شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ناشيونال إنتريست»: حائط الصد الأخير للحفاظ على الاتفاق النووي مهدد بمغادرة منصبه

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب متناقضًا في قراراته، وهذا ما أكّده مايكل وولف مؤلف كتاب «النار والغضب». لكنّ «جيمس ماتيس» كان وزير دفاع بنكهة مختلفة لترامب، ورآه مسؤولون في البيت الأبيض مسؤول القرارات الدفاعية في الإدارة الأميركية، أو الجزء المدني للقرارات العسكرية؛ لكنّ ترامب وسّع من الصلاحيات الممنوحة للبنتاجون، وعلى إثرها توسّعت صلاحيات جيمس، الذي سيطاح به هو الآخر.

واستطاع جيمس أن يؤصّل لبنى عسكرية أميركية مترامية الأطراف، وكان واحدًا من أكثر الراشدين والعاقلين داخل الإدارة الأميركية، أو كما يطلقون عليه هناك «رجل السلام والحرب المنقطع النظير».

هذا ما تراه مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، المعنية بالتحليلات العسكرية، في تحليل ترجمته «شبكة رصد». وأضافت أنّه كما كان الحال مع ستيف بانون وجون كيلي وريكس تيرلسون وماكماستر بريبوس، قد لا يدوم جيمس ماتيس في منصبه وزيرًا للدفاع الأميركي. ويُنظر إليه على نطاق واسع بأنه قوة غير ثابتة، اُحتُفظ بها في الإدارة الجديدة لإجبار ترامب على اتّباع سياسة عسكرية مرسومة مسبقًا؛ وهو ما تؤكده معارضته لقرارات يصدرها الرئيس الأميركي وتتعلق بالحروب في الخارج، مثل الانسحاب من سوريا أو مناقشة الضربات العسكرية وغيرها.

وقالت مصادر داخل البيت الأبيض إن «جيمس» قد يُطاح به بنهاية هذا العام؛ لينهي مسيرته المهنية المثيرة للجدل داخل أميركا. وتوقّع مسؤول كبير في البيت الأبيض الإطاحة به بالفعل نهاية العام الجاري 2018.

وكان مايكل وولف أوّل من تنبأ في كتابه «النار والغضب» بأنّ جيمس سيطيح به ترامب بعدما أطاح بسابقيه، وإجراء تغييرات وزارية وإدارية مهمة داخل الإدارة الأميركية. وأكّد مصدر داخل وزارة الدفاع الأميركية لـ«ناشيونال إنتريست» أنّ جيمس بالفعل سيُطاح به؛ فبعدما كان «مضادًا للرصاص أصبح الآن معرضًا للخطر».

وقد يكون مستشار الأمن القومي الجديد «جون بولتون» من أكبر داعمي رحيل جيمس عن البنتاجون. وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض إنّه ليس سرًا التفكير في الإطاحة بجيمس؛ خاصة بعد أن حاول من قبل منع تولي جون بولتون منصبه الحالي مستشارًا للأمن القومي.

والشخصان «جيمس وجون» قويّان وذكيان للغاية، إضافة إلى كونهما مضادين لبعضهما بعضًا، وكلاهما ليس على استعداد للانحدار أو التراجع عما وصلا إليه.

وأكّدت وكالة الأمن القومي الأميركي الأسبوع الماضي أنّ جون بولتون عين «ميرا ريكاردل» نائبة له بالرغم من كونها أبرز مساعدي جيمس ماتيس في وزارة الدفاع عام 2017؛ وهذا بمثابة إشارة إلى أنّ هناك صراعات داخلية في الإدارة الأميركية على وشك الحدوث بين ماتيس وبولتون.

وقبل انتقالها إلى وزارة الدفاع، كانت ميرا مسؤولة سابقة في إدارة جورج دبليو بوش، ثم المديرة المشاركة لفريق نقل السلطة إلى ترامب؛ ووقّع البيت الأبيض يوم الجمعة الماضية على تنصيبها الجديد رسميًا.

وكان وزير الدفاع جيمس ماتيس من أبرز المعارضين للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وانتقد علانية من مساعي جون بولتون ومايك بومبيو وزير الخارجية الجديد للانسحاب منه، وأكّد جيمس من قبل أنّ الصفقة الإيرانية ستُدفن قبل ذكراها بسبب تصرفات الاثنين.

وذكر جيمس أنّ مساعي ترامب لخطة العمل المشتركة هي الأسوأ في التاريخ الحديث؛ فالتفتيش على المنشآت النووية الإيرانية يسير على ما يرام، ولا توجد أي عوائق أو مشكلات أمام المفتشين والمحققين الدوليين.

ويرى البيت الأبيض أنّ إحدى أبرز المفارقات أنّ «جيمس» الوحيد داخل الإدارة الأميركية حاليًا المستميت في الدفاع عن إيران والاتفاق النووي، وأُجبر على ارتداء الزي الرسمي من أوباما، وتولى أمر إيران لأنه كان يُنظر إليه في إدارته على أنه سعى للانتقام من طهران بسبب حرب العراق، وقتل عسكريين أميركيين على أيدي المليشيات المدعومة من إيران.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023