حذر اقتصاديون من تهاوي بعض الشركات السعودية في السنوات المقبلة، لعدم امتلاك هذه الشركات القيادات المناسبة التي تمكنها من التواكب مع التطورات الحديثة والتقنيات الجديدة الحاصلة الآن، مشددين على ضرورة استبدالهم بقيادات أكفاء يمتلكون الخبرة والقدرة الكافية.
وتوقعوا خلال حديثهم لـ''الاقتصادية''، أن يشكل قطاع البتروكيماويات مصدرا وافرا للوظائف يستفيد من جميع الخريجين، نظرا للمبالغ والاستثمارات الكبيرة التي تضخ في هذا القطاع، مشددين على ضرورة الابتعاد عن الفساد المنتشر في الشركات، خاصة في التعيين بالواسطة أو المصلحة.
أستاذ الاقتصاد المشارك في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور خالد البسام، أشار إلى افتقاد بعض الشركات المهارات القيادية والإدارات الحديثة، حيث إن أغلب الواصلين لهذه القيادات إما ''بوساطة'' وإما ''علاقة مصلحة''، مبينا أن الوقت الحالي بأمس الحاجة للمهارات العالية، ذلك لأن الإدارة أصبحت جزءا من التكنولوجيا المتصلة.
وحول تقدير عدد الشركات التي لا تملك مهارات إدارية وفكر علمي، أوضح أن أغلب الشركات تمتلك الإدارة التقليدية القديمة، حيث إن هذه الإدارات لا تتناسب مع الإدارة العلمية الحديثة حاليا، متوقعا تهاوي الكثير من الشركات إذا ما استمرت فيها القيادة التقليدية القديمة، رابطا هذا الأمر بالشركات التي تهاوت قبل فترة بسيطة.
وتطرق البسام إلى الفساد المنتشر بأكثر الشركات، مشيرا إلى أن البعض يتم تعيينه في مكان لا يتناسب مع مؤهلاته ولا قدراته، فقط يعين من أجل الواسطة أو المصلحة.
وفيما يخص تغيير هذه القيادات التقليدية واستبدالها بحديث يتناسب مع التطور الحاصل، قال، "إذا تم تغيير هذه القيادات القديمة واستبدالها بأكفاء يستحقونها بخبرتهم وقدراتهم، فإننا سوف نرى رؤية وبعدا استراتيجيا للتطور، وستبدأ المؤشرات المالية والاقتصادية لهذه الشركات تتحسن وتنضبط في أدائها''.
من جهته، تطرق الدكتور حبيب الله تركستاني – اقتصادي – إلى كفاءة الأشخاص الذين يعينون قياديين، مؤكدا ضرورة حاجة هذه القيادات إلى تطوير عن طريق التدريب، إضافة إلى التأهيل المناسب وتوفير برامج تعليمية وإرشادية ترتقي إلى المستوى المطلوب، وأيضا رفع مستواهم لتتناسب مع المتطلبات والتطورات القادمة.
وبين أن كفاءة الأشخاص مهمة والتي تغلب دائما، بحيث أن يحل الشخص في المكان المناسب له، ولا يتم تعيينه بوساطة أو غيرها.
استثمارات هائلة
في حين قال أمين عام "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات"، الدكتور عبد الوهاب السعدون، ''إنه في ظل التوسعات الضخمة التي تشهدها عمليات القطاع، فإن قطاع البتروكيماويات يمكن أن يشكل مصدراً وافراً للوظائف يستفيد منه المواطنون الخليجيون، نظرا إلى الاستثمارات الهائلة التي يمتاز بها هذا القطاع، والتي سيجري تنفيذها على المديين القريب والمتوسط'' وذلك خلال تحدثه في منتدى ''جيبكا'' السنوي لرأس المال البشري.
وأضاف ''يسهم التطور المتسارع للتقنيات، وعولمة قطاع البتروكيماويات وتنامي نطاقه في الخليج، في زيادة الطلب على مهارات القيادة، فيما يتعلق بالإستراتيجية التشغيلية وإدارة الفرق العاملة''.
