انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصمت الدولي على استمرار هجمات قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية، الواقعة على مشارف العاصمة دمشق؛ معربًا عن رفضه للدعوات التي تطلقها أطراف لبلاده للجلوس مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأثناء كلمته في المؤتمر العام السادس لفرع حزب «العدالة والتنمية» بولاية قهرمان مرعش (جنوبي البلاد) اليوم السبت، تساءل أردوغان: «هل رأيتم أو سمعتم دولة واحدة أبدت رد فعل قويًا على الوحشية المستمرة منذ أيام في الغوطة الشرقية؟»؛ منتقدًا المجتمع الدولي على ما يحدث في الغوطة الشرقية بقوله: «هل القتل بالسلاح التقليدي شرعي والقتل بالسلاح الكيميائي غير شرعي؟».
وأضاف: «أكثر من مليون شخص وقعوا ضحية إرهاب الدولة في سوريا أمام مرأى العالم، وما زال هناك بائسون يدعوننا للجلوس مع بشار الأسد لحل الأزمة السورية، كيف نجلس مع من قتل مليونًا من مواطنيه؟!».
استهداف للمصالح
وقال إنّ «المنطقة تُستهدف مجددًا من قوى تتصارع لتحقيق مصالحها؛ إذ نرى الإمبرياليين الذين اشتموا رائحة النفط يحاولون إعادة رسم حدود منطقتنا بالدماء والدموع، لكن تركيا تشكّل العائق الأكبر أمام مخططاتهم؛ كما كانت كذلك قبل مائة عام».
كما أكّد أردوغان أنّ بلاده «لن تغضّ الطرف عن الذين يتسترون على الإرهابيين أياً كانوا، وحملاتنا ضد القوافل التي تحمل مساعدات للإرهابيين أكدت ذلك»، في إشارة إلى قوافل المليشيات المؤيدة للنظام التي توجّهت لمساندة المليشيات الكردية في عفرين الأيام الماضية.
ومنذ أيام، صعّد النظام السوري من قصفه البري والجوي على بلدات الغوطة الشرقية ومدنها، المدرجة ضمن اتفاقية مناطق «خفض التوتر» المتفق عليها في مباحثات أستانة عام 2017 بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.
وأمس الجمعة، ارتفعت حصيلة قتلى قصف قوات النظام وحلفائه على الغوطة إلى 464 قتيلًا؛ بعد أن سجّل اليوم السادس مقتل 48 شخصًا.
ومن المقرّر أن يجري مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم، تصويتًا أُجّل مرّتين على مشروع قرار يقضي بإعلان هدنة إنسانية في سوريا، وذلك على خلفية التصعيد العسكري في غوطة دمشق الشرقية، حيث تتهيأ قوات النظام لعملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ الفصائل المسلحة المنتشرة في المنطقة.
وفشل مجلس الأمن، يومي الخميس والجمعة، في التصويت على مشروع قرار قدمته الكويت والسويد، من أجل وقف لإطلاق النار في الغوطة وعموم سورية، لمدة 30 يوماً.