أصبح مصير الفريق سامي عنان غامضًا، بعد اعتقاله، وعدم معرفة أسرته معلومات عنه، وسط أنباء تتحدث عن ممارسة ضغوط عليه من أجل الاعتذار عن إعلان ترشحه وإلا مصير السجن، في حين يرفض سامي عنان الضغوط حتى الآن.
خطاب اعتذار وسجن 15 عامًا
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي صلاح بدوي، إن النيابة العسكرية قررت حبس سامي عنان 15 يوما على ذمة قرار نهائي سيصدر بحبسه 15 عاما بتهمة تشويه سمعة القوات المسلحة والإساءة إليها، لافتا إلى أنه حتى الآن يخضع لابتزاز مثلما خضع أحمد شفيق.
وأضاف، في تدوينه له على «فيسبوك»، «الفارق أن أحمد شفيق خضع للابتزاز في فندق ماريوت وعنان يخضع للابتزاز في إحدى استراحات القوات المسلحة».
وتابع، أنه «حتى الآن سامي عنان يصر على أن الإجراءات التي اتخذت بحقه باطلة وغير قانونية، والسيسي أرسل إليه نص كلمة يلقيها ويعود بعدها إلى منزله، تفيد بأنه بعد أن اطلع على حقائق عدة ووقف على تفاصيلها ومضامينها بات موقنا بأنه لا يصلح لقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة، ومن ثم رأى التراجع عن ترشحه، وحتى الآن لم يستجب عنان لتلك الرسالة.
وأضاف أنه تم إمهاله 48 ساعة للرد وإلا سيصدر عليه الحكم بالحبس.
ووفقا لنجل عنان، تلقى الفريق سامي عنان اتصالا هاتفيا بعد إعلان ترشحه، وكان المتصل المشير طنطاوي وقال له «انا مش راضي عن خطوتك دي (أنا رافض ترشحك للرئاسة)، مشيرا إلى أنه «في اليوم التالي تم خطف والدنا».
أول بيان لنجل عنان
وأصدر الدكتور سمير سامي عنان، بيانًا، عبر حسابه الذي دشنه مؤخرًا على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، حمّل فيه عبدالفتاح السيسي مسؤولية تعرض والده الفريق سامي عنان لأي خطر.
وكتب «نجل عنان»، في أول بيان للأسرة: «بيان من عائلة الفريق عنان.. نحمل النظام المصري وعلى رأسه الرئيس السيسي أي خطر على حياة مرشح الرئاسة المصرية الفريق سامي عنان بعد خطفه واختفاء أي أخبار عنه ومنعنا من التواصل معه ونطالب النظام المصري بالإفراج غير المشروط عن الفريق سامي عنان حالا من أجل مواصلته لترشح للرئاسة».
وتابع: «الخطف والترهيب والإخفاء والتهديد والوعيد ليس ما قام من أجله شعبنا الحبيب للخروج لثورة للمطالبة بالحرية والعدالة.. القمع مرفوض».
وأضاف نجل الفريق عنان «4 سنوات عانى ويعاني شعبنا الحبيب كل الألوان من التعسف والظلم والاضطهاد والتفقير الممنهج والسجن والقتل المعلب الجاهز فقط للاختلاف السياسي تصبح تهمتك جاهزة هل فرض علينا هذا الذل هل من الواجب أن نبقى نتحمل ونسكت هل الكلام أصبح محرمًا».
وسأله متابع آخر عن أخبار الفريق عنان، فرد عليه قائلًا: «والله اليوم حاولنا لقاء الوالد لكن تم منعنا وتم المنع بطريقة إذلال وحتى المحامي لم يستطع أن يقابل الفريق وهذا حال كل موقوف ومعتقل في مصر».
دراج: عنان يرفض الضغوط ويمتلك أوراقًا
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد دراج، القيادي السابق بحركة كفاية: «لا أتصور كيف تصل الأمور لدرجة الإخفاء القسري لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وهو أحد قادة حرب أكتوبر العظيمة، وكيف يتم التعدي عليه بهذه الطريقة المهينة بعد أن تم اختطافه من الشارع، فضلا عن الإجراءات العنيفة واللاإنسانية التي حدثت مع أسرته وأفراد من حملته ومؤيديه».
وأضاف دراج، في تصريح نقله موقع عربي 21، «أنه من خلال علاقاته واتصالاته مع بعض الشخصيات القريبة من عنان استطاع التأكد أن الأخير محتجز في مكان غير معروف للجميع حتى الآن، وأنه تمت مصادرة هواتف أفراد أسرته وأموالهم ومصوغاتهم حينما اقتحمت قوات الأمن منزله»، لافتا إلى أن هذا «سلوك لا يصدر عن أي نظام حاكم على الإطلاق، لأنه سلوك لا يختلف عن أسلوب العصابات الإجرامية».
ورجّح دراج «طلب السلطات العسكرية من عنان كتابة بيان اعتذار والتراجع عن مواقفه أو التوقيع على إقرار بعدم خوض انتخابات الرئاسة، على أن يتم إخلاء سبيله، ضمن قيود مخففة، إلا أنه -في تصوري- رفض ذلك تماما، وأصرّ على موقفه، وبحكم معرفتي بشخصيته الريفية العسكرية، أؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه».
وتابع: «بحكم معرفتي بالرجل كمقاتل مارس العمل كقائد لأركان الجيش المصري، وخاض حرب أكتوبر 73، أنا متأكد تماما أن عنان لن يرضخ لضغوطهم أو تهديداتهم، ولن يستطيعوا الحصول منه على ما يريدون».
ورأى دراج، وهو قيادي بارز في الجمعية الوطنية للتغيير وعضو بحركة 9 مارس، أن «ما جرى مع عنان لن يمر بهذه السهولة التي يعتقدها البعض؛ لأن الرجل لديه علاقة واتصالات بجهات محلية وإقليمية ودولية كثيرة، وبالتأكيد لن يكون الرجل لقمة سائغة في فم السيسي، الذي يبدو أنه مدعوم من جهات أجنبية؛ لتنفيذ صفقة القرن، بالتنازل عن أجزاء من سيناء، ويناور لإخفاء ذلك وغيره».
إعلام النظام يبرز ظهور طنطاوي
وركز عدد من الإعلاميين في برامج التوك شو على الظهور الأخير للمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق بجوار عبدالفتاح السيسي خلال الاحتفال الأخير بعيد الشرطة.
وربط هؤلاء الإعلاميون بين هذا الظهور وبين ما حدث مع الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق والترويج بأن عنان كان على خلاف مع طنطاوي والسيسي وتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين.
بينما ألمح إعلاميون آخرون إلى أن لطنطاوي دورا كبيرا في إجهاض تحركات عنان القديمة والجديدة وأنه كان رافضا لوجهات نظره أثناء رئاسته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وأصدرت القوات المسلحة، أول أمس، بيانًا بشأن ترشح الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق للرئاسة، أكدت فيه أنّ الفريق ارتكب مخالفات قانونية صريحة مثلت إخلالًا جسيمًا بقواعد ولوائح الخدمة لضباط القوات المسلحة.