلة رسمية وتنتهز الفرصة كثيرا لتقديم وتعزيز خدمات بريدية جديدة.
وقد تستخدم بعض البلدان المناسبة لمكافأة موظفيها للخدمة الجيدة..
في حين نجد بلدان أخرى تهتم بتنظيم معارض لهواة جمع الطوابع، وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل، وكذلك أنشطة ثقافية ورياضة والأنشطة الترفيهية الأخرى في ذلك اليوم
كما تصدر بعض الإدارات البريدية تذكارات خاصة مثل القمصان والشارات.