قبل نصف ساعة من أذان فجر الجمعة، فوجئ المصلّون في مسجد «الحسين» بنجل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك «علاء»، رفقة أربعة حرّاس شخصيين، وحرص على الجلوس في الصفوف الأخيرة، وأظهرته الكاميرات وهو يقرأ القرآن الكريم حتى بدأت الصلاة وتجمّع حوله المصلون لالتقاط الصور التذكارية، وسط وجود أمني من الشرطة داخل المسجد عقب انتهاء الصلاة.
ولم يكن هذا الترحيب بعلاء عقب سبع سنوات من خلع والده من حكم مصر حدثًا فريدًا؛ ففي كل المناسبات التي حضر فيها عقب الانقلاب العسكري في 2013 حظي بتأييد شعبي.
فسبق وظهر علاء وجمال مبارك مع الجماهير في مناطق شعبية وعامة مرات، ودون حراسة، كأنهما يعيشان حياتهما الطبيعية والانخراط وسط الشارع المصري على المقاهي وفي الكافيهات وفي مطاعم؛ لتتهافت عليهما الجماهير للجلوس معهما والتقاط الصور.
التوهّم بالقشة
من جانبه، اعتبر الناشط السياسي «خالد السرتي» أنّ «الناس فعلًا بتلقائية شديدۃ اتلمت حواليه، الناس بتوهم نفسها بأي قشة ممكن تطلعها من… اللي غرزنا فيه، مش مهم تكون قشة، المهم يطلعوا من الغرقة دي»؛ فمثلًا «لما هشام قنديل كان بيمشي بعد الانقلاب في الشارع، وقبل ما الجوع يقرص الناس قوي كده، كان الناس بتتلم عليه برضه وتحاول تسلم عليه، ولو نزل بحرية دلوقتي الناس برضه هتتلم عليه أكتر».
وأضاف: «اللي بيقدم أيّ مشروع أو فكرۃ للناس في الشارع دلوقتي هيلاقي ناس تتلم حواليه؛ لكن بتبقی ردود فعل عاطفية مؤقتة. يعنی لو كان دخل أمين شرطة لسع علاء قلمين وسط قوۃ من شرطة الحسين كان الناس سابوه ومشيوا!».
بينما رأت الناشطة السياسية «مي عزام» أنّ هذا المشهد بمثابة محاولة للإنقاذ؛ فـ«بعد السقوط يحدث زلزلة في قيم المجتمع والمعايير التي يقيسون عليها الصواب من الخطأ، ويحدث خلط عند العامة؛ فلا يعرفون هل علاء مبارك فاسد أم رجل طيب يحب الناس ويتودد إليهم في مجالسهم. تذكّر معيارًا لا يضلّك أبدًا؛ وهو: يُعرف الرجال بالحق، هل كان علاء مبارك يقف مع حق المصريين في زمن أبيه؟».