أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني غضب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، ووُصف بأنه «معاد للسامية» لقوله إن ما تعرض له يهود أوروبا ليس بسبب دينهم، بل بسبب وظيفتهم الاجتماعية.
وانتقد رئيس الوزراء الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء خطاب عباس بشدة، ووصفه بكلمات لاذعة وقال «يبدو أن من أنكر المحرقة يبقى منكرا للمحرقة»، في إشارة الى اتهامات إسرائيلية سابقة للرئيس الفلسطيني بإنكار المحرقة.
وكان «عباس» قد ذكر في اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني، أن «اليهود في شرق أوروبا وغربها تعرضوا لمذابح في فترات متقطعة عبر القرون، انتهت بالهولوكوست»، مشيرًا إلى سبب ذلك، قائلًا «إنهم يقولون إن هذا بسبب أنهم يهود. سأحضر لكم ثلاثة يهود، وثلاثة كتب تقول إن هذا العداء نحو اليهود لم يكن بسبب هويتهم الدينية، ولكن بسبب وظيفتهم الاجتماعية».
وأضاف الرئيس الفلسطيني «وهذه قضية أخرى. ولذلك فإن المشكلة اليهودية التي كانت منتشرة في أنحاء أوروبا لم تكن بسبب العداء لدينهم، لكن بسبب وظيفتهم الاجتماعية، المرتبطة بالمراباة والصرافة وما شابهها».
ودعا نتنياهو المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفه بمعاداة للسامية الخطير من جانب عباس، مضيفًا إن معاداة السامية كان يجب أن تختفي منذ وقت طويل.
انتقادات أميركية
وسبقت انتقادات نتنياهو للرئيس الفلسطيني انتقادات من مساعد الرئيس الأميركي ومبعوثه للاتفاقيات الدولية جيسون جرينبلات، والسفير الأميركي في تل أبيب ديفد فريدمان.
وكتب جرينبلات في تغريدة مساء الثلاثاء عبر «تويتر»: «يجب أن يدين الجميع دون قيد أو شرط تصريحات الرئيس عباس في رام الله أثناء افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني».
أما «فريدمان» فكتب في حسابه على «تويتر» في اليوم نفسه «لقد وصل أبو مازن إلى مستوى منخفض جديد في نسبته سبب مذابح اليهود على مر السنين إلى سلوكهم الاجتماعي المتعلق بالفائدة والبنوك».
الاتحاد الأوروبي يندد
من جانبه، ندد الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء، بتصريحات للرئيس الفلسطيني ووصفها بأنها غير مقبولة، وقالت خدمة العمل الأوروبي الخارجي في بيان «الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 30 أبريل تضمن تصريحات غير مقبولة عن سبب الهولوكوست أو المحرقة النازية»، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وأضافت الهيئة «مثل هذا الخطاب سيستفيد منه فقط الذين لا يريدون حل الدولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارًا وتكرارًا».
وفي تصريح لصحيفة «دي فيلت» الألمانية في عددها الصادر اليوم قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس «تتحمل ألمانيا مسؤولية أكثر الجرائم فظاعة في تاريخ البشرية». وأضاف «يظل تذكر الهولوكست بمثابة تذكير وتكليف بالرد بحزم على أي شكل من أشكال العداء للسامية».