رفض ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان شائعات عن انقلاب عسكري مزمع قائلا إن قيام ضباط الجيش بمحاولة الاستيلاء على السلطة في هذه الدولة التي يبلغ عمرها عاما أمر لا يتسم بالحكمة.
وقالت صحيفة سودان تريبيون إن هذه التكهنات كانت جادة بما يكفي بحيث أنها دفعت رئيس جنوب السودان سلفا كير لزيارة مقر جيش جنوب السودان الأسبوع الماضي للتحذير من انه سيتم عزل قادة أي انقلاب ناجح دوليا.
ورفض مشار خلال زيارة لنيويورك للاجتماع مع مستثمرين محتملين شائعات الانقلاب بوصفها تهديدا غير جاد وقال إن ضابطا كبيرا تم اعتقاله في الآونة الأخيرة لم يعتقل للتخطيط لانقلاب وإنما لأسباب أخرى.
وأضاف قائلا لرويترز "عندما سمعت لأول مرة عن ذلك رفضته" وأكد علي أن طبيعة دولة جنوب السودان تؤكد ممارسة حق تقرير المصير.. وسيكون أمر لا يتسم بالحكمة أن يقول ضباط في الجيش أن هناك استيلاء على السلطة".
وأعلن جنوب السودان الاستقلال عن السودان في يوليو 2011. وجاءت هذه الخطوة بعد ستة أشهر من استفتاء تم الاتفاق عليه بموجب اتفاقية سلام ابرمت عام 2005 أنهت حربا أهلية استمرت عشرات السنين وخلفت أكثر من مليوني قتيل.
وهناك انعدام ثقة بشكل كبير بين البلدين الجارين وتحولت التوترات إلى قتال على الحدود في أبريل عندما احتل جيش جنوب السودان لفترة وجيزة حقل هيجليج النفطي المهم لاقتصاد السودان.
واتفقت الدولتان الشهر الماضي على إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح واستئناف تصدير النفط من جنوب السودان الذي لا توجد له منافذ بحرية بعد أن أوقفه جنوب السودان في خلاف مع السودان بشأن رسوم مرور النفط من أراضيه.
ولم تحل الاتفاقية مشكلات من بينها خط الحدود النهائي ووضع منطقة ابيي المتنازع عليها وكيفية إنهاء عمليات تمرد في كل من البلدين تنحي كل حكومة باللائمة على الأخرى في دعمها.
وقال مشار إن الحكومة تعمل على حل تمرد صغير بدأ قبل عامين في ولاية جونجلي الشرقية أدت محاولة حكومية خرقاء لجمع آلاف من الأسلحة المتخلفة عن الحرب الأهلية إلى إشعاله بشكل اكبر.
واتهمت جماعات حقوقية الجيش بإطلاق النار وتعذيب واغتصاب الناس خلال الحملة.
وقال مشار عن هذه الادعاءات "كل من ارتكب أعمالا وحشية قبض عليه".
وأكد أن جهود التوصل لسلام في الشرق "لا نريد بدء دولة جديدة بتمرد."
واتهم مشار السودان بإلقاء أسلحة من الجو للمتمردين في الآونة الأخيرة. وقال إنه يأمل مع "المناخ الجديد" بين الجارين الذي أدى إلى التوصل لاتفاقية النفط والحدود الشهر الماضي أن "يكف(السودان) عن التدخل في شؤون جنوب السودان".
وتنفي الحكومة والجيش السودانيان بشكل روتيني اتهامات جنوب السودان بان السودان يدعم عمليات التمرد.
وقال مشار انه التقى مع مستثمرين في نيويورك لحثهم على الاستثمار في جنوب السودان في مجال الزراعة لجعل هذه الدولة"سلة غذاء شرق إفريقيا.
وأكد على أن توقعات شعب جنوب السودان كبيرة وعظيمة لحد أنهم يريدون أن يكونوا في مستوي الدول المجاورة.