شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست مونيتور»: درس الحصار.. ما لم يتعلمه بن سلمان وطغاة القاهرة وأبوظبي

خسائر فادحة تلحق باقتصاد الإمرات بسبب حصار قطر

أكدت صحيفة «ميدل إيست مونيتور»، أنه بعد عام على الحصار القطري، يبدو أنه فشل فشلا ذريعا، ولم يفشل فقط بل أضر بالدول التي بدأت الحصار، مثل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين والولايات المتحدة، مضيفة في مقال لـ«نسيم أحمد» الكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط، أن قطر الدولة الصغيرة أثبتت قوتها الهائلة في مواجهة نفوذ وأجندات الدول الأكبر والأقوى منها.

وتابع الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد،» فمثل حربه في اليمن، بدا محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، واثقاً من أن إضافة حرب جديدة إلى سجله سيعلي من مكانته ووضعه، واجدا الفرصة مناسبة فهو محاط بدول عربية تؤيده ورئيس أمريكي يباركه، فأين الخطأ الذي وقع؟

وفقا للكاتب، يحتاج ابن سلمان أن يتعلم أكثر من دروس التاريخ، خاصة وأن العواقب غير المقصودة هي دائما ما تحدث كما علمنا التاريخ، فلا شيء مما يتم التخطيط له يسير بالطريقة الصحيحة، بدءا من غزو العراق وصولا إلى الفوضى بعد ثورات الربيع العربي، ودخول المنطقة في دوامة من الحروب التي لم تنتهِ ولن تنتهي قريبا.

افترض ابن سلمان أنه شخص مختلف وأن نصيبه وحظه سيكونان مختلفين، اعتقد أنه وحده القادر على تسيير المنطقة وفقا لإرادته الخالصة، ففي أحد أبرز مقامراته الخارجية، اشترك مع الإمارات في حرب اليمن، وبدعم من مصر والإمارات والبحرين فرض حصارا على قطر، وهو الحصار الذي وصفه الكاتب بـ«المأساوي»، والذي يدل على عدم كفاءة الشاب البالغ من العمر 32 عاما.

فبدلا من العمل على حل مشكلاته، تورط الشرق الأوسط مرة أخرى مع رجل هوايته المفضلة «إلقاء البنزين على النار»، أراد تغيير النظام في الدوحة بسبب مشكلات لا قبل للسعودية بها، كانت نيته مواجهة إيران، لكن بدلا من ذلك ساعدها على تأصيل نفوذها أكثر، دافعا حليفا مهما إلى أحضان العدو اللدود، طهران.

قبل أن يتخذ قراره، بدا له ولمستشاريه أن الطريق ممهدة، وأن قطر الصغيرة لن تستطيع مجابهته، خاصة في ظل الاستياء المتصاعد ضد قطر من حلفائه العرب، والذين لم يتحملوا رؤية قطر تمد أذرعها الناعمة ونفوذها بجانب احتياطاتها الهائلة من الغاز، الأمر كان مسألة «حسد» وفقا للكاتب، حيث تمتلك قطر، ثالث أكبر احتياطي في العالم، وبسرعة هرول الجميع يطالبونها برفع أصابعها من عليهم.

لا شيء أغضب دول الحصار أكثر من تدخل قطر الصغيرة في الصراعات الإقليمية ودعمها للإخوان المسلمين وإحداث ثورة في الإعلام العربي بواسطة قناة «الجزيرة». في نظرهم أثبتت الدوحة أنها غير جديرة بالثقة وتهدد حكمهم المطلق، متهمين إياها بالسعي لتنفيذ أجندة تخريبية بالمنطقة.

ما ساعدهم في خططهم وجعلهم يعتقدون أكثر أن الطرق ممهدة لتنفيذ نوياهم، هي مباركة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، والذي شجعهم على المضي قدما في مساعيهم، في واحدة من أكثر النقاط إثارة للجدل في تاريخ الشرق الأوسط، والتي لا تزال تحظى بجذب وسائل الإعلام.

وبعد مرور عام على الحصار، أثبتت قطر قدرتها على الاستمرار وأن تبرز مكامن قوتها رغم صغرها، وكما قال أحد المحللين واصفا الوضع بدقة «إذا هددت بلدك من قبل دولة أكبر منها قوة ونفوذا، من المتوقع ألا يزدهر اقتصادك، أما في حالة قطر، فالوضع كان مختلفا، فعلى عكس التوقعات ازدهرت قطر، وخفتت الدول المحاصرة، والتي نددت بخطواتها الأمم المتحدة، واصفة الحصار بغير القانوني.

لم يتوقع أحد أن يتحول التركيز من الاتهامات والادعاءات الموجهة لقطر، إلى التركيز على الفساد والمحسوبية المتفشية في السعودية، بالإضافة إلى أسباب الدعم الأمريكي الكامل بقيادة ترامب لتلك الدول، وهو ما فتح أسئلة حول نفوذهم داخل الولايات المتحدة، وشبه الكاتب تغريدات ترامب بأنها كانت تبدو كما لو أنها بيانات من وزارة الخارجية السعودية.

ترامب نفسه تعرض للصفع بعد انضمامه إلى المستبدين في الرياض والقاهرة وأبو ظبي، أما ريكس تيلرسون فكان أكثر واقعية منه ومنهم جميعا، لذلك سعت الإمارات إلى الضغط على واشنطن لإبعاده عن وزارة الخارجية.

وفي وقت لاحق تراجع ترامب واستقبل الأمير «تميم» استقبالا حارا في البيت الأبيض، واصفا آل ثاني بالأسياد، أثناء مناقشتهما القوة في العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، وبذلك تحولت قطر من مجرد بيدق يستخدم في لعبة إقليمية إلى قوة ضارية لا يستهان بها، وبذلك أحبطت مساعي السعودية والإمارات وخيبت آمالهم، وكشف زيف ادعاءاتهم، بل وأثبت الحصار أن الرئيس الأمريكي أكثر فسادا من أي رئيس أمريكي سابق.

هناك نظرية مفادها أن الولايات المتحدة قوة محايدة، وهو ما نفاه الحصار القطري، أمريكا لم تعد محايدة أو وسيط نزيه كما حدث في القضية المتعلقة بالقدس، بالإضافة إلى ذلك، أعادت أفعال ترامب التساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تستخدم لتنفيذ أجندات دول أجنبية أم تسعى وراء مصالحها الخاصة، وهي نفس الأسئلة التي طرحت في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في 2003، فبعد 18 عاما، جاء رئيس جديد يدير البيت الأبيض لحساب عائلته الغنية وشركائهم التجاريين.

كما ظهر للوبي اليهودي عدة رؤوس، كما وصف أحد المحللين، حيث بدا اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، كما لو أنه ينفذ أجندة «إسرائيلية» خالصة، حتى إنها أضرت بمصالح الولايات المتحدة بعد أن تورطت في تهديدات بنشوب حرب تجارية مع الحلفاء الأوروبيين.

وغير ذلك، تدير الولايات المتحدة الأمور في المنطقة بالطريقة التي تأتي في صالح روسيا، روسيا التي اتهمت بتدخلها في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، وما يزيد الوضع سوءا، هو أن التحالف مع الإمارات والسعودية وإسرائيل، يبدو أنه تحالفا ضد قرارات أوباما الذي كرهوه وكرهوا سياساته.

وختم الكاتب بأن الجهود التي بذلتها وما زالت الإمارات لتحويل الرئيس الأمريكي ضد قطر، هي محور تحقيقات أمريكية الآن، وبعد عام من الحصار على قطر، يبدو أن القطريين لم ولن يستسلموا، وهو ما يشير إلى فشل الحصار.

Qatar blockade: Between a corrupt US president and impulsive Middle Eastern despots 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023