منذ اعلان الدولة الصهيونية فى عام 1948م وحتى الآن والشعب الفلسطينى يعانى جراء القرارات التى يتخذها حكامنا العرب ملوكا كانوا أم رؤساء , وتلك الزيارة التى قام بها أمير قطر حمد بن جاسم آل خليفة هى الزيارة الثانية بالنسبة له بعد أن زار القطاع فى عام 1999م فى عهد الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات , ثم الزيارة الثانية الآن ولكن لقطاع غزة لكسر الحصار على الاراضى العربية المحتلة فى فلسطين ومنح حكومة حماس 400 مليون دولار واقامة مدينة للاسرى الفلسطينيين بمبلغ 25 مليون دولار.
هذه الزيارة والتى يقوم بها رئيس دولة قطر وان دلت على بروز الدور القطرى على الساحة السياسية العربية بدعم غربى على حساب بعض القوى السياسية مثل مصر والسعودية والتى آثرت القيام بدور الكمبارس السياسى فى القضايا السياسية فى المنطقة باستثناء الدور المصرى الذى ينشط تارة ويهدأ مرة أخرى , فانها تدل من جانب أخر على مدى ما تنتوى الحكومة القطرية فى الفترة القادمة فى المنطقة العربية وهى الدولة التى تعد شريكا أساسيا للولايات المتحدة منذ انقلاب حمد بن جاسم على أبيه فى عام 1996م , واختياره تنمية العلاقات مع اسرائيل ولو على حساب العلاقات العربية.
ما يهمنا فى هذه الزيارة والتى أخذها الاعلام محط انتباه أن تكون وسيلة لمحاولة رأب الصدع بين حكومتى فتح وحماس وهما سبب هذا الحصار لصراعهم على سلطة ليست موجودة فى الاساس ونسوا فكرة الارض وبقوا يتصارعون على لعبة الكراسى الموسيقية والتى استفادت منها الحكومة الاسرائيلية فى توسيع مستوطناتها من أراضى كلتا الحكومتين.
على أية حال فهذه الزيارة هى رسالة من قطر على أنها بالمنح والاعلام والضغط الدولى ستكون قوة سياسية كبرى فى المنطقة ولو على الاقل فى تقرير مصير بعض الشعوب بدعم المعارضة ليس بهدف نشر الديمقراطية ولكن للاخلال بمبدأ توازن القوى فى المنطقة لصالحها ولصالح الكيان الصهيونى فى المنطقة تمنيت أن تكون هذه الزيارة من الرئيس المصرى أو العاهل السعودى فعندها كانت الزيارة ستتخذ منحنى أخر لصالح القضية الفلسطينية.
