تستمر القوات التركية في معركتها «غصن الزيتون» والتي اتمت 30 يومًا، منذ إعلان أردوغان انطلاقها في 20 يناير المنصرم، وسط توقعات باستمرارها لمدة طويلة في ظل تداخلات سياسية وعسكرية تتحكم في سيرها.
وتداولت أنباء حول اتفاق بين القوات الكردية ونظام الأسد يقضي بدخول قوات النظام إلى منطقة عفرين، وصد الهجوم التركي عن قوات الحماية الكردية، والذي قابله رفض تركي وتهديد برد فعل قوي.
اردوغان يهدد ووزير خارجيته يضع شرطا
جاءت رردود الفعل التركي على الاتفاق المبرم بين قوات النظام السوري، ووحدات الحماية الكردية، مختلفة، ففي الوقت الذي عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رفضه دخول قوات الأسد لعفرين، مهددا بعواقب وخيمة في حال أبرم الاتفاق بشكل رسمي، جاء تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مخالف لذلك.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك في عمان مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، إنه لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين، إلا أنه وضع شرطا لموافقة تركيا وهي أن يكون دخولها بهدف تطهيرها من وحدات حماية الشعب الكردية.
تصريح جاويش أوغلو، لا يتوافق مع الهدف المعلن مع عقد الاتفاق، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء «سانا»، والذي هدف محاولة صد هجمات تركيا على المدينة، في معرطة «غصن الزيتون».
كما أن الجيش الحر شريك بارز للأتراك في معركة غصن الزيتون، والذي مؤخرا سيطر على قريتي مروانة الفوقاني ومروانة التحتاني على محور جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، وواصل بدعم من الجيش التركي، التقدّم في محور بلبل شمال عفرين وسيطر على قرية وتلة شرقنلي، ما يطرح تساؤلات حول كيفية موافقة تركيا على دخول النظام في أماكن تواجد الجيش الحر.
وضع مقلق ونتيجة كارثية
اشتداد المعركة ودخول أطراف بعيدة عنها، جعل الأمم المتحدة تدخل على خط التصريحات، مشيرة إلى أن الوضع على الحدود أصبح مقلق للغاية.
وقال رمزي رمزي نائب المبعوث الأممي إلى سوريا أهمية الاتفاق بشأن منطقة عفرين للحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.
وأضاف أنّ الوضع في عفرين وعلى طول الحدود السورية التركية، يشكل مصدر قلق كبير للجميع، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق يكفل حماية مصالح وأمن الجميع، بما في ذلك تركيا.
وقال المحلل السياسي غسان ياسين، أن ما تداوله وسائل الإعلام حول إبرام اتفاق بين القوات الكردية ونظام الأسد، ليس رسميا حتى الوقت الحالي، ولكن الطرفين يحاولون إثارة البلبلة من خلال بث تلك الأخبار.
وأشار ياسين في تصريح لـ «رصد»، أن معركة عفرين ومواجهة القوات التركية تفوق قدرات الجيش النظامي عسكريا.
واستبعد ياسين، أن تدخل قوات الأسد منطقة عفرين، مؤكدا أن روسيا لن تسمح بأن تفسد العلاقة بينها وبين تركيا، لأن قرار النظام بيد روسيا وإيران، مشيرا إلى التفاهمات بين الثلاث دول حول منطقة الشمال.
وأضاف المحلل السياسي، أن تركيا جادة في معركة غصن الزيتون، ولن يثنيها أي اتفاقات، لافتا إلى أن أنقرة بعثت برسالة عندما قصفت الطريق الواصل إلى عفرين بأنهم لن يسمحوا للنظام بالدخول إلى عفرين.
وتوقع ياسين أن يستمر أمد المعركة طويلا، وربما تنتهي بتفاهمات سياسية تقضي بخروج «بي كا كا» من عفرين.
دخول قوات الأسد قد يؤثر نسبيا على المعركة إلا أنها لن تحسمها لصالح الكرد، بحسب متخصصين في الشؤون العسكرية، إلا بتدخل روسي، وهو مشكوك في حدوثه، حيث لن تجازف موسكو بعلاقتها مع تركيا والدخول في معركة أمامها، وسيكون تدخلها محاولة للحد من التصعيد بين الطرفين الحلفين من أجل مصالحها، بحسب ما صرح به الخبير العسكري خليل الطائي في تصريح سابق، بأن دخول النظام المعركة « «ليس له تاثير في الجانب الميداني لان القرار العسكري في سوريا بيد روسيا ثم ايران وكلاهما يسعيان في هذه المرحلة على الابقاء على علاقات جيدة مع تركيا وإن كان الاعلام الايراني يظهر خلاف ذلك».
وحذر المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ من دخول النظام السوري إلى عفرين وإرسال وحدات عسكرية لحماية التنظيمات الإرهابية، أو أي خطوة بهذا الاتجاه سيؤدي إلى كوارث كبيرة بالمنطقة، نافيا ما ورد في وسائل الإعلام حول إرسال النظام لقوات إلى عفرين.
شروط مجحفة
إذا صح ما ورد عن اتمام الاتفاق بين الكرد وقوات الأسد، فإن ذلك يعني أن قوات الحماية الكردية وافقت على الشروط التي اعتبروها مجحفة مسبقا، وذلك سعيا للتخلص من التهديد التركي لوجودهم على الحدود السورية.
واشترط النظام السوري، بعد أن استنجد به الأكراد، تسليم جميع الأسلحة، في مقابل الدخول إللى منطقة عفرين ومواجهة الوجود التركي في المنطقة، إلا أن فشلت المففاوضات في هذا الوقت بسبب رفض الشرط من الجانب الآخر.
كان بدران جيا كرد، المستشار في وحدات حماية الشعب الكردية، أكد أن القوات الكردية ونظام بشار الأسد توصلا لاتفاق على دخول جيش النظام منطقة عفرين؛ للمساعدة في مواجهة العملية العسكرية التي تقودها تركيا وقوات من المعارضة السورية المسلحة.