تقدم السلطات الأميركية، خلال الفترة المقبلة، على رفع متكرر لأسعار الفائدة بنحو 3 مرات خلال الأشهر المتبقية من عام 2018 الجاري؛ حيث كشف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، عن أن البنك المركزي الأميركي سيكون بحاجة على الأرجح إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة من أجل إبقاء التضخم تحت السيطرة.
مستقبل الاستثمار
وقال الخبير الاقتصادي، محمد فاروق، لـ«رصد»، إن رفع الفائدة الأميركية واحد من أخطر عوامل سحب المستثمرين عالميا ومن مصر بشكل خاص، مشيرا إلى أن الجهود التي تعلن عنها الحكومة ووزارة الاستثمار في جذب الاستثمار تذهب هباء أمام إعلان الفيدرالي الأميركي الأخير.
وقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، منذ أسبوعين، رفع معدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لتتراوح بين 1.5% و1.75%، فيما ظلت رؤيته إيجابية بشأن السياسات المالية بالولايات المتحدة، على الرغم من بعض مظاهر التباطؤ التي شهدها الاقتصاد خلال الربع الأول من العام الحالي.
وأشار فاروق، إلى أن تراجع معدلات الفائدة في مصر، سيساعد بشكل سلبي على زيادة هروب المستثمرين نحو الاستثمار بملاذ أكثر ربحية، مضيفا أنه من المتوقع أن يتراجع استثمار الأجانب بأدوات الدين بنحو 30% خلال النصف الثاني من العام الجاري 2018.
وقال فاروق إنه في حالة قيام الولايات المتحدة برفع الفائدة تلجأ البنوك المركزية بالدول برفع فائدتها لعدم فقد المستثمرين، ولكن مصر تنتهج طريقا آخر في الوقت الحالي؛ حيث من المرتقب أن يتم تثبيت سعر الفائدة عند المستويات المتراجعة لحين البت في أمر التضخم مستقبلا.
ومن المتوقع أن تكثف وزارة المالية، طرح السندات الدولية خلال الأشهر المقبلة، لجذب أكبر قدر من المستثمرين الأجانب قبيل خطة الولايات المتحدة نحو رفع معدلات الفائدة مرات عدة خلال عام 2019.
وتوقع الفيدرالي الأميركي، رفع معدلات الفائدة 3 مرات خلال العام الحالي، و3 مرات في 2019، ومرتين في 2020، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
نتائج
وأوضح عبدالعظيم، أنه من المتوقع أن يتراجع إقبال المستثمرين على أذون وسندات الخزانة المصرية بنحو 30% خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه يوجد مقترحات حكومية أخرى عدة لتمويل عجز الموازنة دون الاعتماد الكلي على أذون وسندات الخزانة المطروحة دوريا.
توقعات عالمية
وفي كلمة حول التوقعات الاقتصادية لم يتطرق فيها إلى المخاطر الاقتصادية التي تحيط بتصاعد التوترات التجارية، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إن سوق العمل في الولايات المتحدة تبدو قريبة من التوظيف الكامل، وإن التضخم مهيأ للارتفاع في الأشهر المقبلة.
وأوضح باول، في منتدى بشيكاغو، أنه ما دام الاقتصاد في مجمله مستمرا في مساره الحالي، فإن المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة، ستعزز تلك الأهداف على نحو أفضل.
