شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب لـ«ميدل إيست آي»: ترامب ونتنياهو لن يستطيعا تجاهل 6 ملايين فلسطيني

قوارب تحمل الأعلام الفلسطينية بميناء مدينة غزة

أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، أن المناخ السياسي مهيأ لـ«إسرائيل» لتحقيق العديد من الانتصارات في المستقبل القريب، وهي انتصارات لم تكن تحلم بها منذ أكثر من عقد، فخلال زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض في فبراير 2017، رفض ترامب خطة لحل الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي» وهي خطة طويلة الأمد.

وفيما يتعلق بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أكدت الصحيفة في مقال لـ«كمال حواش» نائب رئيس مجلس السياسات الفلسطيني البريطاني، أن نتنياهو كان يتشوق لحدوث هذا، موضحا أن الأوضاع لم تنفجر كما يتوقع الجميع، ووفقا للكاتب، كان ترامب محقا.

حل الدولتين

كل ما سبق يتعارض مع القانون الدولي وتوافق الآراء الدولية، حيث يسعى المجتمع الدولي منذ فترة طويلة إلى حل الدولتين عبر مقايضة الأراضي المتفق عليها، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة، والوصول لتسوية عادلة بشأن قضية اللاجئين على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194.

وخلال الفترات الماضية، سافر جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات آلاف الأميال ذهابا وإيابا، إلى فلسطين و«إسرائيل» وعدد من الدول العربية الرئيسية مثل السعودية والإمارات، وبدلا من العمل على الوصول لاتفاق سلام عادل، أراد جاريد وترامب تطبيق رؤية نتنياهو فقط للسلام، وكانت إحدى الطرق لتطبيق ذلك هو إقناع الخليجيين بأنه كي يواجهوا إيران عليهم أولا قبول خطة ترامب، التي هي في الأصل خطة نتنياهو.

ورغم أن الدول الخليجية تلك نأت بنفسها عن أي حوار مع «إسرائيل»، إلا أنه كانت هناك ارتباطات وحوارات سرية بينهم، وتمكن جاريد أيضا من إقناعهم أن القرب منها يأتي لصالحهم، أو يشكل عائق أمام خططهم الطموحة للشرق الأوسط ومواجهة النفوذ الإيراني واحتلال مكانتها.

وفي غضون أشهر من زيارة ترامب إلى السعودية، تمكنت الولايات المتحدة من التقريب بين الطرفين، وغير ذلك، استطاع أن يأخذ منهم مليارات الدولارات، ومما يدل على أنه كان بالفعل يسعى لتطبيق خططه، هي الزيارة التي نظمها عباس للرياض بعد فترة من احتجاز سعد الحريري.

الصمت العربي

كما نفذت الأنظمة العربية طلب ترامب وعملت على احتواء الغضب في الشارع العربي، بعد إعلان قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» ونقل السفارة الأميركية، فرغم أن الشعوب العربية تظاهرت ضد القرار، إلا أنه كما قالت نيكي هايلي السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة، «ما زالت السماء مرتفعة ولم تسقط».

ليس هذا فحسب، بل جاءت الخطوة الأميركية تزامنا مع ذكرى النكبة، وفيها تقل أكثر من 60 فلسطينيا على يد قوات الاحتلال «الإسرائيلي»، فيما اعترى العرب صمت لا سابقة له.

ورغم أن الدول الأوروية لم تكن راضية نوعاما على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأبدت اعتراضها المبدئي إلا أن الخطوة تمت بالفعل، وبذلك تحققت أهم وأكبر أهداف نتنياهو، وهو مستمرون أيضا في القضاء على حق العودة للاجئين، وغير ذلك، تسعى الأطراف الأميركية والإسرائيلية حاليا إلى القضاء على مصطلخح الاحتلال، مدعين أن المتسوطانت الإسرائيلية في الضفة الغربية تبلغ أقل من 2% من مساحتها، وأنها ليست عقبة في طريق السلام، وهو ما أكده جيسون جيرنبلات.

سباق ضد الزمن

باعترافه بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، أعطى ترامب وزنا كبيرا للحقائق على الأرض، وعدم إقامة أي وزن للقانون الدولي، حيث إن المسؤولين «الإسرائيليين» لا يقيمون وزنا للقانون الدولي أصلا، ويعتبرونه إزعاجا لهم، ومع استعداد رئيس الولايات المتحدة لتجاهل القانون والاتفاقات طويلة الأمد، يحاول «الإسرائيليون» الآن كسب المزيد من الوقائع التي هي الأرض ثم الأرض، مثل الاعتراف بالقدس ومرتفعات الجولان وغيرها.

ويبدو أنهم في سباق مع الزمن فعلا، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب من ترامب قبل أن تنتهي فترته الرئاسية، خاصة وأنه وفريقه من أشد المؤيدين للدولة اليهودية.

وهو ما أكده وزير الطاقة «الإسرائيلي» كاتز، الذي أكد أن أولوية «إسرائيل» حاليا هي السعي للحصول على اعتراف بملكيتهم لمرتفعات الجولان، حيث قال: إن ما يمثل إيلاما للإيرانيين هو الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان، وكأن الاعتراف بملكيتهم للقدس ليس كافيا.

رد الفعل الفلسطيني

ينقسم رد الفعل الفلسطيني إلى جزأين، رد فعل الشعب الذي تظاهر اعتراضا على القرار وسقط منهم العديد من الشهداء طوال الأيام الماضية خاصة خلال اليوم الذي نقلت فيه السفارة، ورد الفعل الرسمي الذي كان أشبه بالخنوع، إلا أنها اتخذت خطوات أكثر أهمية الفترة الماضية، حيث تسعى حاليا لدى مجلس الأمن الدولي إلى محاسبة «إسرائيل» على جرائمها بحق الفلسطينيين.

http://www.middleeasteye.net/columns/trumping-israel-s-facts-ground-1617303856



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023