رفضت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قرار وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء إدراج رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية ضمن «قائمة الإرهاب»، واعتبرته «تطورًا خطيرًا وخرقًا للقوانين الدولية التي منحت شعبنا الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال واختيار قيادته».
وقالت، في بيان للناطق باسمها فوزي برهوم القرار، إن القرار «يدلل على الانحياز الأميركي الكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويوفر غطاءً رسميًا للجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، ويشجع على استهداف رموزه وعناوينه وقيادته».
السر «صفقة القرن»
وبيّنت الحركة أنّ إصدار البيان في هذا التوقيت يأتي في سياق علمها أن «حماس» وإسماعيل هنية يتصدران الجهات التي تعمل بكل السبل لإجهاض «صفقة القرن» الخبيثة، التي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية وطمس حقوق الفلسطينيين الثابتة.
وتقضي «صفقة القرن» بإقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلًا من الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتحدث تسريبات عن إبرامها بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» من جهة، وأطراف عربية من جهة أخرى؛ بمزاعم تسوية القضية الفلسطينية.
ودعت «حماس» الإدارة الأميركية إلى «التراجع عن هذا القرارات، والتوقف عن هذه السياسات والمواقف العدائية التي لن تغير من الحقائق شيئًا، ولن تثنينا عن الاستمرار في القيام بواجباتنا تجاه شعبنا والدفاع عنه وتحرير أرضه ومقدساته».
وأدرجت الخارجية الأميركية اليوم إسماعيل هنية على لائحتها السوداء لـ«الإرهابيين»، وقال وزيرها ريكس تيلرسون إنّ رئيس المكتب السياسي لحماس، التي تسيطر على قطاع غزة «يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط ويقوّض السلام مع إسرائيل»؛ ما يقضي بتجميد كل ممتلكاته وحساباته في الولايات المتحدة حال وجودها هناك، إضافة إلى منع الأميركيين من التعامل معه.
قرار مثير للسخرية
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، إنّ القرار يثير السخرية، وكأن الفلسطينين يبحثون عن شهادة حسن سلوك عند أميركا، مضيفًا أنه بعد قرار ترامب المتعلق بالقدس لم يعد أي موقف مستغربًا أو مستبعدًا.
وأضاف على صفحته في فيس بوك: «في منطقتنا لا يوجد أحد ينطبق عليه مصطلح الإرهاب أكثر من دولة الاحتلال بكل مكوناتها السياسية والأمنية والعسكرية وأذرعها المالية التي تمول قتل الأطفال وهدم البيوت والاستيلاء على أراضي الفلسطينين».
وتابع أنّ قادة حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، مستعدون للتضحية بالنفس وبكل ما يملكون؛ دفاعًا عن الشعب الفلسطيني وعن القضية الفلسطينية، ولن ترهبهم كل القرارات والإجراءات وستحافظ الحركة على ثوابت الشعب الفلسطيني مهما كان الثمن.