شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد «عفرين».. عراقيل تواجه تحركات القوات التركية تجاه «تل رفعت» و«منبج»

القوات التركية في عفرين السورية

لا تزال القوات التركية، مستمرة في عملية غصن الزيتون التركية، في المدينة السورية التي سيطر عليها الجيش التركي، والجيش الحر في سوريا، حيث عمليات التمشيط بعد إعلان نجاح الحليفين في السيطرة على عفرين، وطرد القوات الكردية التي تصفها أنقرة بـ «الإرهابية»، مما يطرح تساؤولات حول وجهة القوات التركية، بعد الحديث حول سيطرة على «تل رفعت»، ومفاوضات حول منبج.

المنطقتين التي يدور الحديث حول نية القوات التركية استكمال عملياتها خلالها لن تكون في سلاسة عفرين، حيث الأخيرة وجود القوات الكردية فقط، وهو ما أعطى لأنقرة شرعية للحفاظ على امنها عبر حدودها في سوريا، إلا أن وجود قوات أميركية وروسية في وجه تركيا تجعلها تخوض مفاوضات من أجل عدم الاشتباك مع القوات الموجودة فيهما.

«تل رفعت» ووجود الحليف

تتضارب الانباء حول دخول القوات التركية إلى تل رفعت، حيث تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالسيطرة على مدينة «تل رفعت» شمالي سوريا، وذلك في إطار عملية عسكرية تشنها قوات بلده ضد مسلحين أكراد بالمنطقة.

وكانت وسائل إعلام تركية، أفادت بأن القوات التركية سيطرت على مدينة «تل رفعت» مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي، حيث نقلت صحيفة «ديلي صباح» عن مصادر محلية تأكيدها أن القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» تستعد لإطلاق عملية عسكرية لتطهير تل رفعت من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في الساعات المقبلة، وقد نفذ الطيران التركي سلسلة غارات على أهداف للمسلحين الأكراد في البلدة.

وذكر مصدر عسكري تركي في حديث إلى وسائل الإعلام العربية أن قوات «غصن الزيتون» أحكمت السيطرة على مطار منغ في محيط تل رفعت، إلا أنه في المقابل نفى المتحدث الرسمي باسم الوحدات الكردية في منطقة عفرين، بروسك حسكة، هذه الأخبار.

ولم يصدر تصريح رسمي من أنقرة حول تل رفعت، إلا أن هناك حديثا عن اتفاق روسي تركي، يحدد مصير المدينة، التي يتواجد بها قوات روسية، إلى جانب القوات الكردية، ما يدفع تركيا إلى التمهل في دخول المدينة، والانتظار حتى اتفاق مشترك مع حليفها الروسي.

وتقع مدينة تل رفعت إلى الشمال من مدينة حلب بنحو 40 كيلومترا، وكانت من أوائل المدن السورية في الشمال التي خرجت عن سيطرة قوات النظام أواخر عام 2012.

وهناك سببين رئيسيين يعدان من أبرز الموانع التي تجعل «تل رفعت» تلحق بعفرين ويسيطر عليها المعارضة، أولا أن الجانب التركي غير معني بصورة أولية للسيطرة على المدينة، مع وجود تهديدات تجاه منيج السورية، وأزمات مع الجانب الأميركي بهذا الشأن، وثانيا أن المدينة تحتوي على قاعدة عسكرية روسية، ما يجعلها تقع ضمن تفاهمات إقليمية ودولية بعيدا عن الأكراد والجيش الحر.

ويقول المحلل السياسي أوزوغوز يورول، في حديث لـ«روسيا اليوم»، إن دخول القوات التركية، لتل رفعت أمر وارد في أي لحظة، وليس بالضروري عبر عملية عسكرية »، لافتا إلى أن أنقرة ستحاول استغلال علاقتها الجيدة مع روسيا للدخول عن طريق المفاوضات».

وبالسيطرة على تل رفعت تكون تركيا قد أعادت رسم خارطة الشمال السوري ، ولن تكون المدينة، أخر تلك البلدات التي تسعة أنقرة لتحريرها من يد الاكراد.

مظاهرات في تل رفعت تطالب بدخول القوات التركية

«منبج» والمفاوضات الاميركية

أعلن مجلس الأمن القومي التركي أن أنقرة لن تتردد بالتحرك في حال لم ينسحب المسلحون الأكراد من بلدة منبج السورية.

وقال مجلس الامن التركي الذي يرأسه الرئيس رجب الطيب أردوغان، في وقت متأخر أمس الأربعاء، أنه «في حال لم يتم إبعاد الإرهابيين من منبج، فإن تركيا لن تتردد في أخذ المبادرة على وجه التحديد في منبج، مثلما فعلت في المناطق الأخرى»، في إشارة منه إلى عفرين.

ويأتي إعلان المجلس التركي، بالتزامن مع زيارة  يجريها وكيل وزارة الخارجية التركية، السفير أوميد يالجين، يوم الجمعة، إلى الولايات المتحدة الأميركية، يناقش  إعادة تطبيع العلاقات بين الجانبين التركي والأميركي، ومسألة دعم واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي في سورية.

تتمثل التعثرات لدخول منبج والسيطرة عليها على غرار «عفرين» في وجود قاعدة أميركية، وجنود أميركيين، ما يجعلها تتجنب الدخول في عملية عسكرية قد يدفعها للاشتباك مع قوات أميركية، في وقت تتأزم فيه العلاقة بين واشنطن وأنقرة، في ظل مطالبة دائمة للجانب الاميركي بوقف دعم الأكراد.

تعلم تركيا أن أي تصعيدا في منيج هي مواجهة بين حلفاء حلف شمال الأطلسي، والأسبوع الماضي،  أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء الماضي، أن بلاده وأميركا توصلا إلى «تفاهم وليس اتفاقا» بشأن منبج السورية.

وقال أوغلو إن أنقرة سعت للاتفاق مع واشنطن بشأن من سيؤمن منبج بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من المنطقة.

قوات أميركية في منبجقوات أميركية في منبج

تقع منبج إلى الشرق من عفرين وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة وتقودها وحدات حماية الشعب.

وتأتي التفاهمات التركية، بعد الاتفاق على لجانا مشتركة لمعالجة الخلافات الدبلوماسية بينهما بما في ذلك النزاع في مدينة منبج السورية، ولكن مراقبون يرون أن هذه التفاهمات قد تسير ببطء بعد إقالة وزير الخارجية الاميركي تيلرسون وتعيين بومبيو.

وترابط القوات الأمريكية أيضا في منبج التي انتزعتها وحدات حماية الشعب الكردي من سيطرة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023