استكمل وزراء المياه والري بمصر وإثيوبيا والسودان، خلال اجتماعاتهم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مباحثاتهم؛ لحسم النقاط الخلافية حول «سد النهضة» الإثيوبي؛ تمهيدا لاجتماع تساعي منتصف الشهر الجاري.
وعقد الاجتماع بحضور 40 عضوا من أعضاء اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة، ومشاركة المكتب الاستشاري الفرنسي.
وأكد وزير الري المصري، «محمد عبدالعاطي»، أن مصر «تأمل أن يتحول الشعور الطيب السائد بين الدول الثلاث إلى إجراءات عملية على الأرض، من خلال توافقات واتفاقات»، بحسب صحيفة «الأهرام».
وأوضح وزير المياه والري الإثيوبي، «سليشي بقلي»، أن «المباحثات تمهد لعقد اجتماع آخر، يضم وزراء الخارجية والري ومديري المخابرات في الدول الثلاث، في أديس أبابا قريبا».
وانطلقت في أديس أبابا، أمس، الاجتماعات الفنية الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول «سد النهضة»؛ بعد تعثر استمر نحو 6 أشهر في هذا المسار؛ نتيجة خلافات بين الدول الثلاث بعد رفض أديس أبابا والخرطوم تقريرا لمكتب فرنسي عن معايير دراسة الانعكاسات المتوقعة لبناء السد على دولتي المصب، وهو التقرير الذي قبلته مصر.
واستؤنفت الاجتماعات الفنية، أمس، في أحد فنادق العاصمة الإثيوبية، بمشاركة وزراء المياه والري من مصر «محمد عبدالعاطي» وإثيوبيا «سليشي بقلي» والسودان «معتز موسى».
وكانت القاهرة تُفضل مواصلة التشاور على مستوى آلية الاجتماع التساعي (وزراء الخارجية والري ورؤساء الاستخبارات في الدول الثلاث) قبل استئناف المسار الفني، لكنها قبلت اقتراح إثيوبيا استئناف المحادثات الفنية، على أن يعقد لقاء تساعي آخر في 15 مايو الجاري.
ونقلت صحيفة «الحياة» السعودية، عن مسؤول مصري قوله إن «عامل الوقت أصبح حاكما في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات، في ظل استمرار البناء في جسم السد من دون انقطاع، ومن ثم لا يجب الوصول إلى نقطة على الأرض تستبق المفاوضات بين الدول الثلاث».
وبخصوص اعتماد التقرير الاستهلالي الفرنسي خلال الاجتماعات الفنية في أديس أبابا، أفاد بأن «النقاش يتم بين خبراء في هذا الصدد»، لافتا إلى أن «الأمر يحتاج إلى مزيد من المرونة للوصول إلى نقاط توافق حول الأمور الفنية تُمهد إلى توافقات سياسية في الاجتماع التساعي».
وانتهى اجتماع عقده وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة الاستخبارات في مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم الشهر الماضي من دون توصل إلى اتفاق يُنهي الجمود الذي اعترى المسار الفني للمفاوضات.
وتخشى القاهرة من احتمال أن يؤثر السد سلبا على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل، مصدر مصر الرئيسي للمياه، بينما تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، لا سيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.