واصلت فئة كبار السن الزحف نحو تأييد عبدالفتاح السيسي ونظامه، وشهدت لجان التصويت في الانتخابات الرئاسية إقبالًا لكبار السن والمسنين، الذين تصدَّروا مشهد الساعات الأولى للتصويت في اللجان الانتخابية بمختلف محافظات مصر، في الوقت نفسه اختفى الشباب عن مشهد الانتخابات، كما حدث في انتخابات الرئاسة الماضية وكذلك البرلمانية.
وسلّطت الصحف التابعة للنظام الضوء على مشهد كبار السن في الانتخابات الرئاسية، وهناك أسباب دفعت «العواجيز» لتكرار مشهد 2016؛ من بينها أنّه «في إطار حرب باردة بينهم والشباب الذين يرفضون المشاركة في هذه الانتخابات كما حدث في 2014؛ ما يعني أن هناك تحديًا للوجود»، كما قال القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين «هيثم محمدين».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «كبار السن يعتقدون بهذه المشاركة تحقيق انتصار معنوي على فصيل الشباب الأكثر عددًا في مصر، خاصة بعد النشوة السياسية التي مرَّ بها الشباب في ثورة 25 يناير وإعلانهم صراحة انتصارهم على عقلية كبار السن؛ لذلك ما يحدث الآن نوع من الثأر النفسي».
انخداع بالأوهام
وعن عزوف الشباب قال هيثم إنّ «هناك فاصلًا نفسيًا واجتماعيًا وسياسيًا بين السيسي وفئة الشباب؛ نظرًا لتضارب الأفكار والرؤى بين الطرفين؛ لذلك يكون الأقرب دومًا للسيسي هم فئة كبار السن».
وأضاف: «بغض النظر عن الشباب ذوي التوجهات السياسية بأشكالها كافة وموقفهم الرافض للانتخابات بناء على موقف سياسي، فالشباب غير المُسيَّس هو الآخر لا يجد عنده الحافز للمشاركة، في ظل نتيجة تشير كل المؤشرات أنها باتت محسومة لصالح السيسي».
عقلية الكلمة الواحدة
من جانبه، أكّد المهندس إبراهيم الزعفراني، المحلل السياسي والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أنّ «كبار السن متعلقون بفكر الخمسينيات والستينيات، وتصدير ناحية واحدة من المشهد السيسي، وصوت واحد؛ ألا وهو صوت السلطة المستبدة، كما أنّهم يندفعون دومًا نحو العاطفة والأوهام، وعقلهم يبتعد عن الحقيقة والموضوعية؛ ولذلك تجدهم دومًا يميليون إلى الأحلام والأوهام».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «عبدالفتاح السيسي يتلاعب بكبار السن نفسيًا، ويتعامل معهم كأنهم أطفال، ويبتعد كل البعد عن المصارحة والحقائق والأرقام الاقتصادية التي يطالب الشباب بها، ويأبى السيسي أن يواجه أحدًا بها؛ لذلك تأتي كفة كبار السن لصالح السيسي بينما يعزف الشباب عنه».