لا يزال قرار وزير التربية والتعليم بتعريب التعليم في المدارس التجريبية يثير الجدل؛ فسادت حالة من الغضب والاستياء بين أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية (التجريبية سابقًا)، ونظّموا وقفة احتجاجية أمام الوزارة وطالبوا بمنح المدارس فرصة لمدة عام والبقاء على النظام القديم، وأطلقوا «هاشتاج» استغاثة للسيسي «لا لتعريب المدارس الرسمية لغات، شوقي وزير الأغنياء».
وفي هذا الصدد، قال الخبير التربوي والمُعلّم كمال مغيث إنّ «القرار يأتي لصالح المدارس الخاصة لغات؛ إذ يُغلق الباب أمام أولياء الأمور لتمكين أبنائهم من دراسة اللغات بالمدارس الرسمية، فهناك جانب من أولياء الأمور سيضطرون للجوء للمدارس الخاصة؛ حرصًا على مستقبل أولادهم مهما كلفهم الأمر من مبالغ مادية كبرى».
وتساءل في تصريح لـ«رصد»: «كيف التوحيد والمصاريف ألفي جنيه، بينما في المدارس الحكومية 80 جنيهًا فقط».
وتساءلت رحاب محمد، ولية أمر، عن كيفية تعلّم الطالب لغة تؤهله للالتحاق بسوق العمل؟ موضحة أنّ فصول المدارس الحكومية مكّدسة، ويصل عدد التلاميذ في الفصل الواحد إلى قرابة 90؛ ما يستحيل معه الحصول على مستوى جيد من التعليم.
يضعف مستوى الطالب
وقالت عبير أحمد، مؤسّسة «اتحاد أمهات مصر للنهوض للتعليم»، إنّ «أولياء الأمور كانوا يرحّبون بالنظام التعليمي الجديد الذي يطبق بداية من مرحلة رياض الأطفال؛ لأنّ التطوير يبدأ من أول السلم». لكن «بعد إعلان تفاصيل النظام الجديد، تحوّل رأي أغلب أولياء الأمور من القبول إلى الرفض».
وأضافت، في بيان للاتحاد، أنّ الوزارة أعلنت عن تعريب المدارس الرسمية للغات في 2019، وتصبح مثل المدارس الحكومية حتى الصف السادس الابتدائي، تكون الدراسة فيها باللغة العربية، على أن تُدرّس العلوم بالرياضيات باللغة الإنجليزية، بداية من الصف الأول الإعدادي».
وأكّدت عبير أنّ «الجزء الخاص بتعريب المدارس الرسمية لغات أثار غضب أولياء الأمور؛ لأنهم يدفعون في هذه المدارس مصروفات أكثر من مصروفات الحكومية، و«شايفين أنّ كده هيساوي ما بين الحكومي والتجريبي؛ يبقى إيه لزمة المصروفات اللي بيدفعوها في التجريبي؟ وكمان القرار هيضعف من مستوى الطلاب في اللغة الإنجليزية، وأي خدمات أخري لن تعوّض الطالب».
واستنكرت عبير استبعاد المدارس الخاصة والدولية من النظام المقترح الجديد، مؤكدة أنّ ذلك يعد نوعًا من التمييز والإخلال بالمساواة، ومبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، مستطردة: «طلاب المدارس الحكومية والتجريبية مش حقل تجارب، ولو هتعمل نظام جديد إما أن يطبق على جميع الطلاب خاص وحكومي، يا إما متعملش».
تاريخ التجريبيات
هي مدارس حكومية تهدف إلى تحقيق أهداف التعليم قبل الجامعي، بالتوسّع في دراسة اللغات الأجنبية بجانب المناهج الرسمية المقررة، وأنشئت طبقًا للقرار الوزاري رقم 94 لسنة 1985 تحت اسم «المدارس التجريبية»؛ وفيها تُدرّس جميع المواد بالإنجليزية، باستثناء مواد محدّدة باللغة العربية، وتكون اللغة الفرنسية أو لغات أخرى كالألمانية الثانية فيها طبقًا لاختيار الطالب.
وأصدر وزير التعليم الأسبق محمود نصر قرارًا وزاريًا في 2014 لتغيير الاسم من «تجريبية» إلى رسمية. ثم تغيير اسم «المدارس التجريبية للغات» و«التجريبية المتميزة للغات» إلى «المدارس الرسمية للغات» و«المدارس الرسمية المتميزة للغات».
وقانونًا لا يجب أن يتعدى عدد الطلاب في الفصل الواحد بالمدارس الرسمية لغات 36 طالبًا، و29 في الرسمية المتميزة لغات. بينما يؤكّد أولياء الأمور أنّ عدد الطلاب في «الرسمية لغات» يصل إلى 120 طالبًا، و40 في الرسمية المتميزة لغات، بالمخالفة للقانون.
وتبدأ الدراسة في هذه المدارس بمرحلة «رياض الأطفال» ولمدة عامين دراسيين؛ ويجب أن تُعلن نتيجة قبولها في موعد أقصاه 15 يوليو من كل عام، تليها مرحلة «التعليم الأساسي» ثم الثانوي؛ ويكون توزيع الأطفال المتقدمين فوق الكثافة المقررة لأقرب مدرسة لسكنهم، حال وجود أماكن شاغرة بها.