استنكر رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، اليوم الاثنين، منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) منح جائزتها السنوية لحرية الصحافة للمصور الصحفي، محمود أبو زيد، المعروف باسم «شوكان».
وفي جلسة البرلمان، اليوم الإثنين، تحدث عبد العال باسم البرلمان المصري محذرة منظمة (يونسكو) بأن «تبتعد عن السياسة، وتركز بحكم لائحتها الأساسية على التربية والعلوم والثقافة، وألا تزج بنفسها في مسائل سياسية ليس لها صلة من بعيد أو قريب، أو التي لها طابع سياسي».
واتهم عبد العال، منظمة «يونسكو» بمحاولة اتخاذ منحى سياسي في بعض القضايا، وهو الأمر الذي دفع بعض الدول للخروج منها، في إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من المنظمة في ديسمبر الماضي، معتبرًا أن «مصر أو أي دولة أخرى لن تقبل بهذا الأمر، لا سيما أن مصر إحدى الدول المؤسسة للمنظمة في العام 1945».
صلاح أحق بالجائزة
بدوره، ادعى رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، علاء عابد، إن المنظمة تكرم «شوكان»، لأنه يمثل الذراع الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين أثناء اعتصام «رابعة العدوية»، وأرسل العديد من الصور للإعلام الأجنبي، وأجهزة الاستخبارات المعادية، لإظهار أن ما يحدث في مصر في أعقاب 30 يونيو 2013 على أنه «انقلاب عسكري».
واتهم عابد، (ضابط شرطة سبق اتهامه في قضايا تعذيب)، سبع منظمات حقوقية تعمل في مصر (لم يسميها)، بتلقى تمويلات خارجية، لدعم فوز «شوكان»، وإسقاط المرشحة المصرية على رئاستها، مشيرة خطاب، زاعمًا أن «يونسكو» أصبحت داعمة للمنظمات الإرهابية». وفق تعبيره
ورأى عابد أن لاعب الكرة المصري المحترف في نادي ليفربول، محمد صلاح، أحق بالجائزة مختتمًا «هذا اللاعب هو رمز للشباب المصري، وليس هذا الـ(شوكان) المدعوم من الجماعات الإرهابية».
فوز «شوكان»
واختارت المنظمة لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين، شوكان، للحصول على جائزة يونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2018، والبالغة قيمتها 25 ألف دولار، وذلك لإسهامه في الدفاع عن حرية الصحافة، أو تعزيزها في أي مكان في العالم، خصوصاً إذا انطوى عمله على مخاطرة.
ما أن أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) منح جائزتها السنوية لحرية الصحافة لـ «شوكان»، حتى كشف نظام عبد الفتاح السيسي عن وجهه في مهاجمة المنظمة الدولية، كونها فضحت جانباً من جرائمه بحق الصحافيين، باعتبار أن الفائز بالجائزة محبوس «احتياطيًا» لأكثر من أربع سنوات، بالمخالفة لنصوص القانون المصري.
وألقي القبض على المصور الصحفي أثناء قيامه بتغطية مظاهرة ميدان «رابعة العدوية» في القاهرة، وأودع السجن منذ 14 أغسطس 2013، وصنف فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي اعتقاله واحتجازه بأنه “تعسفي ومناهض للحقوق والحريات”، التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
اتهام الخارجية
وكانت الخارجية المصرية قد أصدرت بيانا، أمس الأحد، شديد اللهجة يهاجم المنظمة، زاعمة أن المصور الصحفي متهم في جرائم ذات طابع جنائي بحت، وليس لها دافع سياسي، ولا تمت بصلة بممارسته لمهنة الصحافة أو حرية التعبير، مدعية أن ترشيح «شوكان» للجائزة قد جاء بدافع من عدد من المنظمات غير الحكومية، من بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان.
وتكرم جائزة يونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة الأشخاص والمنظمات والمؤسسات التي تساهم مساهمة بارزة في الدفاع عن حرية الصحافة، وتحفيزها في كلّ مكان في العالم، لا سيّما هؤلاء الذين يتحدّون المخاطر لتحقيق هذه الغاية. وتحمل الجائزة هذا الاسم تكريمًا لغييرمو كانو إيسازا، وهو صحفي كولومبي اغتيل أمام مقر صحيفته الإسبيكتادور في بوغوتا يوم 17 ديسمبر 1986.