شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الجميع موضع شك».. لهذه الأسباب يجري بن سلمان تعديلات في المناصب

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

قالت الدكتور مضاوي الرشيد، إن الجيش والجهاز الحكومي السعودي يشهد أكثر من تعديل، أخرها في السادس والعشرين من فبراير عندما أصدر الملك سلمان مرسوما ملكيا قرر بموجبه فصل أو ترقية أو استبدال العديد من كبار ضباط الجيش وموظفي الدولة ومستشاري الديوان الملكي ورؤساء البلديات والحكام المحليين، بحسب ترجمة عربي21.

وأشارت أستاذة علم الإنثربولوجيا الديني، في قسم اللاهوت والدراسات الدينية بكلية الملوك بجامعة لندن، أن مثل هذه التعديلات ليست غير مألوفة ولكن توقيتها يثير تساؤلات، فالنظام السعودي في أمس الحاجة إلى الاستفادة إلى أقصى حد من عامل «الشعور بالرضى عن الذات» بينما تساور المراقبين الأجانب شكوك حول استقرار المملكة وحول الحكمة من كثير من التغييرات التي جرت مؤخراً، بما في ذلك الجدوى من حملة مكافحة الفساد والوعد بإنهاء الاعتماد السعودي على النفط.

وتابعت في مقالها في «ميدل ايست آي»:«يتعلق عامل الشعور بالرضى عن الذات بالإصلاحات الأخيرة مثل تعيين النساء في مناصب عليا ورفع الحظر الذي كان مفروضاً على قيادة النساء للسيارات، والسماح للنساء بحضور الحفلات الفنية والمباريات الرياضية، وآخرها دعوة النساء للتقدم لشغل وظائف داخل المؤسسة العسكرية».

وأضافت:«يجد الملك نفسه مضطرا لتوسيع دائرة المستفيدين في الوقت الذي يشعر فيها الجميع بأنهم «موضع شك» من وجهة نظر الملك وابنه. ولذلك ثمة حاجة لاستبدال الحرس القديم بعناصر من الجيل الجديد حتى لا يشعر هؤلاء بأنهم يتعرضون للإقصاء والحرمان من فرص الإثراء والوجاهة، والنظام الآن مضطر لأن يجري تعديلات في المناصب العليا في الدولة من خلال ترقية البعض وفصل البعض الآخر، وذلك في خطوة يائسة تستهدف إيجاد قاعدة من الموالين الذين أصبحوا يشعرون بأن لهم نصيب داخل الحكومة».

واستطردت:«لا يشذ القرار الأخير بتعيين تماضر الرماح نائباً لوزير العمل والتنمية عن النمط السابق في تعيين امرأة في مثل هذا الموقع ثم فصلها من وظيفتها في وقت لاحق، ومع ذلك كان التعيين كفيلاً بإثارة حالة من الحماس في الأوساط الإعلامية السعودية والأجنبية حول تعيين «رمزي» نُظر إليه على أنه تمكين للمرأة ومؤشر على تغيير ثوري من الأعلى إلى الأدنى».

جاء هذا التعيين الأخير لامرأة في منصب رفيع مباشرة بعد الإعلان عن دعوة النساء للتقدم لشغل وظائف داخل المؤسسة العسكرية كجنود في ظروف مقيدة، من الجدير بالذكر أن النساء يعملن داخل المؤسسات الأمنية وفي أجهزة المخابرات السعودية، ويشير كثير من السعوديين إلى أن هؤلاء النسوة يتقاضين رواتب سخية ضمن نظام تعويضات يعرف ببدل السمعة.

وأضافت:«بات اللعب بورقة الجندر أمراً مهماً في الوقت الذي يخضع تعهد المملكة العربية السعودية بتمكين النساء للاختبار من قبل الوكالات الأجنبية مثل الأمم المتحدة والشركات العالمية ووسائل الإعلام الغربية، يجد النظام السعودي نفسه في أمس الحاجة إلى جذب المستثمرين الأجانب الذين يحرصون بشكل عام على توظيف النساء السعوديات أكثر مما يحرصون على توظيف الرجال السعوديين».

وأكدت:«لقد أثبت الجيش السعودي أنه غير قادر على تحقيق الانتصار على ما كانوا يوصفون بالبلطجية الحوثيين على الجانب الآخر من الحدود داخل اليمن، ويبدو أن حرب اليمن باتت عصية على الكسب، فالغارات الجوية لم تنجح إلا في تدمير بلد فقير ولن ينجم عنها تحقيق السلام أو الاستقرار. بل من المرجح أن تتوقف الحرب من خلال تسوية سياسية وليس بفضل القنابل التي تلقى على رؤوس الناس داخل البلاد، شملت التغييرات الأخيرة تعيين أبناء الجيل الجديد من الأمراء حكاماً على الأقاليم. وهذه ممارسة لم تنقطع منذ إقامة الدولة السعودية، وفيما عدا استثناءات محدودة جداً، يأتي جميع الحكام المحليين في الأقاليم من داخل العائلة الملكية الحاكمة».

وأفادت «المضاوي»:«من غير المحتمل أن تتمكن مثل هذه المراسيم الملكية من إحداث ثورة في السياسة والممارسة السعودية، فهي تُفرض على شعب لا يملك حق الانتخاب ولا يجد سبيلاً للإنصاف ولا وسيلة للتعبير عن إرادته».

وقالت:«لا يملك أي موظف الاحتجاج ضد قرار فصله من عمله ولا يستطيع شخص عادي ولا أمير من الأمراء تفسير لماذا يتم ترقية شخص ما ليصبح واحداً من أكثر أعضاء دائرة النفوذ الداخلية ثقة، للمراسيم الملكية منطق خاص بها، والأغلب أن ذلك يتعلق بالرغبة الجامحة في إحكام القبضة على السلطة وتقويض أي محاولة للتمرد أو المعارضة وتوليد الولاءات المستمرة. ولا يستوعبها سوى أولئك الذين يساعدون الملك في اتخاذ القرار الخاص بمن ينبغي عليه فصله من عمله أو ترقيته في منصبه».

واختتمت:«ولا يملك المسؤول المفصول من عمله سوى أن يأمل في الحصول على تقاعده بعد أن اقتلع من موقعه بينما يستمر من بقي من موظفي جهاز الدولة في الأمل بأن يحصلوا في يوم من الأيام على ترقية يصبحون بسببها وزراء في الدولة، حيث أن منصب الوزير هو أعلى وأكثر ما يمكن أن يرغب فيه أعضاء النخبة السعودية من الذكور، وربما من النساء أيضاً».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023