أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست»، على أن مفتاح الحرب الإيرانية السورية المقبلة في يد موسكو وحدها، مضيفة في مقال للكاتب «هيرب كينون»، أن إسرائيل حاولت إقناع روسيا على مدار الشهور الماضي، بضرورة التدخل من أجل إقناع الإيرانيين بالعدول عن مخططاتهم في سوريا، إلا أن روسيا لديها حسابات اخرى، موضحا أنها تمتلك مصالح داخل الأراضي السورية وبناءا عليها ستحدد موسكو درجة تدخلها من عدمه.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، ترفض موسكو، او عبرت عن رفضها على لسان مسؤولين داخل الكرملين، عن التدخل فيما تفعله إيران، باعتبارها دولة ذات سيادة وأنها ليست عميلة لموسكو تأتمر بأمرها، إلا أن الكاتب، يرى أن ما تقوله روسيا هو «تواضع كاذب» وهو ما تعلمه إسرائيل جيدا، لذلك كانت زيارة نتنياهو إلى موسكو الأخيرة، من أجل إرسال رسالة مفادها بأن على روسيا التدخل لأن إسرائيل لن تسمح ببناء قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، ولأن الجانبين، الروسي والإسرائيلي، اتفقا ضمنيا على ضرورة إبلاغ بعضهما البعض بالعمليات العسكرية بشكل مسبق حتى يكونوا على علم.
وكان مسار الحرب السورية تغير، يوم السبت الماضي، بإسقاط المقاتلة الإسرائيلية F16 فوق الأراضي السورية بعد شنها غارات بصحبة مقاتلات أخرى على اهدافا إيرانية داخل سوريا، وقبلها فقدت طهران طائرة دون طيار خرجت من سوريا، كما اكد جيش الدفاع الإسرائيلي الذي أسقطها.
كما فقدت سوريا عددا من بطارايات الدفاع الجوي بما فيها منشآت للدفاع الجوي في أرجاء دمشق، في ظل تلك الأوضاع، تبقى روسيا الدولة الوحيدة التي تمتلك عدة نقاط متقدمة داخل الأراضي السورية، أو بمعنى ىخر هي الفائز الواضح هناك حتى الان بجانب إيران، مشيرا إلى أنها ستخسر إذا اندلعت حربا شاملة بين إيران وإسرائيل، أو على الأقل مصالحها الاقتصادية التي تؤمنها هناك، والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارت.
وكانت روسيا قررت التدخل بقواتها في سوريا في 2015، بغرض واحد فقط، هو الحفاظ على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ومنذ ذلك الحين، أنفقت موسكوا مليارات الروبل بجانب الدم الروسي الذي أسيل في سبيل هذا الهدف، وحالوت بكل الطرق الممكنة، مساعدة الأسد على استعادة معظم الأراضي التي فقدها لصالح المتمردين الإسلاميين.
وأكد الكاتب، أن روسيا الآن على عتبةى تحقيق هدفها الأصلي الذي تدخلت في سوريا بسببه، وتعمل الآن على ترتيبات ما بعد الحرب الأهلية، وآخر ما تحتاجه حاليا هو تدخل عسكري إسرائيلي ضخم، من المحتمل أن يهدد كل ما قامت ببنائه موسكو، مؤكدا مجدا على رغبتها في تحقيق الاستقرار داخل سوريا، وهو الهدف الذي تسعى إليه الآن، ومن شأن المواجهة بين إيران وإسرائيل أن تزعزع استقرار روسيا مرة اخرى، لكن بشكل أكبر وأعنف، مالم تسارع روسيا في استغلال موقفها للتهدئة بين الجانبين.
ومن المحتمل، وفقا للكاتب، أن يكون الاهتمام بالروسي بتحقيق الاستقرار، هو المفتاح من أجل منع تطور أحداث يوم السب بين إسرائيل وإيران وحزب الله، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، إلى سوريا للتحدث إلى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، من الواضح أنها لم تكن للتعبير عن إدانة إسرائيل للدعم الروسي لإيران، خاصة وأن الروس على دراية تامة بلتلك النقطة، مشيرا إلى أن نتنياهو من المحتمل أنه أراد أن يعرف من الرئيس الروسي مال الذي يتوقعه من ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، وكيفية رد إسرائيل على ذلك.
وأوضح الكاتب، أن نتنياهو من المحتمل أن يكون فعل ذلك، لسببين، الأول هو عدم مفاجأة الروس بالعملية العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن تكتيك متبع بينهم منذ بدء الحرب السورية، فروسيا لم تخفي على إسرائيل نية تدخلها، وبدورها إسرائيل لن تخفي على روسيا نية مواجهتها للوجود الإيراني.
والسبب الآخر، هو أن إسرائيل تريد من الروس أن يعلموا جيدا، ما الذي ستفعله إسرائيل في حال تحرك الإيرانيون نحو إقامة قواعد عسكرية والحفاظ على وجود عسكري دائم داخل سوريا، وتأمل إسرائيل في أن تدفع معرفة موسكو بتلك النقطة، في إقناع الإيرانيين بالتوقف، إلا أن إسرائيل فشلت في تحقيق ذلك.
وكان دبلوماسيين روس، أكدوا عندما سئلوا عما إذا كان بامكان موسكو منع إيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا، تم الرد عليهم بأن إيران دولة تتمتع بالسيادة وليست عميلة لموسكو تأتمر بأمرها، فيما وصفت إسرائيل تصريحات الروس بأنها «تواضع كاذب»، مشيرة إلى أنه بإمكان موسكو أن يكون لها تأثير على الأعمال الإيرانية داخل سوريا، ومن المحتمل، وفقا للكاتب، أن تؤدي الضربات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا يوم السبت الماضي، إلى تخلي الروس عن تواضعهم هذا، وحينها سيعرف الجميع هل ستقنع روسيا الإيرانيين بضرورة التخلي عن طموحاتهم أم لا.
وتامل تل أبيب، في أن تتلقى موسكو رسالتها خاصة بعد أحداث السبت، وأن تتخذ المزيد من الخطوات من أجل كبح جماح الإيرانيين، وقال «عموس يادلين» رئيس معهد دراسات الأمن القومي، إن الإيرانيين عازمون على بناء قوتهم العسكرية فى سوريا ولبنان، مضيفا أن إسرائيل مصممة على عدم السماح بحدوث ذلك، مشيرا إلى أن الاثنين متجهين على مسار تصادمي.
ووفقا للصحيفة، فإن روسيا في وضع يمكنها من دفع طهران عن مسارها الحالي، ومنع اندلاع حربا شاملة، ووجود مصالح لها في سوريا، يحتم عليها القيام بذلك، إلا أنه وفقا للكاتب، فإن الواقع لا يتطابق مع النظرية، حيث ستنظر سوريا في العائد إليها جراء إقناعها الإيرانيين بالتوقف، والأيام المقبلة ستححدد بشكل أوضح، ما إذا كانت إسرائيل مقبلة على حرب أم لا.
http://www.jpost.com/Arab-Israeli-Conflict/War-in-Syria-Its-up-to-the-Russians-542350