المشهد كان مدهشا، عشرات الآلاف من الفلسطينيين المسالمين الغير مسلحين، يتجمعون مع بعضهم البعض في مسيرة على بعد أمتار فقط من الحدود الشرقية لقطاع غزة، في ظل وجود حوالي 100 قناص صهيوني على استعداد للانقضاض عليهم، وهي مسيرة خرجت احتفالا بمرور 42 عاما على يوم الأرض الفلسطيني.
وما زاد من روعة المشهد، هو شروع الفلسطينيين في بناء مخيمات، فمن المتوقع أن يستمر الاحتجاج لحوالي ستة أسابيع، حيث بلغ ذروته في مايو الذكرى السبعين للنكبة، فمنذ 70 عاما أجبرت الميليشيات الصهيونية والمجموعات الإرهابية حوالي 700 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم وترك أكثر من 550 قرية وبلدة ومدينة في فلسطين، حيث تأسست الدولة الإسرائيلية على التطهير العرقي للفلسطينيين والتدمير المنهجي لممتلكاتهم، حيث لم تعد معظم تلك القرى والمدن متواجدة حاليا.
ووفقا للمنظمين، كان من المقرر أيضا تنظيم مسيرة لدعم القدس المحتلة، بعد قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بها كعاصمة للدولة اليهودية، والدعوة لإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 11 عاما.
وقابلت «ميدل إيست موينتور» مجموعة من المشاركين في مسيرة العودة، للوقوف على أسباب مشاركتهم فيها وتطلعاتهم، حيث قتل 17 متظاهرا حتى الآن، وأصيب نحو 1600 آخرين بواسطة رصاص القناصة الإسرائيليين.
دعاء حبيب ، 27 سنة ، ربة منزل، مشاركة في المسيرة
أنا لست لاجئة، انا أصلا من قطاع غزة، وجئت هنا لإظهار دعمي للاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم، فلديهم العدديدي من القضايا للدفاع عنها بجانب حق العودة، لديهم عاصمتهم، القدس، جئت إلى هناك للدفاع عن المدينة المقدسة، العاصمة الأبدية لفلسطين.
أريد أن أبعث برسالة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعترف بالقدس عامصة لإسرائيل، وهي أن خطته لن تنجح مادام هناك فلسطينيون يعيشون هنا، صحيح أننا لا نتملك أسلحة، لكن لدينا إثبات، بالإضافة إلى وقوف «الله» بجانبا، أرى أننا سنحرر القدس في القريب العاجل.
صابر الأشقر، 29 عاما، مشاركا في مسيرة العودة الكبرى في غزة
جئت إلى هنا لمحاربة قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، نريد إسقاطه، فالقدس هي عاصمة فلسطين، لقد استهدفتني طائرة إسرائيلية دون طيار خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة في 2009، وتسبب الاستهداف في بتر ساقي، إنهم يستهدفون عدم عودتنا لمنازلنا، لكني أخبرهم، الأميركيين والإسرائيليين «سأعود إلى موطني، إن لم يكن اليوم، فغدا».
أنا مبتور الأطراف، لكني سأعود إلى منزل جدي، عاجلا أم آجلا، سأعود وأقيم في بيتي بالقرب من قبر جدي، الذي قتل أثناء دفاعه عن قريتنا التي تبعد بضعة كيلو مترات عن غزة.
إبراهيم أبو شعر، 64 عاما، من بئر السبع
المشاركة في المسيرة، واجب وطني وديني، يجب على الجميع بذل قصارى جهده لاستعادة فلسطين التي سرقها الاحتلال الإسرائيلي، فتحرير القدس يأتي على رأس أولوياتي، ويجب أن تكون تلك الأولوية القصوى لجميع الفلسطينيين ومؤيديهم في جميع أنحاء العالم.
ترامب شرير: كيف يمكن أن يعطي القدس للاحتلال الإسرائيلي، إنها ملكنا وسنحررها ونحافظ عليها للفلسطينيين دائما وأبدا.
ناجح نصار، 55 عاما، من أشدود، مشارك في مسيرة العودة الكبرى في غزة، جئت إلى هنا بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني، وهو اليوم الذي يذكرنا بأرضنا المحتلة، حيث توفي آباؤنا وغادرنا الأرض، لكننا ورثنا الحق في العودة إلى أرضنا، نريد العودة إلى المنزل رغم السياج الذي تراه أمامك، اليوم ، هناك سياج ، لكن في يوم من الأيام سوف ندمره ونتوجه مباشرة إلى أرضنا.
رامي أبو دلال، 23 عامًا، من النقب، مشارك في مسيرة العودة الكبرى في غزة، جئت إلى هنا لدعم حق العودة إلى أرضنا التي تحتلها إسرائيل، سأبقى في خيام الاحتجاج هنا حتى تتحقق أهدافنا رغم جروحنا، كما أنني هنا دعما للقدس، لقد جرحت منذ ثلاثة أسابيع أثناء احتجاجي على إعطاء القدس للإسرائيليين، وأنا هنا لأقول للاحتلال أننا لا نخاف دباباتكم ورصاصاتكم وذخائركم الحية ورصاصكم المطاطي وطلقاتكم المتفجرة، سنبقى حتى تعود القدس لنا.
رضا أبو زهير ، 24 عاما ، من يافا، جئت إلى هنا كجزء من جهودي للعودة إلى منزل والديّ، أعلم أن لدينا أرض على الجانب الآخر من السياج وخلف الحواجز الرملية، حيث يتم وضع القناصة الإسرائيليين، سوف آتي إلى هنا كل يوم حتى تتحرر أرضنا، لا نملك ما نخسره حاليا، لكننا نتملك حقوقنا ومثابرتنا، قد يختفي الجيل الحالي والقادم، لكن سيأتي جيل يسترده.
انا مستعد للتضحية بروحي من أجل فلسطين، لقد مات والداي لكن أرواحهم سافرت وعشات هناك، في أرضنا المغتصبة، حيث ولدوا، لن أشعر بسعادة طالما لم أعود إلى حيث ولدوا، جسدي وروحي هناك.
Why did Palestinians take part in the Great March of Return?