شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الجارديان»: ابن سلمان «محفظة» ترامب ووسيلته لتحقيق أهدافه الخارجية

ابن سلمان وترامب

قالت صحيفة «الجارديان» إنّه من المقرر أن يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء، في زيارة متبادلة رفيعة المستوى بعد أن زار ترامب المملكة في مايو الماضي في أولى رحلة خارجية؛ بهدف إعادة العلاقات التي توترت إبّان ولاية أوباما. ومن المقرر أن تستغرق رحلة ابن سلمان أسبوعين، ترافقه فيها حاشية من المسؤولين؛ سعيًا لعقد صفقات مع شركات وادي السيلكون والنفط والغاز بولاية تكساس الأميركية.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ مسؤولًا رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أكّد أنّ إدارة ترامب ستضغط على ابن سلمان لإتمام صفقات بقيمة 35 مليار دولار لشركات أميركية؛ فهدف زيارة ولي العهد في الأساس بناء روابط سياسية وتجارية، وهي التي تعززت منذ زيارة ترامب للرياض، وأيضًا عبر صهره جاريد كوشنر، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط.

نتائج عكسية

وفي الوقت نفسه، يواجه ترامب وكوشنر متاعب متزايدة على الجبهة الداخلية؛ خاصة وأنّ حلفاء أميركا الإقليميين الذين دعمتهم من قبل وجّهوا تحذيرات لولي العهد السعودي من ترامب تتوافق مع تلك التي وجهها إليه مستشاروه.

وفي العشرة أشهر الماضية، أقام ابن سلمان علاقة حميمة مع جاريد كوشنر، وكان ضيفًا منتظمًا في الرياض، ناقش فيها موضوعين رئيسين فقط: مواجهة إيران والسلام الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن، حتى الآن، جاءت جميع الجهود المبذولة بنتائج عكسية تمامًا، كما أكّد مسؤولون لـ«الجارديان»؛ ما وضع ابن سلمان وترامب في خطر، في الوقت الذي تتصاعد المخاوف بشأن الضغوط القانونية التي تواجه ترامب وكوشنر بسبب التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية في 2016.

وكان جاريد مبعوث ترامب دون صفة رسمية إلى الشرق الأوسط، قبل إلغاء تصريحه الأمني؛ بسبب اتصالاته الخارجية الواسعة السرية في أحيان.

سياسة الشك

وساهمت تقلبات الإدارة الأميركية وممارسة السياسة عبر «تويتر» إلى زيادة الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط، ويقول خبراء إنه «لا يوجد يقين عمن يصنع السياسة الأميركية الآن: سياسيون أم مزاجيون؟». وقال مسؤول إقليمي لـ«الجارديان» إنّ السياسة الأميركية الحالية جعلتنا ندخل دائرة التخمين؛ وهو ما يجعل أصدقاءنا حذرين للغاية.

ومن المقرر أن يلتقي ابن سلمان أيضًا بمدير الاستخبارات الأميركية «مايك بومبيو»، والمرشح لتولي حقيبة وزارة الخارجية الأميركية، إضافة إلى «مايك بنس» نائب ترامب، ومستشاره للأمن القومي «ماك سنتر»، ووزير الدفاع الحالي «جيمس ماتيس».

«خطة السلام»

وسيقدّم ترامب وكوشنر، صاحبا خطة السلام الرئيسة تجاه الشرق الأوسط، تفصيل خطتهما لولي العهد السعودي؛ على أمل أن توفق بين الفلسطينيين والإسرائيليين للمرة الأولى منذ 70 عامًا. لكنّ عليها علامات استفهام وبوادر رفض من الأطراف الفلسطينية والعربية؛ باسثناء السعودية.

وكان قرار ترامب بإعلان القدس عامصة للدولة اليهودية بمثابة حجر عثرة في طريق المفاوضات، ولاقى إجماعًا بالرفض من أطراف إقليمية ودولية. وقال قادة المنطقة المطلعون على التفاصيل الأساسية لخطة السلام، السرية حتى الآن، إنّ ولي العهد السعودي سيكون مسؤولًا عن جلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، وسيفعل جاريد الأمر نفسه مع «إسرائيل» وداعميها بين الجماعات اليهودية في أميركا.

وأكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قبل رفضه لإعلان ترامب، موضحًا أنّ القدس هي أساس المفاوضات. لكنه يتعرض حاليًا لضغط من السعوديين لقبول الخطة الجديدة؛ ما وضعه في موقف متوتر.

وزعمت السعودية العام الماضي، في تصريحات رسمية، بأنّ القدس لم تعد تشكل حجر الزاوية في المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكّد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ«الجارديان» أنّ الاقتراح بشأن القدس نُسّق مع جهات عربية رفيعة المستوى، موضحًا أنه لن يدلي بتفاصيل زيادة بسبب حساسية القضية.

بينما أكّد مسوؤل خليجي حكومي، طلب ألا تكشف هويته، رواية المسؤول السابق؛ قائلًا إنّ المناقشات الأولية للقرار بدأت في العام الماضي، ولم تجر محادثات بعدها، مؤكدًا أنه بعد القرار اتصل محمود عباس بالسفير الأميركي في «إسرائيل» وشتمه بـ«ابن الكلب».

سياسة خارجية جديدة

ويتبع ابن سلمان أساليب جديدة في السياسة الخارجية. وداخليًا، استطاع إحداث تغييرات اجتماعية؛ بما فيها كسر تهميش المرأة داخل المجتمع السعودي، لكنه لم يحقق أيّ نتائج إيجابية على الصعيد الدولي.

ففي اليمن، ما زالت السعودية متورطة في الحرب مع الحوثيين المدعومين من إيران؛ ولمعاقبتهم فرضت حصارًا عاقبت فيه السكان أيضًا، وأدين الحصار دوليًا؛ وما زالت الأزمة مستمرة حتى الآن مع قطر.

وسيناقش ابن سلمان القضية اليمنية في أميركا، بالرغم من إهمال ترامب لها. ومن المتوقع أن يلتقي أيضًا كبار قادة الشركات مثل «جوجل وأبل وجنرال إلكتريك وأوبر» بجانب منتجي هوليوود.

وبعد أميركا، من المقرر أن يتوجه ابن سلمان إلى بوسطن ونيويورك وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وهيوستن. وفي المحطة الأخيرة، يأمل في جذب مزيد من قطاع النفط الأميركي إلى السعودية. وقال عادل الجبير، وزير خارجية المملكة، للصحفيين في واشنطن، إنّ بلده تناقش مع أميركا حاليًا عقودًا لبناء مفاعلات نووية لقطاع الطاقة، وفي الوقت نفسه تقيم التعاون مع روسيا والصين وفرنسا وكوريا الجنوبية واليابان.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023