شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جيروزاليم للشؤون الخارجية»: مصر قلقة من تكرار سيناريو 2008 في سيناء.. يوم أن تدفق الفلسطينيون

مناورات القسام في غزة

في التاسع من أبريل الجاري، قال موقع «الخليج الإلكتروني إنّ مصر تعتزم فتح معبر رفح أمام حركة المرور في الاتجاهين لمدة أربعة أيام؛ إيماءة وكسبًا لحركة حماس، والحدّ من التوترات في غزة في أعقاب مسيرة العودة.

لكن، ما زالت الحكومة المصرية تتذكر جيدًا ما حدث عندما اخترق عشرات الآلاف من سكان غزة السياج الحدودي، وتسللوا إلى الأراضي المصرية قبل عشرة أعوام؛ ففي يناير 2008 اخترق فلسطينيون ومسلحون السياج الحدودي بين غزة ومصر، وتدفق مئات الآلاف من الفلسطينيين عبر غزة إلى سيناء للحصول على الغذاء والمنتجات الأساسية الأخرى.

واضطرت الشرطة المصرية لاستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد الفلسطينيين؛ لكبح جماح الجماهير التي فرضت نفسها على الحدود، وأصيب نحو 40 ضابطًا مصريًا في هذه الأحداث. وكان فتح الحدود في 2008 محاولة لتخفيف الحصار الإسرائيلي على غزة، وسط محاولات للضغط على مصر لفتح المعبر بشكل دائم.

وفي النهاية، اضطرت مصر للتصالح مع حركة التسلل الجماعي من غزة إلى أراضيها، وأمضى الفلسطينيون حينها أيامًا في تخزين الغذاء والغاز والمنتجات الأساسية الأخرى؛ وحينها توصّلت مصر إلى تفاهم مع حركة حماس بشأن عودة مواطني غزة إلى القطاع.

هذا ما يراه «مركز جيروزاليم للشؤون الخارجية» في تقرير له ترجمته «شبكة رصد»، مضيفًا أنّ مصر تتخوف من تكرار السيناريو نفسه في الأيام الحالية؛ لذا تسعى إلى إيجاد حلول سريعة للأزمات الإنسانية المتفشية داخل القطاع؛ لتجنّب سيناريو مماثل لـ2008. لكنها تجد حاليًا صعوية في التعامل مع الأمور؛ ومن المتوقع أن تأمر القيادة السياسية قوات الجيش بفتح النار على الفلسطينيين إذا ما تسللوا إلى سيناء مرة أخرى.

ويوجد حاليًا في شمال سيناء منطقة عازلة أقامها الجيش المصري على الحدود مع غزة في نوفمبر 2017، بمساحة 1500 متر وطول 10 كيلوات؛ لمنع تسلل «الإرهابيين» وتهريب الأسلحة من قطاع غزة إلى سيناء. وفي فلسطين، أنشأ يحيى السنوار حاجزًا لإثبات نيته في منع تهريب الأسلحة والإرهابيين من غزة ومصر وإليهما.

ويقود الجيش المصري حاليًا حملة عسكرية كبرى في شمال سيناء ضد «أنصار بيت المقدس» الموالي لتنظيم الدولة، ويساور القاهرة القلق من أنّ خرق السياج الحدودي بين غزة وسيناء سيمكن «الإرهابيين» والأسلحة من التسلل إلى سيناء لمساعدة التنظيم في المنطقة، في ظل استمرار معاناة سكان القطاع من الحصار المستمر، وإغلاق معبر رفح طوال أيام العام.

أما حماس فاتهمها المركز بممارسة دور مزدوج، وقد تنتهك السياج الحدودي لإجبار مصر على التوصّل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح معبر رفح بشكل دائم؛ وسيلة لمنع الأمور من التفاقم.

لكن، إذا اخترقت الحشود الفلسطينية السياج الحدودي بالفعل فسيؤثر أيضًا على «إسرائيل»؛ فسيصل «الإرهابيون» من سيناء إلى قطاع غزة بأعداد كثيرة وكميات من الأسلحة المتغيرة، مثل الصواريخ المتطورة المضادة للدبابات والمضادة للطائرات، وينفذون هجمات ضد «إسرائيل» منها.

مبادرة مصر للتفاهم مع حماس

يُعتقد أنّ زيارة رئيس المخابرات المصرية الجديد «عباس كمال» إلى السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي، ولقاءه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولقاءه مع رئيس وكالة الأمن الإسرائيلية «نداف أرجمان»؛ كانت تهدف إلى إيجاد حلٍّ يقلل من موجة العنف والتوتر في غزة.

وقالت صحيفة «العربي الجديد» إنّ وفدًا أمنيًا «إسرائيليًا» زارمصر وناقش مع مخابراتها سبل الحدّ من «مسيرات العودة»، وحذّر أعضاء الوفد «الإسرائيلي» من أن يؤدي استمرار الاحتجاجات على الحدود مع غزة إلى حرب جديدة.

وتخشى مصر و«إسرائيل» والسعودية من حدوث انفجار اجتماعي في غزة؛ إذ سيوجّه الغضب الفلسطيني نحو الحدود المصرية في الأسابيع القليلة القادمة؛ ما سيجعل الأمور معقّدة لمصر، خاصة أمام الجمهور العربي والعالمي، لا سيما بعد فوز السيسي مؤخرًا بولاية رئاسية جديدة في أعقاب الانتخابات في مارس 2018.

كما أفاد موقع «الخليج أون لاين» بأنّ مصر تتصرف حاليًا مع السعودية لإقناع حماس والضغط عليها لوقف مسيرة العودة قبل أن تؤدي إلى تطورات خطيرة تخرج عن نطاق السيطرة. و«مسيرة العودة» تُحرج الأنظمة العربية، التي تخلت عن التعام لمع المشكلة الفلسطينية وتحاول تحسين المناخ قبل إعلان «صفقة القرن» الأميركية.

ودعت مصر وفدًا من قيادة حماس لإجراء محادثات على أراضيها، لكنّ قادة حماس رفضوا الدعوة بسبب التطورات الأخيرة في غزة؛ لهذا السبب أُرسل رئيس المخابرات المصرية إلى رام الله وتل أبيب لإجراء محادثات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023