تحاول موسكو، لعب دور إستراتيجي في القضية الفلسطينية، وتقدم نفسها كبديل لواشنطن في «محادثات السلام»، التي توقفت منذ أمد طويل دون حراك، إلا أن موقف الولايات المتحدة الأميركية الأخير والداعم للكيان الإسرائيلي، جدد الحديث عن تلك المحادثات «الميتة» خاصة مع الإعلان الفلسطيني برفض أي دور قادم لواشنطن في العمليات المستقبلية.
لا مكان لواشنطن
المحادثات التي تمت بين الرئيس الفلسطيني عباس محمود أبومازن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حرص فيها الأول على تأكيد موقفه من الدخول في حوار مباشر مع واشنطن بشأن عمليات السلام، لافتا إلى أنه من غير الوارد أن يقبل بدور للولايات المتحدة بصورة منفردة خلال تسوية الخلافات بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وعبر بوتين، خلال اجتماع في موسكو، مع الرئيس الفلسطيني، عن قلقه إزاء الوضع في المنطقة، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ناقلا عنه «أطيب التمنيات».
واقترح عباس، خلال اللقاء، صورا لما قد تكون عليه المحادثات مع «إسرائيل»، بحيث تكون على غرار الاتفاق النووي الإيراني، وتشمل عددا من الدول.
دور روسي في المنطقة
وتحاول روسيا، من خلال الدخول في محادثات منفصلة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، أن تلعب دورا في القضية الفلسطينية، وتتواجد بقوة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد فرض نفوذها في سوريا، من خلال دعم بشار الأسد، واللعب بدور جوهري في قضية النفوذ الإيراني بالمنطقة، بالإضافة إلى الدخول إلى المناطق أقل توترا من خلال مشاريع استثمارية كما هو في مصر.
وشدد بوتين، خلال اللقاء، على دعم موسكو لفلسطين من أجل نيل حقوقها.
جدير بالذكر، أن روسيا تدعم حل الدولتين، وإعلان القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن فلسطين تعول على لعب «روسيا» دورا مهما في إحياء عملية السلام، من خلال عقد مؤتمر دولي.
وكشف «مجدلاني» عن المقترح الفلسطيني، بعقد مؤتمر دولي لعملية السلام، ورعاية متعددة الأطراف لها من قبل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (بريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، والولايات المتحدة)، أو من خلال اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وروسيا)، ومن يرغب من الدول الأخرى.
ومن جهته، أعلن مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية نبيل شعث أنه يجري العمل مع الشركاء الأجانب -ومن ضمنهم روسيا- لوضع صيغ متعددة لعملية التسوية مع إسرائيل.
وفي وقت سابق، أشار السفير الفلسطيني لدى روسيا، عبدالحفيظ نوفل، إلى أن فلسطين تبحث عن آلية دولية جديدة تلعب روسيا فيها دورا محوريا لتقود العملية السياسية مع إسرائيل.
بديل غير واقعي
ووسط شكوك في نجاح عمليات إحياء محادثات السلام من جديد، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في حق الفلسطينيين، والأراضي الفلسطينية، ومحاولة فرض واقع جديد بالقدس وتهويدها، يأتي الحديث عن الوسطاء في غير محله بحسب سياسيون.
وقال القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية حماس، والناطق باسمها، حسام بدران، إن «عملية التسوية ماتت منذ فترة ليست بالقصيرة. ولكن ترامب باعلانه حول القدس يكون اصدر شهادة وفاة التسوية».
وأضاف بدران، في تصريح لـ«رصد»، أن «شعبنا لا يقبل أبدا بمحاولات تجميل هذا المسار الذي ثبت فشله».
وحول إمكانية لعب الروس دورا في القضية الفلسطينية، أكد بدران أن «عمليا أيضا لا يمكن لأي طرف دولي تجاوز التأثير الأميركي. والاحتلال نفسه لن يرضى بديلا عن الراعي الأميركي».