شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بلطجة بأسلوب روسي.. كيف تنظر واشنطن لانتخابات الرئاسة بمصر؟

السيسي وترامب
أكد الخبراء، أن موقف الولايات المتحدة الأميركية من الانتخابات المصرية، كان ضعيفا للغاية، خاصة في ظل السياسات الداخلية لعبدالفتاح السيسي، والذي شرع منذ بداية حكمه في إسكات الأصوات المعارضة، ورغم أن العلاقة بين البلدين أصبحت أكثر حميمية، بعد تولي دونالد ترامب رئاسة أميركا، في 2016، إلا أن المحللين السياسيين أكدوا أنه يتعين على الولايات المتحدة الأميركية اتخاذ خطوات لإخضاع السيسي للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الصحفيين والمجتمع المدني المصري والمعارضة السياسية وخدعة الانتخابات الرئاسية، حسبما نشرت «شبكة الجزيرة».
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، من الأمثلة على السياسات القمعية التي اتبعها السيسي مؤخرا، هي احتجاز صحفي الجزيرة محمود حسين، والمحتجز لدى السلطات المصرية منذ أكثر من عام، بتهمة بث أخبار كاذبة، وهو الاتهام الذي ترفضه قناة الجزيرة بدورها.
وفي الشهر الماضي، وصفت هيئة تابعة للأمم المتحدة، اعتقاله بأنه تعسفي، وقالت إنه لا يوجد أي أساس قانوني لاحتجاز محمود حسين، ووفقا لما أكدته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، فإن قضايا «حرية الصحافة وحرية ممارسة السياسية للجماعات المعارضة في مصر»، كانت على جدول الأعمال الأميركي في محادثات مايك بنيس، الشهر الماضي، مضيفة خلال مؤتمر صحفي عقدته، يوم الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة تريد من مصر إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إلى أن المطالبات بنزاهة وحرية الانتخابات، مطلب مطروح باستمرار للإدارة الأميركية إلى المصريين.
ووفقا للجنة حماية الصحفيين، تم اعتقال 20 صحفيا في مصر، وبعضهم في انتظار المحاكمة، ويعتقد أندرو ميلر، نائب مدير السياسة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، أن عدم استقرار مصر يعكس ضعف مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة أن مصر واحدة من الدول القليلة التي لا تشارك في حروب في المنطقة، وأضاف ميلر، والذي كان يعمل سابقا في السفارة الأميركية في القاهرة، أن سياسات السيسي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة وحرية الصحافة، لا تخدم الاستقرار في مصر، بل بالعكس تشجع على عدم الاستقرار وانتشار الإرهاب.
ومنذ سنوات، وتشن مصر حربا شاملة ضد الإرهاب المنتشر في سيناء المكتظة بالسكان؛ حيث اكتسبت الجماعات المسلحة تقدما هناك، منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في انقلاب عسكري في 2013، وفي عام 2014، بعد التفجير الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 31 جنديا، أعلن السيسي حالة الطوارئ في سيناء، ووصفها بأنها أرض تحتضن الإرهاب والإرهابيين.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت إستراتيجية «القوة الغاشمة» التي وعد بها السيسي، عن تشريد السكان السناويين ووفيات بين المدنيين، ومحو قرى بأكملها وتدمير الاقتصاد الزراعي في شبه الجزيرة، ورغم ذلك، يعد ترامب، الرئيس الأميركي، مؤيدا قويا لجهود حكومة السيسي في محاربة الإرهاب بمصر.
وأضاف ميلر، أن الإجراءات التعسفية التي اتخذت مؤخرا بحق مجموعات المعارضة المصرية، وإجبار المتنافسين للسيسي على الخروج من السباق الرئاسي، لا تشير إلى ثقة السيسي في موقعه كزعيم، وهو أحد العوامل وراء عدم استقرار مصر.
حقوق الإنسان
فيما قال فيليب كولي، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إن الجهود الأميركية المبذولة للحد من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، مثل إيقاف 1.3 مليار دولار من المساعدات الأميركية، تدهورت في مصر في ظل السيسي، مضيفا أن المصريين لا يتوافر لديهم خيارات حقيقية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومعلنا عن توقعه بأن بذرة ثورة مصرية جديدة تزرع الآن.
وأضاف محمد فاروق، مؤسس شركة بوميد، أن النظام المصري حول شعبه إلى جثث بدلا من تمكينهم وتسهيل مشاركتهم في الحياة العامة، مضيفا أن الإدارة الأميركية تدرك جيدا أن الوضع في مصر خاطئ، لكنها في الوقت نفسه تعتقد أن صمتها عما يحدث من انتهاكات، في صالح تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأكد فاروق أيضا، أن السياسات المصرية تعكس أنظمة أخرى في المنطقة، وقالت سحر خميس، الأستاذ في جامعة ميرلاند، أن المصريين منذ بداية الثورة وهم يطالبون دائما الولايات المتحدة بشيء واحد؛ أن تتوقف حكوماتها عن دعم الديكاتوريات المستبدة، مضيفة، أنه بعد 7 سوات من الثورة المصرية، ظلت السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط دون تغيير، بل تدهورت إلى أبعد حد، فيما أشار كراولي، إلى أن هناك دورا يمكن للولايات المتحدة أن تلعبه؛ هو تذكير السلطات المصرية وغيرها بأنهم عليهم الالتزام بمعاهدات الأمم المتحدة التي تحدثت عن حرية التعبير.
وكان مسؤول أميركي رفي المستوى بالخارجية الأميركية، أكد أن واشنطن تتابع التقارير المتعلقة بالانتخابات الرئاسية في مصر عن كثب، موضحا أن أميركا تؤيد عملية انتخابية موثوقة وفي الوقت المناسب، مضيفا «نعتقد أن ذلك يحتاج إلى إتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة بحرية ومعالجة القيود المفروضة على حرية إنشاء الجمعيات والتجمع السلمي والتعبير».
ودأبت الصحف الأميركية والغربية، منذ الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، وما تلاها من أحداث شملت تصفية المرشحين المحتمل أن يتحدوا السيسي بقوة وإجبارهم على التراجع أو حبسهم، على مهاجمة ما أسموه بـ«مسرحية الانتخابات» المقبلة في مصر، وأنها انتخابات الرجل الأوحد.
البلطجة
وكانت صحيفة «تيليجراف» اتهمت الحكومة المصرية باستخدام «البلطجة» ضد مرشحي المعارضة، في إشارة إلى الاعتداء على المستشار هشام جنينة.
وأكدت الصحيفة، أن الاعتداء «حلقة في حملة منظمة ضد كل من يحاول الترشح ضد السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، فيما ذكر موقع «صوت أميركا» أنه بعد 7 سنوات على ثورة يناير 2011، تواجه مصر خيارات سياسية واقتصادية وأمنية مع استعدادها للانتخابات الرئاسية القادمة في مارس المقبل، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة مجرد «استفتاء على شعبية عبدالفتاح السيسي».
فيما أشارت «الجارديان»، في تقرير لها، إلى أن الانتخابات المصرية المزمع إجراؤها في مارس المقبل، نتائجها معروفة مسبقا، وأضافت الصحيفة أن المشهد في مصر وإن كان متوقعا إلا أنه يبعث على الكآبة، مشيرة إلى أن التهديد الرئيسي في الوقت الحالي من داخل المؤسسة العسكرية يتمثل في رئيس سابق لأركان الجيش، محذرة من أن مصر مهددة بأن تصبح دولة فاشلة، مشيرة إلى أنه لايتعين على الغرب غض الطرف عما وصفته بتجاوزات السيسي التي قامت سياساته المتشددة بدور القابلة التي أشرفت على ولادة منظمات مسلحة عنيفة.
أسلوب بوتين
وفي السياق نفسه، كتبت مجلة «نيوزويك» الأميركية، أن أسلوب الاعتقالات وحرمان جميع المعارضين المحتملين واحدا تلو الآخر الذي يتبعه السيسي أصبح سمة واضحة مع اقتراب الانتخابات، ورأت أن هذا الأسلوب يشبه إلى حد كبير أسلوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المعارض «أليكس نافالني»، مضيفة، أن مثل هذه الخطوات هي تدمير للحرية والديمقراطية.
بدورها، انتقدت افتتاحية لصحيفة «واشنطن بوست» الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرة أن ترشح عبدالفتاح السيسي للسلطة يمثل صورة زائفة عن الديمقراطية في مصر، موضحة أنه يعتبر المنافس الوحيد فقط في تلك الانتخابات، موضحة أن تصرفه مع المنافسين الآخرين، يشير إلى عدم اطمئنانه بشأن موقفه، وتآكل شعبيته بشكل مطرد.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023