كشفت مصادر مصرية قريبة الصلة من دوائر صناعة القرار المصري، عن تدخُّل مدير مكتب عبدالفتاح السيسي، القائم بأعمال مدير المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ لمطالبته بوقف التدخّل اليومي للمستشار في الديوان الملكي السعودي، رئيس الهيئة العامة للرياضة في المملكة، تركي آل الشيخ.
وقالت المصادر، إن «كامل» تحدث لولي العهد السعودي بشأن تقارير الأجهزة الأمنية المصرية عقب الأزمة الأخيرة التي افتعلها آل الشيخ مع مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، ورئيسه محمود الخطيب، لافتا إلى أن تلك التقارير انتهت إلى تراجع صورة السعودية في الشارع المصري إلى أدنى مستوى لها منذ أزمة التنازل للمملكة عن جزيرتي تيران وصنافير وانتقال السيادة عليهما من القاهرة إلى الرياض.
وأضافت المصادر، أن «كامل طالب ولي العهد السعودي بضرورة التدخّل السريع للسيطرة على آل الشيخ، لمنع مزيد من التدهور في صورة السعودية في الشارع المصري، وتأثير ذلك على العلاقات المشتركة بين البلدين، لا سيما أن جمهور كرة القدم في مصر يمثّلون نحو 80 مليون مواطن، موزعين خصوصا بين ناديي الأهلي والزمالك، وهما الناديان اللذان اشتبك معهما آل الشيخ أخيرا وتعرّض لهجوم عنيف من الجمهور المصري المشجع لتلك اللعبة».
وافتعل «آل الشيخ» أكثر من أزمة مع المصريين، تسبّبت في غضب عارم في الشارع المصري، كانت أولاها عندما تمنى تغيب محمد صلاح عن المشاركة في مباريات كأس العالم في روسيا، في ظل وقوع السعودية مع مصر في مجموعة واحدة إلى جانب روسيا والأوروجواي، عبْر تصريحات استفزازية نقلها التلفزيون السعودي في برنامج «الخيمة»، تبع ذلك بتغريدة له عقب الإصابة التي تعرض لها صلاح في مباراة ليفربول وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، قال فيها متهكما: «هتوحشنا يا أبوصلاح».
وتوالت الأزمات بتصريحات استفزازية لجمهور الزمالك بشأن الصراع على شراء اللاعبين، وأخيرا الاشتباك مع النادي الأهلي وجمهوره بمجموعة متتالية من التغريدات على تويتر، كشف خلالها عن تمويل الحملة الانتخابية للخطيب في مواجهة منافسه وقتها المهندس محمود طاهر، وكذلك تمويل النادي الأهلي على مدار 5 أشهر بـ250 مليون جنيه مصري (نحو 14 مليون دولار)، واختتم تلك التغريدات بإعلان تخلّيه عن الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي، والتي منحها له مجلس الإدارة في ديسمبر من العام الماضي.
وكشفت المصادر المصرية، السبب الحقيقي وراء الأزمة الأخيرة مع تركي آل الشيخ، مؤكدة أنها كانت تتعلق بسعيه للحصول على البثّ الحصري لدوري كرة القدم المصري على التلفزيون السعودي، وعندما قوبل ذلك برفض سيادي، حاول الحصول على البث الحصري لمباريات النادي الأهلي فقط، عارضا مقابلا ماديا ضخما.
وأضافت «عندما رجع الخطيب للحصول على موافقة المسؤولين بالدولة، والأجهزة السيادية مثل المخابرات العامة، قوبل ذلك بالرفض؛ معتبرين أن ذلك أمر سيادي وأن تلك الخطوة في حال حدوثها قد تتسبب في أزمة سياسية في الشارع المصري مجددا»، واستطردت المصادر: «آل الشيخ اعتبر ذلك إهانة شخصية له، خصوصا بعدما قدّم وعدا لولي العهد محمد بن سلمان بإنهاء ذلك الاتفاق».
وأكدت المصادر أن «الأجهزة المصرية ومؤسسة الرئاسة ضاقت ذرعا بممارسات آل الشيخ الصبيانية، خصوصا أنه لم يكن بمقدورها السيطرة على وسائل الإعلام المصرية أكثر من ذلك، بعدما أصدرت تعليمات صارمة للصحف والمواقع والقنوات بعدم تناول أية تفاصيل متعلقة بالأزمة».
وفي ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، جدّد آل الشيخ هجومه على النادي الأهلي بـ6 تغريدات وتدوينات وصلت حد الإهانة للمتحدث باسم النادي شريف فؤاد، ورئيسه محمود الخطيب.
وقال «آل الشيخ»، في تدوينة له عبر صفحته على «فيسبوك»: «كما الكذاب شريف فؤاد ومَن وراءه، كنت قد عقدت العزم على تهدئة الأمور والقضية والنظر لمصلحة الكيان، أما وقد استمر الكذب وإشعال الجمهور وتضليله… لا، إلى هنا وبس»، وأضاف «أعلنها للمتخبّط الخطيب، القضاء المصري العادل هو الحكم بيننا، جمهور الأهلي والكيان في حاجة أن يعرفوا الحقيقة!».
وفي تدوينة أخرى، قال آل الشيخ: «ما زال شريف فؤاد مستمرا في التحريض والكذب بقوله إن كارتيرون (في إشارة للمدير الفني الجديد الذي تعاقد معه النادي) عُرض عليه عرض عربي وكأنه يوحي أن لي دخلا بالموضوع، وهذا إذا لم يصمت عن كذبه كما في قصة غوميز (المدير الفني السابق لفريق التعاون السعودي والذي كان الأهلي قد اقترب من التعاقد معه قبل فشل المفاوضات لأسباب غامضة) سيتم نشر تسجيلاته الصوتية وهو يتوسل أحد الأشخاص برغبته المجيء لي مرسلا من الخطيب». وتابع: «أوقفوا الكذب على الشارع، وإذا لم يقف أسطورة الورق عن التحريض سأتحدّث بأشياء لا أتمنّى أن أحكي عنها احتراما لمصر وأهل مصر».
وكان المتحدث باسم النادي الأهلي، شريف فؤاد، قد قال إن مدرب الفريق الجديد باتريس كارتيرون «تلقّى عرضا من الخليج» قبل تولّيه مسؤولية الأهلي، مشددا على أن النادي «تعرّض لعاصفة كانت كفيلة بإيقاف مسيرته».
المصدر: العربي الجديد