في الوقت الذي تخلو فيه مصر فعليًا من حياة ديمقراطية وسياسية، ستنطلق حملة الدعايا الانتخابية للمرشحين إلى الرئاسة من اليوم وحتى مدة الصمت الانتخابي قبل إجرائها من 26 إلى 28 مارس المقبل.
وتبدو نتيجة هذه الانتخابات محسومة سلفًا لعبدالفتاح السيسي، الذي يواجه منافسًا مجهولًا جاء لاستكمال الأداء الشكلي، وهو موسى مصطفى موسى الذي قدّم أوراق ترشحه في آخر نصف ساعة لغلق باب الترشح؛ في ظل استبعاد المنافسين الحقيقيين وملاحقة المعارضين.
وتضمّنت قواعد الهيئة العليا للنتخابات المنظّمة أن تتخذ وسائل الإعلام موقفًا «موضوعيا» وتوفر فرصًا «متساوية» للمرشحين، وحظرت على شاغلي المناصب السياسية والوظائف الإدارية العليا في الدولة «الاشتراك بأيّ صورة من الصور في الدعاية الانتخابية، بقصد التأثير الإيجابي أو السلبي على نتيجة الانتخابات أو على نحو يخل بتكافؤ الفرص بين المترشحين».
انتخابات وهمية
قبضت السلطات المصرية على عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية؛ بعد أن وجّه نداء مع شخصيات معارضة أخرى لمقاطعة الانتخابات واتهامه النظام بـ«منع أي منافسة نزيهة».
وقبله، أوقف الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات «هشام جنينة» بعد تصريحات صحفية قال فيها إنّ رئيس الأركان سامي عنان «لديه وثائق تدين أشخاصًا كثيرين في السلطة حاليًا»؛ بعدما قبض على القائد العسكري واستبعد لعزمه خوض الانتخابات.
وفي ظل الوضع الحالي من ملاحقة المعارضين واحتجاز قيادات الإخوان المسلمين في السجون، يبدو أنّ الامتناع عن المشاركة الخصمُ الحقيقي الوحيد للسيسي؛ إذ يقول مصطفى السيد: «كلما كانت الانتخابات أكثر تنافسية فنسبة المشاركة أكبر، هذه قاعدة طبيعية».
ويقول الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنّ «الحملة الانتخابية للسيسي تقود معركة انتخابية من دون انتخابات حقيقية، و لا ينبغي علىنا انتظار أي شيء منها؛ فستكون مجرد تصريحات بالدعم الكامل له».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ السيسي يحاول أن يجمّل الصورة القبيحة لمصر في ظل انتخابات وهمية، ويحاول أن يخوض مباراة انتخابية من دون منافسين أو حتى جمهور؛ فهو يخوض انتخابات معلنة نتيجتها مسبقًا، ويحضر بشكل دائم على شاشات التلفزيون وفي الصحف وصوره تملأ الشوارع، بينما لا أثر لموسى مصطفى موسى.