أكد موقع «يورياسيا ريفيو»، في مقال للمحلل السياسي، انشال فوهرا، أن الحرب المقبلة في سوريا بين «إسرائيل» وإيران وحزب الله، أوشكت على البدء، مؤكدا أن الطرفين يشرعان حاليا في تأسيس بنية تحتية هجومية بالقرب من منطقة الجولان.
وأوضح «فوهرا»، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن الاحتلال الإسرائيلي فشل فيما سبق في تكوين ولاءات منطقة الجلان، خاصة بعد التدخل الإيراني في الحرب السورية، وإجبار قوات المعارضة على التراجع، مؤكدا أيضا أنها كانت تشرع في بناء تلك الولاءات عن طريق تقديم الدعم الطبي لمصابين ومدنيين في املناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأضاف أن الهجمات المضادة بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا، خلال الأيام الماضية، أيقظت الهدنة النسبية في مرتفعات الجولان، لتصبح مسرحا آخر للحرب، ففي 10 فبراير، اعترضت «إسرائيل» طائرة إيرانية بدون طيار، اخترقت مجالها الجوي، وردا على ذلك، شنت إسرائيل مجموعة من الهجمات، استهدفت مواقع داخل العمق السوري، وتمكن السوريون من إسقاط مقاتلة F16، وهو الحادث الول منذ الثمانينيات.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 11 فبراير: «تعاملنا أمس مع ضربات قاسية للقوات الإيرانية والسورية وأوضحنا للجميع بشكل لا لبس فيه، أن قواعد العمل لم تتغير، وسنواصل الرد على كل محاولة لضربنا، هذه كانت سياستنا وما زالت».
ما سبق يمثل نقطة بداية محتملة لحرب بين إيران وسوريا وإسرائيل، في جنوب سوريا، وهو الرأي الذي يتفق معه أغلب المحللين.
إسرائيل العدو الأبدي
يقبع تمثال الناصر صلاح الدين الأيوبي، أمام إحدى قلاع دمشق التاريخية، من المفترض أن يبث التمثال الرعب والإلهام في قلوب أولئك المعادين لـ«إسرائيل»؛ حيث يعد صلاح الدين الجنرال الكردستاني، أسطورة العالم العربي؛ لاستعادته القدس من الصليبيين في عام 1137.
وكانت حكاية انتصاره، أداة حشد فعالة لإيران وحزب الله في سوريا؛ حيث مثل المحارب القديم القوي، الإلهام في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الثقة بين الجنود المسلمين، ورسالتهم، هي أن «القدس لنا مهما طال الأمد وسنستعيد السيطرة عليها مرة أخرى».
وفي حروبهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، تمكن العرب من الفوز بمعارك قليلة، وبعد الثورة السورية في 2011، حاول بشار الأسد إجراء صفقة مع الغرب، بالتقرب من تل أبيب والابتعاد عن إيران، مقابل دعمه في السلطة، رغم أن سوريا بجانب جميع الدول العربية، كانت داعمة قوية للقضية الفلسطينية منذ عام 48، ثم أصبحت في خلاف شخصي مع الدولة اليهودية، عندما احتل الكيان الصهويني مرتفعات الجولان بعد حرب 67، ومنذ ذلك الحين وتجلس «إسرائيل» على الأراضي السورية.
ويعتقد حزب البعث، أن الولايات المتحدة وأوروبا، دعمتا المعارضة المسلحة في الحرب الأهلية السورية؛ من أجل حماية مصالح الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، ووفقا للكاتب، فإن واشنطن تميل بالفعل نحو مصالح الاحتلال الإسرائيلي في أي صراع، إلا أن وقوفها ضد بشار في الانتفاضة السورية، جاء في الأساس لانعدام الإصلاحات السياسية والاقتصادية في سوريا.
وعلى مدار السناوت الماضية، روج النظام السوري على نطاق واسع، سردية مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن الحرب الأهلية، ويتخذ الموقف الحازم نفسه من الاحتلال الإسرائيلي، قائد حزب الله حسن نصر الله، الداعم الرئيسي لبشار في الحرب الأهلية، وكون الاثنان تحالفا، هدفه الوقوف ضد الهيمنة الصهيونية على المنطقة وخصوصا سوريا.
وعلى عكس سردية النظام، يؤمن السوريون بأن المسؤول الأول والأخير عن الحرب الأهلية في سوريا، هو بشار الأسد ونظامه، رغم بقاء الاحتلال الإسرائيلي العدو الأول والمشترك بينهما «السوريين ونظامهم».
يقول «محمد شريف»، صاحب مخبز بلدي، وداعم لبشار الأسد، إنه يثمن تحالف حكومة الرئيس بشار مع إيران وحزب الله؛ لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا «لولاهم لاحتلتنا إسرائيل منذ زمن».
تصريحات شريف، تتوافق مع أغلب السوريين خاصة القوميين، والذين يعتقدون جليا أن حزب الله في سوريا، لحمايتهم من تل أبيب، وبصرف النظر عن صحة ما يعتقدون فيه أو لا، إلا أن إيران في نهاية المطاف، مكنت نفسها في سوريا، خاصة في مدينة القنيطرة القريبة من مرتفعات الجولان المحتلة، ويقال أن حزب الله لديه 10 الآف مقاتل في سوريا، وهو ما يشير إلى رغبته في أن يكون له موطئ قدم طويل الأمد على الأراضي السورية.
واستخدم حزب الله، القنيطرة، كقاعدة لتدريب قواته المدعومة من إيران، على الصراعات في المناطق الأخرى غير سوريا، مثل العراق، فوفقا لأحد المجندين العراقيين يدعى «البدري»، قام حزب الله بتدريبه وزملائه لمدة 3 أشهر في مدينة القنيطرة؛ حيث تم نقلهم من بغداد إلى القنيطرة جوا، وتم تدريبهم على بعد أميال من تواجد القوات الإسرائيلية في الجولان.
وأضاف، أنهم جيدون جدا في استخدام الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة.
وكانت روسيا والولايات المتحدة والأردن، وقعت مذكرة تفاهم في نوفمبر الماضي حول توسيع نطاق اتفاق وقف إطلاق النار، ليشمل «منطقة المثلث الجنوبي الغربي» المتاخم للاحتلال الإسرائيلي والأردن، ودعوا إلى تقليص وجود المقاتلين الأجانب في المنطقة، لكن رغم ذلك زادت الأعمال القتالية هناك.
وفي أواخر ديسمبر 2017، استولت قوات الأسد، على منطقة بيت جن، القريبة من الجولان، وهو ما حدا بالمعارضة المسلحة إلى الانسحاب، ويُعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي دعم المعارضة المسلحة في سوريا، تحت ذريعة المساعدات الإنسانية، وأسهم جيش الحرب الإسرائيلي في إنقاذ أعداد من المدنيين السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ونقلهم إلى مستشفياتها.
وقالت «أوكامبو سمادار»، ممرضة في مستشفى الجليل، إن حافلات صهيونية، كانت تنقل المقاتلين إلى المستشفيات داخلها، مؤكدة أن مستشفى الجيل وحده، قدم العلاج لنحو 1600 سوري، ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل تريد إظهار جانبها الإنساني للعالم، وهي حيلة لاكتساب مناطق ودية مجاورة لمرتفعات الجولان، أي يمكن القول إن ما تفعله «إسرائيل» مجرد إجراء وقائي للحفاظ على هيمنتها على مرتفعات الجولان.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل» قد تتعرض لضغوط من أجل إعادة مرتفعات الجولان إلى الحكومة السورية، في إطار خطة اتفاق سلام مستقبلية في سوريا، مؤكدا أن هضبة الجولان ستظل خاضعة للسيادة الإسرائيلية إلى الأبد مهما كلف الأمر.
وقبل الاشتباكات بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا في فبراير الماضي، نفذ الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 100 غارة جوية في سوريا، واعترف قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف شحنات وقوافل أسلحة ومقاتلين كانت تسلمهم إيران لزب الله والجيش السوري.
وأكد «يزن الزبرج»، محلل سياسي، في مجموعة الأزمات الدولية، إن تقييم حكومة الاحتلال الإسرائيلية لحزب الله، سيؤدي إلى إقامتها بنية تحتية هجومية في منطقة الجولان، مضيفا أنه يمكن أن تستخدم في أي وقت لاحق لشن هجمات ضد الحزب في سوريا، من أجل العمل على استنزافه، إلا أن حزب الله واثق من قدراته جيدا، ويشرع بالمثل في العمل على وجود بنية تحتية هجومية مضادة للإسرائيليين.
وكان الجنرال اللبناني إلياس فرحات، حذر إسرائيل من خوض «أي مغامرة»، مؤكدا أن حزب الله يمتلك القدرة على تدمير المدن الإسرائيلية، في حال اندلاع حرب.