في الذكرى الـ42 ليومٍ سطّروا فيه حكايات بطولية وفدائية، يحتفل الفلسطينيون في الثلاثين من مارس كل عام بـ«يوم الأرض»؛ تعبيرًا عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، بعد أن صادرت السلطات الاحتلالية آلافًا منها.
ومنذ الساعات الأولى ليوم الجمعة، خرج آلاف الفلسطينيين من محافظات قطاع غزة الخمس تجاه الحدود الشرقية مع الأراضي المحتلّة، تحت شعار «العودة وكسر الحصار»، وتوسّعت المسيرات لتشهد مواجهات مع قوات الاحتلال، التي قصفت الثائرين؛ فاستشهد 15 فلسطينيًا وأصيب 1471.
كما شدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية وعززت الإغلاقات العسكرية، وأوقفت المواطنين على الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية المحيطة بالحرم الإبراهيمي؛ بهدف إعاقة وصولهم إليه، واعتقلت أشخاصًا منهم.
ترجع أسباب الاحتفال بهذا اليوم إلى ما قبل قيام الكيان المحتل، وحينها اعتمد الفلسطينيون العرب على الزراعة بنسبة 70% مصدرًا للعيش؛ لكنّ حرب 1948 أدّت إلى هجرة مئات الآلاف منهم إلى قراهم ومدنهم. وفي عام 1950، أصدرت «إسرائيل» قانون العودة؛ فتوافدت منها أعداد كثيرة من اليهود عبر العالم.
وفي الوقت نفسه، سنّت «إسرائيل» قانون «أملاك الغائبين»؛ وصادرت بموجبه أراضي الفلسطينيين الذين طردوا أو نزحوا بسبب الحرب، واستولى اليهود الجدد على هذه الأراضي.
وكان قانون المصادرة الأول تحت اسم «تطوير الجليل»، وصودرت بموجبه أراضٍ لعرب الداخل في المناطق المحتلة، إضافة إلى أراضي اللاجئين في عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وسخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وكابول وغيرها.
واحتجّ الأهالي على ذلك بالمظاهرات والإعلان عن الإضراب الشامل في تاريخ 30 مارس 1976، وازدادت حدّة المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال؛ لدرجة استخدام الدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية.
وبادرت قوات الشرطة الاحتلالية بدموية على الاحتجاجات، وأطلقت النار بشكل عشوائي على محتجين فلسطينيين صبيحة يوم الإضراب؛ ما أدى إلى استشهاد ستة شهداء من أراضي 48، وإصابة واعتقال المئات.
ومنذ حينها يحيي الفلسطينيون ذكرى هذا اليوم بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفتها على يد «إسرائيل»، إضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة؛ مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي، وإقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن وجودهم.
دعم وحداد
من جانبه، أدان الأزهر قمع الاحتلال الإسرائيلي مسيرات الفلسطينيين في ذكرى يوم الأرض التي انطلقت صباح اليوم. كما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدًا السبت يوم حداد وطني في الأراضي الفلسطينية على أرواح شهداء الجمعة.
من جانبه، قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إنّه «لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة» و«كل المؤامرات سوف تتحطم على وعي الشعب الفلسطيني وكفاحه»؛ فـ«شعبنا يأخذ المبادرة ويصنع الحدث مجددًا من أجل القدس وحق العودة».
وأضاف، في كلمته أثناء مشاركته في مسيرة العودة الكبرى شرق مدينة غزة، أنّ المشاركة الكبرى دليل على تشبث الفلسطينيين بحق العودة ورفضهم تصفية القضية الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن القدس المحتلة لا بصفقة قرن ولا بغيرها.
وتابع: «في ظل الهجمة التي تتعرض لها قضيتنا وفي القلب منها القدس يخرج شعبنا عن بكرة أبيه كبارًا وصغارًا وأحفادًا وأجدادا شيبًا وشبانًا يخرجون اليوم ليقولون ويردون على أولئك الذين قالوا الكبار يموتون والصغار ينسون».
واستطرد: «ها هم الصغار والكبار والأجداد والأحفاد على لحن أوتار العودة يعزفون… العودة لفلسطين ولكل فلسطين لا تنازل ولا تفريط ولا اعتراف بالكيان الصهيوني على شبر واحد من أرضها».