قال فهمي هويدي الكاتب والمفكر إسلامي أن العنصر البشرى على وفرته في مصر ليس مؤهلا بشكل كاف للإسهام بشكل جاد فى العملية الإنتاجية، موضحا بقوله أن العنصر البشري المصري لا يبذل جهدا لتطوير مهاراته، كما لا توجد أطر قانونية تحمى العملية الإنتاجية.
وأوضح هويدي في مقال له بصحيفة الشروق اليوم إن التمويل والتكلفة يمثل مشكلة كبرى تسبب إحباطا للمنتج وتدفعه دفعا إلى تقليص أنشطته وربما الخروج من السوق في نهاية المطاف. مشيرا إلى أن الجهاز المصرفي الذي يفترض أن يقوم بدور الممول للنشاط الصناعي أصبح يؤدى دورا سلبيا من ناحيتين، من ناحية أنه توقف عن منح أي ائتمان لتمكين المنتجين من مواصلة أعمالهم واستيراد ما يحتاجونه من خامات أو آلات.
وأضح أن الجهاز المصرفي أصبح يضغط بقسوة وعنف على الشركات لسداد ديونها، دون النظر إلى أوضاع البلاد أو تطورات السوق العالمية، مشيرا أن نسب الفائدة التي جاوزت 15٪، والمصروفات والعمولات التي لا معايير لها ولا رقابة عليها تؤدى إلى تعثر وإغلاق العديد من الشركات. وكانت النتيجة، كما ذكر أحد الصناعيين، أن الجهاز المصرفي الذي يفترض أن يكون رافعة وعونا للعملية الإنتاجية تحول إلى قوة قمع تنهش في لحم الاقتصاد المصري.
وقال هويدي أن الذي لا يقل غرابة عن ذلك أن البنك المركزي الذي يفترض أن يقوم بدور المنسق والمدبر والمراقب فى أوقات الأزمات انسحب من المشهد ولم يعد يتدخل في ضبط علاقة البنوك بالمنتجين، مكتفيا بالجهد الذي يبذله فى إدارة الاحتياطى النقدى ومتابعة سعر الصرف ,مشيرا إلى أنه أصبحت النتيجة أن البنوك استفردت بالمنتجين، وتحولت إلى خصم لهم وحكم فى ذات الوقت، وسمحت لنفسها بأن تمارس بحقهم كافة صور الابتزاز والقمع، الأمر الذى صار عنصرا فاعلا فى طردهم من السوق وإقناعهم بشعار الانسحاب هو الحل.
وأشار إلى أن هذا الكلام الذى سمعته يحتاج إلى تحقيق ليس فقط لإزالة المعوقات التي تعطل العملية الإنتاجية، ولكن أيضا لمحاسبة الذين تفننوا فى حشد تلك المعوقات مكررين بذلك دور الدبة فى القصة الرمزية، حين قتلت صاحبها وهى تدفع عنه الذباب بمظنة أنها تحميه.