حراك سياسي واسع تشهده تونس، مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات البلدية، والتي يتنافس بها، إلا أن الحزب الحاكم «نداء تونس»، وحزب النهضة «الاسلامي»، يتصدران المشهد، عبر تقديم قوائم تضمنت جميع البلديات.
وشهدت الساحة التونسية جدلا واسعا حول تحضيرات الأحزاب لخوض الانتخابات، كان أبرزها ترشح التونسي اليهودي الديانة، سيمون سلامة، على قوائم حزب النهضة، كما ينتظر التصويت حول مجلة الجماعات المحلية (قانون تنظيم الحكم المحلي وعمل البلديات) خلال جلسة عامة بالبرلمان التونشي قد يشهد صراعا بين الأحزاب.
انتخابات تونسية مرتقبة
وأغلق باب الترشح للانتخابات البلدية للعام 2018، يوم الخميس الماضي، والمزمع عقدها في مايو المقبل، بعد أن تم تأجيلها مرات عدة.
وتعد الانتخابات البلدية الأولى منذ الثورة التونسية، عام 2011، ترشح لها 57 ألف شخص، نصفهم من النساء تقريبا، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجمعة، في مؤتمر صحفي، أن 2173 قائمة قُدمت لشغل 350 بلدية، وجاءت القوائم كما يلي: 177 قائمة للائتلاف، و1099 للأحزاب، و897 قائمة مستقلة.
وستستمر الحملة الانتخابية بين 14 أبريل، حتى الرابع من مايو.
النهضة يفجر مفاجأة
وأثار قرار حركة النهضة القاضي بترشيح مواطن يهودي على رأس قائمة انتخابية في الاستحقاق البلدي القادم، جدلا واسعا في تونس، بين مرحب رآه انفتاحا للحزب الذي خلع عباءة الإخوان، ومعارض وجده مناورة سياسية.
وقررت الحركة ترشيح التونسي اليهودي سيمون سلامة، ضمن قائمتها للانتخابات البلدية في المنستير (شمال شرق) وإنها بصدد استكمال جميع الإجراءات القانونية المطلوبة لذلك.
إدماج للأقليات أم مناورة سياسية
واعتبر سياسيون أن الحزب يواصل نهجه الذي بدأه في 2016، خلال مؤتمر لها في مايو، أعلنت خلاله الفصل بين «الدعوي والسياسي»، خاصة بعد رشحت امرأة لرئاسة إحدى قوائمها الانتخابية.
ولاقى القرار ترحيب يهودي، فاعتبر الناشط اليهودي، جاكوب بيريز، أن قرار الحزب قرار شجاع. وقال إن «الذين مارسوا كل أنواع الترهيب ضد اليهود هم الحداثيون واليساريون والبورقيبيون والقوميون والعلمانيون، أما النهضة فقد ردّت لنا الاعتبار وهم ناس شجعان».
ومن جهته، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، هادي يحمد، كان أكثر تفاؤلا؛ إذ اعتبر القرار من حيث المبدأ إيجابيا ومشجعا، دون الحاجة إلى الدخول في نوايا الحركة الإسلامية الخفية من خلفه.
وقال يحمد لرصيف22: «بلا شك يُعَدّ إدماج حركة النهضة لتونسي من ذوي الديانة اليهودية في أحد قوائمها الانتخابية البلدية مؤشرا إيجابيا».
أما الكاتب والباحث التونسي، أنس الشابي، فيرى أن ترشيح النهضة ليهودي على رأس قائمة بلدية في ولاية المنستير، والتي تعتبر معقل البورقيبية، وليس فيها حضور كبير للجمهور الانتخابي للحركة الإسلامية، «فيه نوع من المخاتلة، لأنها تعلم علم اليقين أنها ساقطة في المنستير».
سيمون سلامة
قال سيمون سلامة، المرشح اليهودي للانتخابات البلدية في قائمة حركة النهضة التونسية (إسلامية)، إن ترشحه كمستقل في دائرة المنستير (شرق) على قائمة الحركة جاء في إطار التعامل مع «حزب مدني»، فتح قوائمه أمام المرشحين المستقلين، و«منفتح على الحداثة».
وأوضح سلامة أنه «لو نجحت تجربتي في الانتخابات لبلدية سيتشجع يهود آخرين على الانخراط في الانتخابات التشريعية القادمة، وتؤهلهم للمشاركة في الحياة السياسية».
صراع منتظر للمجلة
وينتظر البرلمان التونسي، جلسة عاملة للتصويت على قانون تنظيم الحكم المحلي وعمل البلديات، «مجلة الجماعات المحلية»، بعد أن صادقت لجنة تنظيم الإدارة أمي الجمعة، على مشروع القانون الأساسي المتعلق بإصدار مجلة الجماعات المحلية، بعد أن أنهت الحسم في الفصول الخلافية التي تمّ إرجاء التصويت عليها، والإنتقال إلى النظر في مقترحات فصول إضافية.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مناقشات خلافية بين الأحزاب خاصة فيما يتعلق بأبرز النقاط الخلافية والتي تتمثل في مسألة تفرّغ رئيس البلدية وحل المجلس البلدي المنتخب بأمر حكومي وحلول الوالي محل المجلس المنتخب، في صورة تقاعس الأخير، بحسب ما أوضحت عضو اللجنة منية إبراهيم.
