ما يحدث الآن أمر مثير للقلق، فضرب روسيا طائرات أميركية لن تصمت عليه واشنطن، التي سترد بالتأكيد؛ ولهذا السبب تُستبعد إمكانية نشوب حرب -على الأقل- حاليًا. لكن، ثمة احتمال آخر، وهو تعرّض القوات الإيرانية في سوريا إلى هجوم أميركي مباشر؛ ما قد يدعو إيران إلى الانتقام، التي لا يُحتمل أن تهاجم القوات الأميركية في عرض البحر المتوسط بشكل مباشر؛ بينما قواتها في العراق وسوريا عرضة لحرب غير متكافئة.
هذا ما تراه صحيفة «فوربس» في تقرير لها ترجمته «شبكة رصد»، متوقّعة أن تردّ إيران بـ«انتحاريين»؛ ما سيهدد أسواق النفط، إضافة إلى تهديدات ترامب بالانسحاب من خطة العمل المشتركة المتعددة الأطراف. ويشعر عملاء لإيران في آسيا بالقلق من التهديدات؛ وبالفعل انخفضت مبيعات الشركات التي تخشى اتخاذ أميركا إجراء قانونيًا ضدها لتعاملها مع إيران.
ومن شأن فرض أميركا عقوبات على التحويلات المالية الإيرانية أن يردع العملاء التقليديين لإيران. لكن، وفقًا لتوقعات المحللين الاقتصاديين، ستكون إيران قادرة على العمل بشكل طبيعي بعد ذلك بوقت قصير؛ ملقين الضوء على جدوى فرض عقوبات أميركية جديدة على طهران.
وقد يتصاعد في هذه الأثناء أيضًا الصراع بين إيران والسعودية على نطاق أوسع وأكثر دقة. وبالنظر إلى أنّ السعوديين يهاجمون حاليًا الحوثيين، المدعومون إيرانيًا داخل اليمن؛ فأيّ عمل استفزازاي إضافي في سوريا سيزيد من تعقيد الأمور وزيادة سوء الأوضاع داخل الخليج.
وسبق وقال الرئيس الأميركي روزفلت: ليس لدينا ما نخشاه إلا الخوف نفسه، وهي مقولة تبدو مناسبة حاليًا لتجار النقط؛ فالقنابل والصواريخ المتطايرة في الشرق الأوسط تخلق دومًا زخمًا صراعيًا، حتى لو ظلت حقول النفط بعيدة عن العنف الفعلي؛ فقتل جنود روس سيفاقم من هذا الأمر؛ لأنه ينطوي على احتمالية للانتقام واستمرار النزاع، وسيقود أسعار النفط إلى الارتفاع مرة أخرى.
وبطبيعة الحال، إذا تأثر الموظفون الإيرانيون فستكون هناك مخاوف منطقية تدفعهم إلى الاستجابة لهجمات يمكن أن تؤثر على تجارة النفط في الخليج.
وأسوأ السيناريوهات يتركز في اندلاع قتال مباشر بين أميركا وروسيا، أو قتال مباشر بين السعودية وإيران؛ بالرغم من أنّه من المحتمل ألا يحدث ذلك. لكن، على كل، ستظل أسعار النفط مرتفعة؛ إذ وصل في غرب تكساس سعر برميل النفط إلى 70 دولارًا وأكثر، وقد ينخفض مرة أخرى إذا انخفضت وتيرة العنف.