شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جلوبال ريسك إنسايتس»: الجيش المصري يواجه تهديدا في الصحراء الغربية أخطر من شمال سيناء

جانب من قصف القوات الجوية المصرية لسيارات دفع رباعي على الحدود الغربية

قال موقع «جلوبال ريسك إنستايتس» الأميركي، المعني بالتحليلات الأمنية والعسكرية، إنّ مصر ستواجه في المدة المقبلة تحديًا إرهابيًا في الصحراء الغربية أخطر مما تواجهه في سيناء بمراحل؛ فـ«الإرهابيون» في الصحراء الغربية لديهم خبرات قتالية وعسكرية جيدة للغاية بعكس أقرانهم في شمال سيناء المدربين تدريبًا سيئًا، كما ساعدتهم الصحراء الغربية والكمّ الهائل للضباط المصريين المنضمين إليهم، بجانب اختلاطهم بكوادر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وأضاف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ مصر تواجه تهديدًا متزايدًا في الصحراء الغربية؛ فـ«المتمردون» هناك يرسخون مواقعهم على طول الحدود الليبية. وفي 20 أكتوبر الماضي، نصب مسلحون كمينًا قتلوا فيه ضباط الشرطة بالقرب من واحات الصحراء الغربية، ولحفظ ماء الوجه؛ أطلقت القوات الجوية غارات ردًا على الهجوم. وفي تلك الأيام، تحدّث مجهول عن أنّ الوضع كان أسوأ بكثير مما نقلته البيانات الرسمية للدولة.

وأعلنت جماعة «أنصار الإسلام» مسؤوليتها عن الهجوم، وبالرغم من أنها صغيرة جدًا فإنّها منظمة جيدًا، وتتحرك بحرية عبر الحدود بمساعدة القبائل المحلية، ويديرها ضباط منشقون عن الجيش المصري؛ وإذا استمر التنظيم في النمو وتجنيد مزيد من المقاتلين فمن المرجح أن يشكّل تهديدًا إقليميًا.

وتعد «أنصار الإسلام» حركة انشقاقية عن «أنصار بيت المقدس» في سيناء، التي انشقت عنها بعدما أعلنت الولاء لتنظيم الدولة؛ لكنّ أنصار بيت المقدس غير مدربين مثل أنصار الإسلام، كما إنّهم محاصرون جسديًا من الجيشين المصري والاحتلالي «الإسرائيلي». ولأفراد أنصار الإسلام خلفية عسكرية ماهرة، وشُكّلت في الأصل شبكة سرية حاولت اغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في 2013، غير أنهم نجحوا في اغتيال النائب العام هشام بركات.

كما تعد أنصار الإسلام من أكبر التحديات والتهديدات التي يواجهها الجيش المصري حاليًا، وكان زعيمها هشام عشماوي ضابطًا في الصاعقة قبل أن يشكّل التنظيم، وقاد التنظيم في الشهور الأخيرة حملة تجنيد ناجحة؛ تمكّن فيها من ضم أفراد جدد من قوات الجيش المصري، وانضم حتى الآن أكثر من 130 ضابطًا مصريًا إليها، ومعظمهم ممن أقيلوا بسبب وجهات نظرهم الإسلامية «المتطرفة».

وأعلنت أنصار الإسلام ولاءها لتنظيم القاعدة في المغرب العربي، وبالرغم من أن هذا التحالف قد يكون رمزيًا؛ فسيمنحه إمكانية الوصول إلى شبكات تنظيم القاعدة في المغرب، إضافة إلى اكتسابهم الخبرة القتالية الواسعة للقاعدة وخبرات التجنيد.

التطرف في الصحراء الغربية

لم تتمكن مصر من السيطرة الكاملة على مناطقها الغربية، ومع سقوط معمر القذافي في ليبيا أصبحت المنطقة بين مصر وليبيا وتونس ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية. وفي يوليو 2014، هاجم مسلحون منهم نقطة تفتيش الفرافرة، التي قتل فيها 21 ضابطًا ومجندًا، وفي يناير 2017 هاجموا نقطة تفتيش النقب في الصحراء الغربية بين أسيوط والوادي الجديد، وقتل فيه ثمانية ضباط شرطيين، وبعد أربعة أشعر قتلوا 29 قبطيًا في طريقهم إلى دير غرب المنيا.

لكن، في الوقت نفسه، فقدت جماعة أنصار الشريعة من 2014 إلى 2017 أراضي لها في ليبيا. و«أنصار الشريعة» جماعة سلفية جهادية اكتسبت الدعاية من هجومها على القنصلية الأميركية في بنغازي 2012، وبعدها عمت الفوضى ليبيا، وتعهّدت بالولاء لتنظيم القاعدة في المغرب، وبدأت غزو الأراضي في بنغازي (شرق ليبيا).

لكنّ حملة «الكرامة» التي أطلقها خليفة حفتر قادت في نهاية المطاف إلى حل الجماعة رسميًا في مايو 2017، وكان لها فروع نشطة في تونس، وهم المسؤولون عن إطلاق النار الجماعي في سوسة في 26 يونيو وقتلوا 38 سائحًا.

التهديد الإقليمي

يرتبط فرعا أنصار الشريعة مباشرة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومن المؤكد أنهما تبادلا الأفراد والمعلومات عبر شبكات تنظيم القاعدة في المغرب. وأفاد مسلح قبض عليه الأمن المصري بعد مجزرة الواحات في 20 أكتوبر إنّ ستة رجال مسؤولين عن قتل 29 قبطيًا في مايو 2017 انضموا مؤقتًا إلى جماعة جهادية ليبية؛ وهو ما يؤكد العلاقة المتنامية بين الشبكات الجهادية الليبية والمصرية، وتوقيتها ليس مستغربًا بالنظر إلى أنّ حفتر شدد قبضته على المدن الليبية الشرقية في الوقت نفسه.

وبينما تفتقر أنصار الإسلام إلى القدرة على التأثير على نتائج الانتخابات المصرية، أو أن تشكّل تهديدًا وجوديًا لنظام عبدالفتاح السيسي؛ فالتهديد يتطوّر بوتيرة عالية، خاصة في ظل ازدياد نمو المجموعة، ومع افتراض أنّ تصاعدها سيظل ثابتًا فإنها ستشكّل تهديدًا خطيرًا للجيش المصري والدول المحيطة به.

المقاتلون الأجانب والتهديد المتزايد

بينما يخسر تنظيم الدولة معاقله الأخيرة في سوريا والعراق، لا تزال جحور لهم سليمة، ومنذ نوفمبر 2017 تمكّن آلاف الجهاديين من مغادرة سوريا والعراق، بعضهم ذو خبرة ربما يبحثون عن ساحات قتال جديدة في القوقاز والفلبين وأوروبا وأراضي الصحراء الغربية أو سيناء، كما أن هناك فرصة لأن يتجمعوا مرة أخرى مع بعضهما بعضًا؛ وهنا سيشكّلون تحديًا لتنظيم القاعدة.

وعلى أي حال، من المرجح أن ترتفع وتيرة العنف؛ إما عن طريق التعاون بين أكثر الجماعات الإرهابية فتكًا في العالم أو من التنافس بين الاثنين، كما اتضح في كثر من المواقف؛ فمن الممكن أن تتنازع جماعتان أيديولوجيًا.

أما داخل المغرب نفسه، فتنظيم القاعدة يعيد تجميع نفسه؛ ويبدو أنه يتطور بسرعة فائقة في شمال إفريقيا منذ انتكاس تنظيم الدولة. وإذا كان الأمر صحيحًا؛ فجماعة أنصار الإسلام ستعزز من اندماجها داخل هياكل القاعدة في المغرب، وقريبًا ستصبح تهديدًا صعبًا للجيش المصري في الصحراء الغربية.

والآن يبدو أنّ هناك كوكتيلًا من المتطرفين الذين تجمعهم خبرات عسكرية وميدانية ومهارات اكتسبوها من معاركهم السابقة، بجانب الضباط العسكريين المصريين والخبراء في تنظيم قاعدة المغرب، وبغضّ النظر عن فرار المقاتلين الأجانب من تنظيم الدولة؛ لكنّ المنطقة بين مصر وليبيا وتونس ستشهد تدهورًا أمنيًا كبيرًا في المدة المقبلة، وهو ما يعني أنّ الدولة المصرية ستدفع ثمنًا أعلى لحربها على الإرها؛ من حيث الموارد والمعاناة والخسائر الإنسانية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023