اعتبرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، التهديدات التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي لثني الفلسطينيين عن المشاركة في مسيرات العودة، دليلا على فشله ويأسه من إيقاف زحف الفلسطينيين نحو تحقيق حلمهم بالعودة إلى ديارهم ووطنهم.
وقالت حركة حماس، في تصريح لـ«عربي21»، على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم، إن «تهديدات الاحتلال تعبر عن يأسه من إيقاف مسيرات العودة»، موضحا أن «هذه محاولة فاشلة لإرهاب جمهور شعبنا الفلسطيني من المشاركة في فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار».
وأضاف قاسم، أن التهديدات «تعبر عن العقلية الإجرامية للاحتلال الذي يواجه المتظاهرين السلميين بإطلاق النار المباشر على المتظاهرين، مما يتسبب بقتل العشرات وإصابة الآلاف».
وتابع: «جماهير الشعب الفلسطيني البطل، لن تلتف لهذه التهديدات وستواصل مشاركتها في مسيرات العودة وكسر الحصار»، لافتا إلى أن «الشعب الثائر لطالما قدم التضحيات في سبيل تحقيق أهدافه بالحرية والعودة».
ومن جهتها، رأت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أن «تهديدات الاحتلال، تعكس حقيقة المشهد المرتبك داخل المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية في مواجهة مسيرات العودة».
وأوضحت على لسان القيادي داود شهاب، لـ«عربي21»، أنه في المقابل هناك ثبات وإصرار شعبي فلسطيني واضح على الاستمرار، رغم كل المحاولات والتهديدات الإسرائيلية والنوايا الواضحة من قبل إسرائيل، بحرف وإلغاء الطابع الشعبي لمسيرات العودة وتأخذها نحو تصعيد عسكري.
ونوه شهاب إلى أن «التصعيد العسكري من قبل إسرائيل وتحشيد الجنود والجيش والمستوطنين، يكشف نوايا الاحتلال وعجزه أمام أي مواجهة شعبية»، معتقدا أن الاحتلال «يحاول دائما الذهاب إلى القوة التي أقامت هذا الكيان الباطل».
وأشار إلى أن «الكل يلحظ هذه المشاركة الشعبية الكبيرة دون أي تدخل للأجنحة العسكرية الفلسطينية، فيما عدا بعض الرسائل لسريا القدس أو كتائب القسام، وهي رسائل تحذيرية أرادات من خلالها المقاومة أن تحذر من أي محاولة إسرائيلية لحرف هذه المسيرات الشعبية السلمية».
وذكر القيادي في حركة الجهاد، أن «هناك اليوم مهمة أساسية لدى الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، تتعلق بانتقال مسيرات العودة إلى الضفة الغربية، وهذا الانتقال سيعقد المشهد أكثر وأكثر، ما سيتسبب بإرباك إضافي وكبير الاحتلال».
وشدد على أهمية «انخراط كل الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس في هذا حراك مسيرات العودة، لأنها ستشكل أمل كبير في تحقيق العديد من الأهداف الوطنية ومنها؛ مواجهة الاستيطان، والرد على جرائم المستوطنين، وإزالة الحواجز العسكرية الإسرائيلي من الضفة الغربية».
وتتواصل فعاليات مسيرات العودة بشكل يومي في خمس مخيمات في المناطق الشرقية لقطاع غزة، بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين، وتشتد احتشادا في أيام الجمع، التي تفرد لها الهيئة المشرفة على المسيرات، مسمى خاصا في كل جمعة.
وأعلنت الهيئة الوطنية، اليوم، تقديم أماكن مخيمات العودة والتي أقيمت بالقرب من الخط العازل الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 48 لـ50 مترا إلى الأمام كخطوة أولى.
وأطلقت الهيئة الوطنية، على الجمعة الثانية لخروج الفلسطينيين تجاه الخط العازل اسم «جمعة الكاوتشوك»، فيما أطلقت على الجمعة الثالثة «جمعة حرق العلم الإسرائيلي».
وألقت طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي منشورات تحذر أهالي القطاع من الاقتراب من السياج الأمني ومحاولة المساس به أو محاولات لارتكاب اعتداءات «إرهابية خلال أعمال الشغب العنيفة التي جرت في الأسابيع الأخيرة».