شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صواريخ وتدريبات عسكرية.. أميركا تغامر بعلاقتها مع تركيا في سبيل دعم الأكراد

وحدات الحماية التركية

تتصاعد الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية، وأنقرة، على خلفية دعم الأولى لأكراد سوريا، وعناصر «PKK»، والتي تعتبرها تركيا «جماعات إرهابية» وخطرًا على أمنها القومي؛ حيث تحول الدعم من مرحلة الدعم في المعدات العسكرية إلى التدريب العسكري والميداني، بعد أن أشارت تقارير إلى محاولات واشنطن إضعاف نتائج عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين، ومحاولة تكبيد الجيش التركي على وجه التحديد أكبر الخسائر العسكرية والبشرية الممكنة.

 

صواريخ أميركية وتدريب للمليشيات

وتطلب أنقرة من واشنطن مرارا وتكرارا وقف دعم العناصر الكردية في سوريا، والتي توجه ضربات للجيش التركي، في الوقت التي تتضارب فيه المواقف والتصريحات الأميركية، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم القوات الكردية في سوريا وفي الوقت ذاته يعد تركيا بالوقوف معها في محاربة «حزب العمال الكردستاني»، ويصرح بتفهم الولايات المتحدة قلق أنقرة إزاء ما يهدد أمنها القومي.

وفي تطور للأزمة التي قد تعصف بالعلاقات بين البلدين، كشف تقرير عن تشكيل الولايات المتحدة لمليشيا جديدة تواجه الجيش التركي في عفرين، وتعد الخطوة هي الأولى في المواجهة المباشرة بين واشنطن وأنقرة، والتي طالما تردد الأولى أن دعمها للأكراد هو أحد مساعيها للقضاء على تنظيم الدولة التي تحاربها الوحدات التركية.

وبحسب صحيفة «يني شفق» التركية، فإن الولايات المتحدة جلبت عناصر تابعة لمليشيا «PKK» تمّ تدريبهم تدريبًا خاصًّا في «جزيرة غوام» الأميركية منذ 1996، إلى منطقة عفرين لدعم (PYD) في مواجهة الجيش التركي.

وذكرت الصحيفة، أن العناصر تلقت تدريبات خاصة عبر قوات أميركية، على استخدام الطائرات العسكرية والمروحيّات ومضادّات الدبابات والتدريب على الألغام الرقميّة، فضلًا عن تدريبات خاصة ضمن إستراتيجيّة التكتيكات العسكرية، والمناورات، وذلك في مدّة لا تقلّ عن عام كامل.

وتقول الصحيفة إنه رصد بعض من عناصر كوماندوز «PKK» ومشاهدتهم للمرة الأولى يوم الأحد، في مناطق «الشيخ حديد» و«كفر جينه» التي نجح الجيش التركي والسوري الحر في السيطرة عليها.

وفي سياق متصل، كشف بث نشرته إحدى الصفحات الكردية، عن استهداف عربة تركية تابعة للجيش، بواسطة صاروخ يعتقد بأنه «أميركي».

وأدى استخدام الصاروخ إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأتراك، وفق ما تحدثت به مصادر ميدانية، ما يؤكد أن القوات الأميركية تواجه الجيش التركي والحر عبر حلفائها الأكراد.

وقال مصدر مطلع لـ«القدس العربي»، إن مرجعية الصواريخ الموجهة التي تستخدمها الوحدات الكردية في مواجهة الجيشين التركي والسوري الحر، تؤكد تورط واشنطن بشكل مباشر في تسليح الوحدات بمثل هذه الصواريخ، أو السماح لها بنقل عدد منها من شرقي نهر الفرات إلى ساحات المواجهات في مدينة عفرين.

ورأى المصدر، أن دلالات استخدام الصواريخ الموجهة من قبل الوحدات الكردية في عفرين، تأتي في إطار الولايات المتحدة الأميركية تدرك بأن الجيشين التركي والسوري الحر ماضيان في السيطرة الكاملة على «عفرين»، لذا ترغب واشنطن بدفع الأكراد للمقاومة أكثر، ورفع معنوياتهم، بهدف جعل معركة إنهاء سيطرة الوحدات الكردية على المدينة، تطول لأكبر وقت زمني ممكن.

 

مصلحة أميركا من دعم الكراد

سلسلة الدعم لمليشيا «PYD»، لا تنتهي؛ فالولايات المتحدة ماضية في طريقها نحو مزيد من التوتر مع أنقرة، ففي وقت سابق قدمت أميركا دعما استخباراتيا لـPYD عن طريق رصد تحركات طائرات القوات المسلحة التركية، عبر قاعة رادارات كسجيك.

تصر أميركا على دعم الأكراد، تحقيقا لمصالحها في المنطقة؛ فهي تريد أن يكون لها أيدٍ وعملاء في الشرق الأوسط، بعد أن فقدت الكثير من نفوذها بمزاحمة روسيا لها وتصدرها المشهد، كما أنها تساند الأكراد إقامة دولية كردية على حساب أجزاء من سوريا والعراق وتركيا وإيران، من أجل ضمان حماية «إسرائيل».

الدولة الكردية في نظر الولايات المتحدة هي القاعدة العسكرية التي تتمناها في الشرق الأوسط والكماشة التي تستطيع من خلالها حصار الدول العربية، كما أن تقسيم الدول العربية يسهل على واشنطن التحكم فيها وتضعف قواها أمام مواجهة المحتل، فدولة كردية تعني تقسيم سوريا والعراق وإيران وأجزاء من تركيا.

وأمس، اتهمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، تركيا بأنها تسببت في وقف العمليات ضد تنظيم الدولة في سوريا، بسبب عملياتها العسكرية في عفرين السورية.

وقال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء، إن على الولايات المتحدة أن تمنع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من الانتقال من أي منطقة بسوريا إلى عفرين للتصدي لحملة عسكرية تشنها تركيا.

واستفزت واشنطن تركيا بعد أن وصفت قائد «قوات سوريا الديمقراطية» بالجنرال، عندما رفضت التعليق على إدراجه على قائمة أكثر المطلوبين من قبل تركيا.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة الأميركية، روب ماننغ، إنهم عازمون على مواصلة دعم شركائهم في المنطقة «طالما يواصلون قتال داعش».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023