بدأ المئات من المواطنين الفلسطينيين، صباح الجمعة، بالتوافد نحو مخيمات «العودة» المُقامة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، للمشاركة بـ«جمعة الكوشوك»؛ ضمن فعاليات «مسيرة العودة».
وأطلق ناشطون فلسطينيون على الجمعة الثانية، لمسيرات «العودة وكسر الحصار»، اسم «جمعة الكوشوك»؛ حيث أعربوا عن نيتهم إشعال أعداد كبيرة من إطارات السيارات المطاطية المستعملة، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ويقول الناشطون إن الدخان الأسود الكثيف المنبعث من حرق إطارات المركبات المطاطية «الكوشوك»، يشكّل حاجزا يعيق رؤية الجيش الإسرائيلي للمتظاهرين؛ ما يؤدي إلى تقليل أعداد الضحايا الذين يقتلهم «القناص الإسرائيلي».
وصاحبت الدعوات لاستمرار فعاليات مسيرات العودة، دعوات دولية تطالب الاحتلال بضبط النفس واحترام المسيرات السلمية.
دعت المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، إسرائيل إلى ضبط النفس تجاه المظاهرات السلمية في قطاع غزة.
وأضاف الاتحاد الأوروبي أنه «ينتظر من الجانب الإسرائيلي احترام المظاهرات السلمية واستخدام القوة المناسبة»، مؤكدا على حق سكان غزة في تنظيم مظاهرات سلمية، وضرورة ابتعادهم في الوقت نفسه عن الاشتباكات.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأ الناشطون على طول حدود قطاع غزة، بتجهيز إطارات المركبات المطاطية تمهيدا لإشعالها.
ويعد إشعال الإطارات، شكلا قديما من أشكال المقاومة الشعبية الفلسطينية، وانتشر تحديدا إبان انتفاضة الحجارة (الأولى) التي اندلعت عام 1987.
وطالبت منظمة إسرائيلية الجنود برفض الأوامر والامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين.
وقالت منظمة بتسيلم، في بيان لها، إنه «من غير القانوني أن يتم إطلاق النار على متظاهرين عزل، ومثل هذا الأمر غير قانوني بالمرة».
وقال موقع «إسرائيل بالعربية» التابع للخارجية الإسرائيلية، أمس الخميس: «حماس ستحاول حرق الجدار الأمني مع إسرائيل من خلال إشعال الآلاف من إطارات السيارات (أو بلغتها “الكوشوك”) وإلقاء الزجاجات الحارقة».
وأضافت: «هذا سيحرق حقولا ومزروعات فلسطينية قرب الجدار وسيتسبب في أزمة بيئية خطيرة جدا لسكان القطاع جميعاً».
وبدأت مسيرات العودة، صباح الجمعة الماضي؛ حيث تجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في مواقع عدة قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، للمطالبة بالعودة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن مواطنا قضى، مساء الخميس؛ متأثرا بإصابته برصاص جيش الاحتلال في المواجهات التي اندلعت قبل أسبوع على حدود قطاع غزة ضمن مسيرات «يوم الأرض» التي جرت الجمعة الماضي، لترتفع حصيلة المواجهات إلى 19 شهيدا، وأكثر من 1500 جريح.