بعد اغتيال الجاسوس الروسي «سيرغي سكريبال» في بريطانيا، تبادرت إلى الأذهان حالات اغتيال دولية نفّذتها أجهزة استخبارات عادة ما تلجأ إلى هذا النهج لردع أشخاص أو مجموعات أخرى تعتبرها مهددة لمصالحها، أو للانتقام منها.
وفي هذا التقرير، نستعرض خمسة اغتيالات «مذهلة» في تاريخ أجهزة الاستخبارات، وفقًا لصحيفة «لوجورنال دو ديمانش»؛ كالتالي:
1- القيادي بحماس «محمود المبحوح»
تتبعت الاستخبارات الاحتلالية القيادي محمود المبحوح (50 عامًا)، قائد كتائب القسام، واعتبرته المورّد الرئيس للأسلحة لحركة حماس، وحقق الموساد هدفه بالقضاء عليه في العشرين من يناير 2010.
وتأكّد من التحقيقات أنّ «المبحوح» صُعق بالكهرباء قبل أن يخنق، والتقطت كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة والموجودة في الفندق الذي يقيم فيه صور «الكوماندوس» وهم يرتكبون جريمتهم.
كما تأكّد أنّ «الموساد» استخدم جوازات سفر أوروبية مزورة للتغطية على عملائه، وكانت لمواطنين أوروبيين حقيقيين؛ ما تسبب في غضب دولهم المعنية.
2- «كيم جونغ نام» الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون»
في 13 من فبراير 2017، وأثناء وجوده في صالة المغادرة بمطار كوالالمبور بماليزيا، متجهًا إلى ماكاو، سكبت فتاتان تحملان الجنسية الإندونيسية والفيتنامية سائلًا على وجه «نام»؛ تبين أنه العامل السمي العصبي «في إكس»، وهو نسخة فتاكة للغاية من غاز السارين، الذي يعد سلاح دمار شاملًا.
ولم يلبث «نام» عشرين دقيقة فقط وتوفي، وما زالت الشابتان تنكران استخدامهما للغاز بقصد القتل، وتؤكدان أنهما خُدعتا؛ وظنّتا أنهما تشاركان في برنامج تلفزيوني «كاميرا خفية».
3- الكاتب البلغاري «جورجي مارك»
بسبب مواقفه وآرائه المحرجة للنظام الشيوعي في بلغاريا وتبثها الإذاعات الغربية، منذ أن هرب إلى الغرب في العام 1969 وظل تحت أعين استخباراتها؛ أحسّ جورجي في الأول من سبتمبر 1978 بوخز في ساقه بعد ارتطامه بمظلة شخص مار بينما ينتظر حافلة في شارع بلندن.
وبعدها بأيام، تبيّن أنه حقن بمادة «الريسين» السامة، في مخطط أداره عملاء الشرطة السرية البلغارية بمساعدة من جهاز الاستخبارات الروسي.
4- زعيم الثورة البرتقالية الأوكرانية «فيكتور يوشينكو»
أثناء تناول الزعيم المعادي لموسكو العشاء في مطعم بـ«كييف» يوم الخامس من سبتمبر 2004، كان مجتمعًا مع ممثلَين عن المخابرات الأوكرانية وصديق له نظّم اجتماعًا الهدف منه ضمان حيادية جهاز المخابرات أثناء الانتخابات؛ تضخّم وجه «يوشينكو» وانتشرت فيه الندوب.
وبعدها، شُخّص التضخم بأنه تسمم بمادة «الديوكسين»، كما أكّدته تحاليل مختبرات غربية بعد شهر من الحادثة. ونجا «فيكتور» بعد عشرات الجراحات؛ ولا تزال أصابع الاتهام توجه إلى روسيا.
5- العميل الروسي «ألكسندر ليتفينينكو»
عميل المخابرات الروسي السابق المنفي في لندن، تعرّض في الأول من نوفمبر 2006 إلى إشعاع بـ«البولونيوم 210» بعد تناوله كوبًا من الشاي في صالات فندق ميلينيوم وهو بصحبة اثنين من عملاء روسيا السابقين.
إوتبيّن أنّ إبريق الشاي نفسه محشو بهذه المادة التي تصنع في المفاعلات النووية؛ فتوفي بعد ثلاثة أسابيع، قبلها فقد شعره كاملًا وكتب أنّ الرئيس الروسي بوتين هو المسؤول عن قتله، ثم دفن في لندن في تابوت رصاصي لاحتواء إشعاع رفاته.