بعد ساعات من إعلان الخارجية السودانية استدعاء السفير المصري لديها «أسامة شلتوت» وتسليمه احتجاجًا رسميًا على عرض مسلسل «أبو عمر المصري»؛ لاعتباره «مسيئًا»؛ أعلن مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حذف مشاهد من المسلسل.
وأوضح، في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، أنّ «المجلس حريص كل الحرص على تعزيز العلاقات بين مصر والسودان، وما أثير بشأن ما جاء في مسلسل (أبو عمر المصري) من افتئات على السودان تم النظر فيه وتفنيده، وحذف ما قد يسيء لدولة السودان، مع العلم أن أحداث المسلسل واضحة ولم تتضمن أي إهانة أو اتهام للسودان الشقيق».
وأمس، أعلنت شبكة قنوات «أون تي في»، التي تبث المسلسل، أنه لا يحمل تلميحات للسودان ولا يمت بِصلة إلى مواقف مصر الحريصة على تقوية العلاقات معه؛ لكنّ الخارجية السودانية اعتبرت المسلسل يعكس «إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سلبية تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان».
ومسلسل «أبو عمر المصري» مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب عز الدين شكري فشير، وكتبت السيناريو والحوار له مريم ناعوم، وهو من إخراج أحمد خالد موسى، ومن إنتاج طارق الجنايني. وتتناول أحداثه قصة محامٍ مصري يُدعى «فخر الدين»، أسّس ومحامين آخرين تنظيمًا سلميًا سعى لإيجاد حلول لمشاكل المواطنين البسطاء بعيدًا عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها؛ لكنّ التنظيم سرعان ما أثار غضب جهاز أمني لم يجد وسيلة لإيقاف نشاطه سوى «الخروج عن إطار القانون» وتصفية أعضاء التنظيم.
وينجو «فخر الدين» من محاولة اغتياله (التي يقتل فيها ابن خالته عيسى)؛ فيهرب إلى فرنسا منتحلًا شخصية ابن خالته الذي كان يتأهب للسفر إلى باريس لدراسة القانون، وهناك يلتقي بمحبوبته القديمة التي تنجب له ابنًا هو (عمر) ثم تموت وهي تنجبه، ليقرر بعدها «فخرالدين» الانتقال بصحبة طفله للعيش بالسودان، وهناك يتحول إلى كادر مهم من كوادر إحدى الجماعات المسلحة، وعينه على العودة والثأر من قاتل ابن خالته.
وتشهد العلاقات بين السودان ومصر بين الحين والآخر توترًا ومشاحنات في وسائل الإعلام بسبب قضايا خلافية؛ منها قضيتا مثلث حلايب وسدّ النهضة، وملف المواطنين السودانيين المحبوسين في مصر في قضايا التنقيب عن الذهب والتسلل الحدودي، وملف المصريين الهاربين من قضايا جنائية إلى السودان.