شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«واشنطن بوست»: أين ذهب «سعود القحطاني» المتهم الرئيسي بمقتل خاشقجي؟

سعود القحطاني

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا عن سعود القحطاني المتهم الرئيسي بمقتل جمال خاشقجي، والمستشار الملكي السابق وأنه لا زال مختفيا عن الأنظار.

وقال التقرير إن السلطات السعودية في الرياض لا تكشف ما حدث لسعود القحطاني الذي يُعتقد أنه المدبر الرئيس لعملية قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل ثلاثة أشهر.

وبعد ثلاثة أسابيع منذ أن قالت الحكومة إنه يخضع للتحقيق حلت الشائعات محل الصمت عما حدث له، وشوهد في الفترة الأخيرة في جدة وفي المكاتب الملكية في العاصمة الرياض، وذلك حسب شخص يعمل مع الحكومة.

وتقول روايات أخرى أن القحطاني الذي كان مسؤولا عن استراتيجية ولي العهد محمد بن سلمان الإعلامية يعيش بعيدا عن الأنظار في منطقة بعيدة من المملكة، وفق تقرير «واشنطن بوست» الذي ترجمته “عربي21”

وعلقت الصحيفة بالقول إن واشنطن تراقب بشدة طريقة تعامل الحكومة السعودية مع القحطاني، وكذا العواصم الأجنبية باعتبارها امتحانا لصدق السلطات في ملاحقة ومحاكمة قتلة خاشقجي بمن فيهم المسؤولون البارزون.

ومع ذلك هناك أسئلة لم يُجَب عنها بعد تحيط بدور القحطاني في التخطيط لعملية القتل وتنفيذها، وإن كان له دور أو أنه كبش فداء.

وتوصلت “سي آي إيه” بثقة من متوسطة إلى عالية إلى أن ولي العهد أمر بقتل خاشقجي. ويقول المسؤولون السعوديون إن الأمير لم يكن يعرف عنها، فيما ذهب بعضهم إلى أنها عملية ضالة قام بها القحطاني لإثبات ولائه لمحمد بن سلمان.

ولم ترد السلطات السعودية على أسئلة تتعلق بالقحطاني وإن كان حرا طليقا؛ معتقلا أم وُجهت له اتهامات. ولم يرد القحطاني نفسه على رسالة بالبريد الإلكتروني للتعليق.

وقال شخص مقرب من الديوان الملكي إنه يعتقد أن القحطاني تحت الإقامة الجبرية، لكنه ليس متأكدا من ذلك. وكان النائب العام السعودي قد أعلن عن تقديم 11 متهما بالجريمة، ولكنه لم يذكر أسماء من حضروا محاكمة الخميس، وما إذا كان القحطاني واحدا منهم.

وفي مكالمة عبر الفيديو قال مسؤول بارز في إدارة ترامب معلقا على التطورات؛ إن الإدارة “مسرورة” من بداية المحاكمة، ولكنه أضاف أن الإجراءات القانونية “لم تصل بعد لدرجة المصداقية والمحاسبة”.

وكان آخر تعليق مفصل للحكومة السعودية عن القحطاني في 15 نوفمبر 2108، عندما قال المحققون إنه يخضع للتحقيق ومُنع من مغادرة المملكة. وفي نفس اليوم قالت إدارة ترامب إنها فرضت عقوبات على القحطاني واصفة إياه بأنه “جزء من التخطيط والتنفيذ للعملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي”.

وقالت الحكومة إن القحطاني عُزل من منصبه كمستشار في الديوان الملكي، ولكن غياب الوضوح حول وضعه ومشاهداته أثارت أسئلة حول دوره، وإن كان لا يزال يلعب دورا مؤثرا من خلف الستار.

ويقول البعض إن مصير القحطاني لم يعد مهما، وإن ما يهم هو اتخاذ السعودية الإجراءات اللازمة لوقف كل السياسات القمعية التي أصبح يمثلها، وبحسب منظمات حقوق الإنسان، فقد كان القحطاني متورطا بشكل كبير في حملات الاعتقال التي قامت بها الحكومة ضد المعارضين ولعب دورا في تعذيب وتهديد بعضهم ولاحق المعارضين في الخارج.

ووصفت الحكومة السعودية مقتل خاشقجي بالخطأ التراجيدي والحادث المعزول الذي لا يمثل سياساتها.

وأعلن الملك سلمان الشهر الماضي عن عملية تعديل في مناصب الدولة وأضاف إلى الحكومة شخصيات مخضرمة، وهو اعتراف تكتيكي من الحكومة بأن ولي العهد السعودي بحاجة إلى نصيحة حكيمة.

وتقول هالة الدوسري، الناشطة في حقوق الإنسان والتي تعمل وتعيش في الولايات المتحدة، أن التعديلات أبعد من كونها إصلاحا شاملا للنظام، مشيرة إلى أن “الشيء الوحيد الذي غيروه هو الوجوه”.

وأضافت: “لم يتخذوا خطوات لإعادة تشكيل المناصب التي شغلها منذ تعيينه بما في ذلك الاعتقالات والانتهاكات بحق الناشطات وبقية سجناء الرأي”، في إشارة إلى المناصب التي شغلها القحطاني ودوره في حملات القمع.

ووعدت السعودية بالشفافية في التحقيق وتقديم المتورطين للمحاكمة. وقالت تركيا والسعودية إن القتلة هم أعضاء فريق مكون من 15 شخصا قتلوا وقطعوا جثة صحفي واشنطن بوست في 2 كتوبر.

وتم التركيز على القحطاني بعد القتل، فمن خلال منصبه كمسؤول للإعلام لعب القحطاني دورا في التحرش واستفزاز المعارضين وتشويه سمعتهم على مواقع الإنترنت. ولعب دورا مركزيا في محاولات جلب المعارضين مثل خاشقجي إلى البلاد. وقالت الحكومة السعودية إنها ركزت على إعادة النقاد عبر التفاوض رغم ما حدث لخاشقجي والروايات عن محاولات إعادة آخرين بالإكراه.

وأشار التقرير إلى نفي الحكومة السعودية في البداية معرفتها بمصير خاشقجي ثم اعترافها منتصف أكتوبر بمقتله وعزلها القحطاني وعدد من المسؤولين.

وأضافت معلومات أخرى في الأسابيع اللاحقة التي أشارت فيها إلى أن مقتل خاشقجي كان بالخطأ، وأن الفريق خالف أوامر القيادة.

والتقى القحطاني الذي كان يعرف خاشقجي، بالفريق الموكل بقتله قبل مغادرته إلى تركيا، “من أجل مشاركتهم بالمعلومات الضرورية للمهمة بناء على اختصاصاته الإعلامية”، وذلك حسب ملخص النيابة العامة التي أشارت إليه بالمستشار.

وجاء في الملخص أن القحطاني عبّر عن اعتقاده دولا ومنظمات عدوانية حاولت استقطاب خاشقجي، وأن وجوده خارج البلاد يمثل تهديدا للأمن القومي”.

وتم استخدام اسم القحطاني بعد الهزة التي تعرضت لها السعودية كوسيلة لحرف اللوم عن ولي العهد. وعمل القحطاني مستشارا في البلاط الملكي لعقد من الزمان، إلا أن بروزه كمتشدد تزامن مع وصول ابن سلمان إلى ولاية العهد.

ويقول أشخاص على معرفة بأوضاع الناشطات السعوديات إن القحطاني تعامل مع دوره بحماسة منقطعة النظير. وقام بالإشراف على تعذيب اثنتين منهن، إحداهما لجين الهذلول التي تعرضت لانتهاك جنسي على يد ضباط في معتقل سري لعدة أشهر، حيث قاموا بتقبيلها عندما تعرضت للصعقات الكهربائية، بينما جلس القحطاني في الغرفة مراقبا رجاله وهم يتحرشون بها، حسب شخصين يعرفان بأوضاع المعتقلين.

وقام بعض المواطنين السعوديين بالدفاع عن القحطاني والعسيري في الأسابيع القليلة الماضية، في حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد حملة الشائعات ضدهما. وكتب فهد الأحمدي الذي له 272.000 متابع على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدة تقول: “لا أحد يشك في ولائهما للوطن”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023