أزمة أسعار اللحوم دائما ما تلقى بظلالها على المجتمع المصري خاصة قبل عيد الأضحى المبارك، وهو ما جعل المواطن المصري يبحث عن البديل الذي طرحته بعض الجمعيات الخيرية فيما عرف بصك الأضحية، الذي من خلاله يوكل الشخص الجمعية في الذبح نيابة عنه بأسعار أقل عن سعر الأضحية في السوق.
فما هو صك الأضحية وما رأى المواطنين فيه، وما هو موقف الشرع منه.. كل هذا ما نحاول رصده في هذا التقرير.
عدم القدرة على شراء الأضحية
يشكو "حسين فريد" من جشع التجار وارتفاع الأسعار قائلا: " إن ارتفاع الأسعار يجعلني لا استطيع شراء الأضحية مما يجعلنا أفكر في شراء صك الأضحية، فسعر الكيلو "الصاحي " يتراوح بين 34 و 40 جنيه ، مما يعنى أنه يحتاج ما لا يقل عن 2500 جنيه لشراء خروف 50 كيلو أما الصك فهو يتراوح ما بين 700 و1000 جنيه ويأخذ به ثواب الأضحية كاملا طبقا لفتوى الأزهر الشريف".
وصولها للمستحقين
ويقول " على العراقي " أنه سيشترى صك الأضحية لأنها رخيصة الثمن وتوفر عليه عناء الذبح ،إضافة إلى انه يمكن من خلالها مساعدة المحتاجين الحقيقيين وليس معتادى التسول والذهاب لكل من يذبح ليحصلون على اللحوم ،مشيرًا إلى أنه يعرف أشخاص يجمعون من اللحوم كل عام أكثر من المضحين أنفسهم.
أجر شهادة الأضحية
وعلى النقيض يرى احمد إبراهيم -موظف في أحد المصانع- انه لا يشعر بالعيد إلا إذا ذبح بنفسه وشاهد هو وأسرته الأضحية لينالون جميعا الأجر من الله عز وجل وإدخال السعادة على الأقارب والجيران والفقراء الذين تعودوا على توزيع اللحوم عليهم كل عام.
جواز الصك بشروط
يرى الشيخ جواد رياض – احد مشايخ الأزهر الشريف- أن صك الأضحية جائز إذا كان الشخص ليس لديه مكان يقوم به بالذبح أولا يعرف كيف يذبح، مؤكدًا على ضرورة البحث عن مكان أهل للثقة و يطمئن من خلاله الموكل على توزيع الأضحية للمحتاجين الحقيقيين.
ويضيف "رياض" أنه لا يجوز المشاركة في الصك الواحد بين أكثر من شخص إذا كان هذا الصك قيمته بقيمة شراء "شاه" في السوق أما إذا كان قيمة الصك أكبر من قيمة شراء "الشاه " أي تساوى أو تزيد عن قيمة شراء عجل أو جمل فيجوز المشاركة فيه، مشيرًا إلى أن الأفضل أن يذبح الشخص بنفسه ولكن الزحام أمام محال الجزارة وارتفاع الأسعار في السوق وعدم وجود مكان للذبح هو ما يدفع المضحين أن يذهبون لمثل هذه الصكوك .
صك الأضحية
ويقول الأستاذ ممدوح إبراهيم -المسئول عن برنامج صك الأضحية في أحد الجمعيات الخيرية – "صك الأضحية هو عبارة عن كوبون يشتريه المتبرع بسعر يتراوح بين 700 جنيه إلى 1000 جنيه، كما يمكن شراء الصك بالتقسيط على فترات يحددها الشخص ومن خلال هذا الصك يوكل الجمعية بذبح الأضحية نيابة عنه ".
ويضيف "إبراهيم " :" توزيع لحوم الأضحية على الحالات المستحقة التي تكون مسجلة لدى الجمعيات طبقا للبحوث التي تجريها طوال العام لتحديد المستفيدين وإدراج أسمائهم على قاعدة البيانات "، مشيرًا إلى الذبح يتم في المحافظات المختلفة وليس في القاهرة والإسكندرية فقط لضمان وصوله للمحتاج في كل مكان،بالتنسيق بين معظم الجمعيات والمؤسسات الخيرية لعدم تسجيل أسماء المستحقين في أكثر من جمعية.
ويؤكد "إبراهيم" أن الطلب على الصكوك كبير جدا نظرا لثقة المصريين في الجمعيات التي تطرح هذه الصكوك وأن الجمعية التي يعمل بها لا تعارض في حضور الشخص بنفسه ليشهد عمليات الذبح والتوزيع.
المستورد هو من يحدد الأسعار
ويؤكد حليم مرزوق- صاحب أحد مزارع تربية وتسمين المواشي- أن ارتفاع أسعار العلف ومستلزمات وتجهيزات المزارع بالإضافة إلى تهريب قدر كبير من الثروة الحيوانية المصرية عبر المنفذ الليبي، هو الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار قبل عيد الأضحى وليس لنا ذنب في ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أنهم يحققون هامش ربح بسيط جدا قد لا يغطى نفقاتهم في بعض الأحيان.
أما صاحب أحد محال الجزارة فيقول أن الأسعار يحددها المستورد وأصحاب المزارع سواء للماشية الحية "الصاحي"، أو لحوم، مؤكدًا أن الأسعار لم ترتفع كثيرا هذا الموسم عن العام الماضي.
يذكر أن دار الإفتاء أجازت تقسيط صكوك الأضحية دون فوائد أو زيادة في الأسعار،قائلة " إن قيام المضحي بشراء صك الأضحية بالتقسيط هو عبارة عن عقد شراء للأضحية, وعقد توكيل بالذبح, ولا مانع من أن يكون هذا الشراء مقسطا".