شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محلل لـ«يوراسيا ريفيو»: 6 اتجاهات لبنانية تلخص حاضر الشرق الأوسط ومستقبله

انتخابات لبنان البرلمانية

 يبلغ تعداد سكان لبنان حوالي 4.5 مليون نسمة، وهي دولة صغيرة نسبيا، لكنها صورة مصغرة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، نموذج للصراعات والقضايا التي تعاني منها المنطقة، سواء التوترات بين المسلمين السنة والشيعة أو بين المسلمين والمسيحيين أو الصراع بين السعودية وإيران أو الصراع بين إيران والولايات المتحدة والصراع العربي الإسرائيلي، وهي تطورات غالبا ما تنعكس على الشرق الأوسط بأكلمه.

في 6 مايو الماضي، ذهب اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع للمرة الأولى منذ 9 سنوات، فيما سلطت نتائج تلك الانتخابات الضوء على ستة اتجاهات حاسمة بالنسبة للبنان والشرق الأوسط عموما، أوردتها صحيفة «يوارسيا ريفيو» في تحليل لـ«إيريك بوردينكير» الباحث في مركز تطوير الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا. 

الاتجاه الأول: إيران وحلفاؤها لن يذهبوا إلى أي مكان

لبنان: أكد حزب الله اللبناني في الانتخابات الماضية على شعبيته المتزايدة، وحزب الله مدعوم إيرانيا ويد طهران في لبنان، حيث فاز بأغلبية المقاعد في النواب، وعبر تحالفه مع حركة أمل، استمر حزب الله في احتكار السياسة اللبنانية.

الشرق الأوسط: استطاع النظام الإيراني ترسيخ نفسه في سوريا، فيما تدل الصواريخ التي تطلق من سوريا على إسرائيل أن القوات الإيرانية وحلفاءها يعلمون خارج سيطرة بشار الأسد، فيما يعتزمون القيام بما هو أكثر من ذلك، وإلى جانب سوريا يدعم الإيرانيون الحوثيين في اليمن.

الاتجاه الثاني: المجتمع السني ضعيف وفوضوي

لبنان: تراجعت شعبية سعد الحريري وحركة المستقبل في لبنان تراجعا كبيرا، حيث حصل فقط على 21 مقعدا، فيما تبخر احتكار الطائفة السنية للمشهد السياسي في لبنان، وهو المشهد الذي سيطرت عليه لعقود.

ووفقا للصحيفة، فإن ضعف الحريري جعل من الصعب الضغط على حزب الله أو استخدام حق النقض تجاه بعض السياسات.

الشرق الأوسط: على المستوى الإقليمي تتشابه الديناميات، حيث فشلت السعودية في فرض نفسها كقوة سنية رائدة بالمنطقة، ولم تستطع وقف النمو الإيراني المتزايد، حيث فشلت جهودها لخلق جبهة مناهضة لإيران بالمنطقة، وكدليل على ذلك، هو رفض عمان ودول عربية أخرى المشاركة في الحرب التي تقودها في اليمن.

أما بخصوص سياستها في سوريا، فمن الواضح أن خططها فشلت تماما، حيث تراجع الدعم الموجه لجماعات المعارضة بعد الهزائم التي ألحقت بها.

الاتجاه الثالث: فشل السياسات الخارجية للسعودية

لبنان: انفقت السعودية ملايين الدولارات على حلفائها في لبنان، فقط لمواجهة حزب الله وحلفائه، لكن ما واجهته هو المزيد من سيطرة الحزب على المشهد السياسي في لبنان.

واستهدفت السعودية من خلال الدعم المقدم لوكلائها في لبنان، تفكيك شبكة حزب الله واتصالاته الخارجية، لكن جاءت نتائجها عسكية على الرياض، وربما الفشل السعودي الأكبر، بحسب الصحيفة، يكمن في الضغط على الحريري لتقديم استقالته تحت دعوى تهديد حزب الله له، وهو ما أظهر سذاجة المملكة.

الشرق الأوسط: جاءت نتائج الجهود التي بذلتها السعودية في المنطقة بنتائج معاكسة، حيث فشل حصارها على قطر وفشلت في إركاعها على ركبتيها، كما لم يسفر الدعم السعودي للمعارضة السورية عن أي نتائج ملموسة، ومازالت الصواريخ تطلق من اليمن تجاه الرياض، بالإضافة إلى أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ سببتها لليمن.

الاتجاه الرابع: المنطقة ما زالت تصدّر الطائفية

لبنان: تعد لبنان نموذجا مصغرا للصراعات الطائفية في المنطقة، كما أشير في مقدمة الموضوع، فابمسيحيين لم يستطيعوا الفوز بمقاعد تمثلهم اجمعهم، فيما حصل نظرائهم على أغلبيتها، ومازالت لبنان تعاني حاليا من خطاب طائفي، مثل تصريح وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل من أن إعادة توطين اللاجئين السوريين في لبنان، تثير قلق المجتمع المسيحي بشكل خاص، وهو ما يعيد إلى الأذهان الخطابات الطائفية المماثلة التي سبقت الحرب الأهلية التي دامت 15 عاما.

الشرق الأوسط: ساهم ظهور داعش في زيادة العداء الطائفي بين إيران والسعودية، وما تبعه من تفاقم سني شيعي، وإيقاظ المخاوف الطائفية من جديد، فعشية الانتخابات العراقية الي فاز فيها تكتل سائرون بقيادة مقتدى الصدر، بدا أن اليزيديين في غرب العراق خائفون بشكل كبير من أن يهاجمهم جيرانهم الشيعة في بغداد.

وبخصوص البحرين السنية، أبدت تخوفها من تنامي النفوذ الشيعي، وفي ردة فعل على ذلك التخوف، شرعت في حل حزب الوفاق السياسي ذا الأغلبية الشيعية في البحرين.

الاتجاه الخامس: زيادة أعداد الناخبين اللامبالين

لبنان: حيث لم تشهد الانتخابات اللبنانية حضورا قويا، فوفقا للإحصاءات صوت أقل من نصف اللبنانيين فقط، وهي نسبة أقل من نسبة انتخابات 2009 التي بلغت 54%.

الشرق الأوسط: شهدت تونس إقبالاً منخفضاً على المشاركة في الانتخابات في 6 مايو، وفي مصر تكرر نفس السيناريو، وأيضا العراق.

الاتجاه السادس: المجتمع المدني لم يعد فعالا ويواجه تهديدات غير مسبوقة

لبنان: بالمقارنة مع معظم دول المنطقة، يتمتع لبنان بمجتمع مدني متطور ومتنوع، لكن رغم تنوعه، إلا أنه لم يستطع إحداث تغيرات في عادات تصويت اللبنانيين على سبيل المثال أو السلوكيات السياسية والسياسات.

كما فشل أعضاء المجتمع المدني الذين أصبحوا سياسيين في الضغط على الحكومة لمعاجلة ملفات الفساد والبطالة والتدهور البيئي وغيرها من المشكلات.

الشرق الأوسط: يشهد الشرق الأوسط عموما ظروفا مشابهة للبنان فيما يتعلق بالمجتمع المدني، حيث قلصت مصر وتركيا واليمن من حريات الصحافة بشكل غير مسبوق، ومؤخرا اعتقلت السلطات المصرية إحدى ناشطات حقوق الإنسان، أمل فتحي؛ لانتقادها عدم قدرة الدولة على التعامل مع ظاهرة التحرش، بالإضافة إلى الحظر المفروض على المواقع الصحفية، وصياغة تشريعات جديدة تستهدف حرية الرأي والتعبير.

إلى ماذا تشير هذه الاتجاهات الستة؟

تشير الاتجاهات بحسب الصحيفة، إلى أن عوامل الاستقرار والتنمية الاقتصادية والديمقراطية، ستظل غائبة عن الشرق الأوسط لفترة من الوقت، بالإضافة إلى ترسيخ المزيد من الطائفية في لبنان ومجتمعات الشرق الأوسط وهو ما يسهم في إضعاف الدول واستغلالها من قبل أطراف خارجية كالسعودية وإيران، كما تجعلهم عرضة للهويات العابرة للحدود الوطنية، بالإضافة إلى الدفع بها على حافة الهاوية.

كما يساعد ما سبق على تشجيع الممارسات السياسية الفاسدة وإضعاف تمكين النخب والأحزاب المعارضة، وهو ما يصيب الشعوب بخيبة أمل وإحباطات متتالية.

As Lebanon Goes, So Goes The Middle East – Analysis



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023