ثورة جديدة هدد بها أصحاب المحلات التجارية؛ احتجاجا على قرار مجلس المحافظين الأخير بإغلاق المحلات التجارية في الساعة الـ10 مساءً، والذي جاري ترقب ميلاده بعد انتهاء التعديل في لائحة نوعية العقاب للمخالفين لتنفيذه.
وقد اثأر القرار غضب أصحاب المحلات والمواطنين المصريين نتيجة وجود الكثير من الشباب الذي يعمل صباحا و مساءً حتى يستطيع العيش في ظل الغلاء الذي تعاني منه الطبقات الفقيرة والمتوسطة وغيرة من معيلي الأسر الذين يعملون " وردية " مسائية لزيادة الدخل.
مخاوف من العنف لوقف تنفيذ القرار
ويقول عبده الفيومي -عامل بأحدي مقاهي "الطالبية "- والذي أكد إن القرار لن يتم تنفيذه ويعتبر مجرد جس لنبض المصريين في خيال المسئولين، لكنه لا نصيب له علي أرض الواقع، مشيرا أن جميع من يسكنون " الطالبية " لن يستجيبوا للقرار حتى لو تطلب ذلك العنف فلم يعد لديهم ما يدافعون عنه بعد غلق مصدر رزقهم تعويض مالي الحل الأمثل.
وقال سعيد أربيسك -صاحب ورشه "كهربائي تكاتك " بمنطقه المنيب- إنه لن يغلق ورشته ولن يترك عمله إلا بعد الانتهاء منه وإن أراد أحد غلق محله لن يتمكن إلا بعد المرور على جثته، على حد قوله.
وأضاف أنه من الممكن التراجع عن ذلك إذا تم تعويضه عن الخسائر اللاحقة به في حاله غلق المحل.
وفي هذا السياق يقول محمود عاطف -عامل بأحد مقاهي منطقة الصف- إن القرار ظالم جدا لشباب الطبقة الفقيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أنه شاب جامعي حاصل على بكالوريوس تجارة عام 2008 ولم يحصل على نصيبه من الوظيفة بأحدي الشركات أو المصالح الحكومية، لكنه راضي بحاله ولم يرفض الوضع ولكنه هذه المرة يرفض الواقع ولن يطبق القرار حتى لو طلب منه صاحب المكان تطبيقه.
التصدي بعنف
وقال محمود أمين -عامل بإحدى مقاهي حلوان- أن المقهى بجوار السوق وكل العاملين بالسوق لن يغلقوا متاجرهم ومستعدين للتصدي للقرار قائلاً: "مفيش حاجة بتيجي بالعافية"، لفت أن الحكومة إذا أرادت غلق المحلات من الساعة العاشرة فعليها تعويض العاملين عن الخسائر التي ستلحق بهم أو وضع حد أدنى للأجور حتى بالمحلات التجارية حتى لا يلحق الضرر بالعامل البسيط الذي كان سبباً من أسباب وصول الرئيس لمنصبه هذا".
الهجرة للخارج أفضل
ويرى ماهر محمد صاحب محل "بلاى ستيشن" أن غلق المحلات من العاشرة مساء هذا يعتبر إهانة للشعب المصري وأضاف أن " الواحد ما صدق حال البلد يتعدل علشان ياكل عيش " ولكن يظهر أن الحكومة تتعمد على كبت المواطن المصرى وأوضح ماهر أنة أب لثلاث بنات جميعهم في الدراسة ومحل " البلاى ستيشن " هذا هو مدخل رزقه وطبيعة العمل في محلات الألعاب دائما ما تكون ليلا بسبب دراسة الأولاد نهارا وعبر ماهر عن غضبة قائلا: " الواحد يهاجر للخارج أحسن على الأقل ما حدش هيتحكم في لقمة عيشك ".
طلبة جامعين يرفضون القرار
ويقول محمد على ماضي -طالب بجامعة القاهرة- انه يسكن بإحدى العمارات بمنطقة الجيزة هو وأربعة من زملائه ويرجعون من الجامعة الساعة السابعة مساء ولا يوجد أي وقت لتجهيز أي مأكولات تكفيهم لليوم الثاني لو تم غلق المحلات التجارية العاشرة مساء لا يمكن لهم شراء الطعام في وقت متأخر من الليل.
تعقيب المسئولين
ويعقب محمد المصري -نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية- فى تصريحات لـشبكة "رصد الإخبارية" أنهم رفضوا غلق المحلات التجارية الساعة العاشرة مساء والمطاعم الثانية عشر مساء و لم يبلغوا بشيء من الحكومة.
وأوضح أن هذا يخالف قانون الغرف التجارية 189 لسنة 51 والمعدل في القانون رقم 6 لسنة 2002 الذي يلزم الحكومة بأخذ رأى الغرف التجارية في أي شيء متعلق بالتجارة وأضاف أن هذا القرار لم يلحق الضرر بالتجار فقط ولكن يلحقه بعامة المستهلكين المصريين.
واختتم بان الظروف الأمنية والاقتصادية لا تتلاءم مع هذا القرار وهذا يساعد على رفع نسبة البطالة ولا يجب مسواة مصر بباقي دول العالم المتقدمة اقتصاديا وامنيا وأنا هذا القرار سيضعف هيبة السلطة التنفيذية لدى الشعب حيث أن الشعب المصري شعب عنيد لدرجة كبيرة جدا.
