تسعى ايطاليا في الوقت الحالي لإجراء انتخابات جديدة خلال أشهر بعد دخول البلاد أزمة سياسية وذلك على إثر فشل محادثات تشكيل حزبين شعبويين لائتلاف حكومي، وتكليف كارلو كوتاريلي رئيسًا مؤقتا للوزراء في إيطاليا.
وحدثت الأزمة بعد رفض الرئيس سيرجيو ماتاريلا تعيين المعارض للاتحاد الأوروبي باولو سافونا وزيرا للاقتصاد ضمن ائتلاف حكومي بين حزب الرابطة اليميني المتطرف وحركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات التقليدية، مما دفع مرشحهما لمنصب رئاسة الوزراء جوزيبي كونتي إلى التخلي عن تكليفه بتشكيل الحكومة.
وصرح كونتي المحامي وأستاذ القانون والمعروف عنه بأنه حديث العهد بالسياسة «تخليت عن تكليفي بتشكيل حكومة التغيير».
وأعلن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا رسميا، اليوم الاثنين، تكليف رجل الاقتصاد المؤيد للتقشف كارلو كوتاريلي بتشكيل حكومة انتقالية مهمتها التجهيز للانتخابات الجديدة.
وشغل كوتاريلي الذي يبلغ من العمر 64 عاما، منصب مدير لدائرة الشؤون المالية في صندوق النقد الدولي بين 2008 و2013، ويطلق عليه لقب «السيد مقص» بسبب عمليات خفض الإنفاق التي أشرف عليها في إيطاليا عندما تم تكليفه بمراجعة الإنفاق العام للدولة من قبل حكومة يمين الوسط التي ترأسها أنريكو ليتا ولم تستمر طويلا.
ومن المتوقع أن يتسبب تكليف كوتاريلي بإثارة غضب حركة خمس نجوم وحزب الرابطة بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.
وكان ماتيو رينزي، الذي خلف ليتا عام 2014، قد رشح كوتاريلي ليكون المدير التنفيذي لصندوق النقد في إيطاليا واليونان ومالطا، قبل أن يغادر هذه المؤسسة، أكتوبر الماضي.
وعلى صعيد آخر، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بما وصفه بشجاعة الرئيس الإيطالي وحسه العالي بالمسؤولية، مضيفًا: «أكرر التعبير عن صداقتي ودعمي للرئيس ماتاريلا الذي لديه مهمة أساسية عليه القيام بها، وهي استقرار المؤسسات والديموقراطية في بلده، وهذا ما يفعله بشجاعة كبيرة وحس عال بالمسؤولية».