قال ضياء الأسدي، المساعد البارز لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، إنّ أميركا تواصلت مع أعضاء في تحالف «سائرون» الذي يرأسه، عبر وسطاء؛ بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية ووضعه في موقف قوي يتيح له التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة.
وأضاف: «سألوا عن موقف التيار الصدري عندما يتولى السلطة: هل سيعيدون إلى الوجود أو يستحضرون جيش المهدي أم يعيدون توظيفه؟ هل سيهاجمون القوات الأميركية في العراق؟»، مضيفًا: «لا عودة إلى المربع الأول. نحن لا ننوي امتلاك أيّ قوة عسكرية غير قوات الجيش والشرطة والأمن الرسمية».
ووجّهت كتلة «سائرون» الدعوة إلى السفير الإيراني في بغداد لحضور اجتماعٍ لدبلوماسيين كبار الأسبوع الماضي، لكنّه اعتذر، وقال إنّه لا يمكنه الحضور. ويرى مراقبون أنّ «مقتدى الصدر» وأميركا يتفقان في مواجهة نفوذ إيران في العراق وتمويلها لجماعات شيعية وسياسيين بارزين.
وذكر ضياء الأسدي أنّ كتلة «سائرون» على استعداد لتشكيل ائتلاف مع الكتلة التي يقودها أقوى حلفاء إيران «هادي العامري» إذا تخلى عن «السياسات الطائفية وأصبح وطنيًّا عراقيًّا»، موضحًا: «لم نعقد اجتماعًا رسميًا مع الإيرانيين، أحيانًا نتلقى اتصالات مرتبطة بما يدور حاليًا. لكن، لا يمكن اعتبار هذا اجتماعًا أو نقاشًا في أيّ قضية».
«تفكيك التحالفات»
وفي السياق، وصل قاسم سليماني، قائد فرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، إلى بغداد لمقابلة سياسيين عقب أيامٍ من إعلان نتيجة انتخابات البرلمان العراقية؛ ما اعتبره مستشار لحكومة العراق «محاولة لإضعاف الكتل؛ إنه يعمل من أجل تفكيك التحالفات».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول عراقي أنّ مقتدى الصدر سيحاول التغلّب على إيران، التي سترفض أيّ تهديدات لحلفائها الشيعة الذين همّشوا «مقتدى» لسنوات، موضحًا أنّ «هناك حدودًا لما يمكنه السعي إليه. في النهاية، يمكن للإيرانيين السيطرة عليه؛ إنهم يمنحونه مساحة كبرى للمناورة… لكن، في نهاية الأمر، عندما يتحدى الشيعة ومصالحهم، أعتقد أنهم سيكونون صارمين للغاية. الإيرانيون لديهم أدوات كثيرة جدًا تمكّنهم من النيل منه».