أعلنت وزارة الصحة يوم الأربعاء الماضي نتائج المسح القومي للصحة النفسية على مستوى الجمهورية، في مؤتمر صحفي بمعهد تدريب الأطباء بالعباسية، وكشف أنّ 25% من المصريين يعانون من اضطرابات نفسية؛ أكثرها انتشارًا «الاكتئاب» بنسبة 43.7%، و«تعاطي المخدرات» بنسبة 30.1%؛ بخلاف دول العالم، التي تنتشر فيها «اضطرابات القلق» أكثر.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، إنّ الاضطراب النفسي في مصر «نتيجة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية، إضافة إلى الانفجار الديموجرافي، وقلة الموارد التي يعاني منها المواطنون».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «ثورات الجياع والفوضى ناتجة عن الاضطرابات النفسية لدى كثير من الشعوب، التي يلجأ مواطنوها إلى الخروج في الشوارع لنشر الفوضى والتخريب والسرقة؛ بسبب ضيق الحال والأزمة المالية».
وأوضح أنّ «الطبقة الكادحة من العاملين في مجالي الزراعة والصيد تضاءلت بهم الأحوال المادية بشكل كبير؛ بسبب تقلّص المساحات الزراعية، والتضييق على البحيرات وسيطرة العصابات عليها وتحريم الصيد، وزيادة أسعار تكاليف الزراعة بمصر».
حالة احتقان
وقال أستاذ العلوم السياسية إنّ «المصريين يعيشون في حالة احتقان متزايدة، وبالتالي القادم ثورة جياع؛ لأسباب أهمها تنامي الأنشطة المسلحة وحالة الاضطراب الأمني، التي تنبئ باندلاع ثورة قد تأتي على الأخضر واليابس».
وأضاف أنّ «العامل المادي يؤثّر بالسلب على المصريين؛ بسبب السياسات الاقتصادية الحالية، الممثلة في اتخاذ عبدالفتاح السيسي إجراءات فرضها صندوق النقد الدولي شرطًا للمساعدات المالية التي يعتزم تقديمها للحكومة وتقدّر بنحو 11 مليار يورو».
وتابع أنّ هذه الإجراءات تتمحور أساسًا في «إلغاء الدعم عن الكهرباء والنفط، إلى جانب إصلاحات اقتصادية. إضافة إلى أنّ الاقتصاد المصري يشهد أزمة خانقة؛ فمداخيل السياحة، التي تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد، تراجعت إلى حدود 90%».