طالبت منظمة العفو الدولية، حركة حماس بالتوقف الفوري، عن حملة القمع العنيفة، التي تشنها قوات الأمن التابعة لها، ضد المحتجين الفلسطينيين، والعاملين في مجال حقوق الإنسان، ومن بينهم أحد موظفي المنظمة، كما طالبت بفتح تحقيق عاجل في تلك الأحداث.
وقالت المنظمة، إن مئات المحتجين تعرضوا للضرب والاعتقال والاحتجاز، بصور تعسفية، بالإضافة للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، منذ 14 مارس الجاري، عندما خرج الفلسطينيون إلى الشوارع في شتى قطاع غزة للاحتجاج على ارتفاع تكاليف المعيشة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في ظل إدارة “حماس” القائمة بحكم الأمر الواقع.
وفي السياق ذاته، تفاعل المتحدث باسم نتنياهو، مع التظاهرات ضد حماس في غزة، وقال عبر حسابه في تويتر: “يستحق سكان قطاع غزة الذين يعانون من بطش حركة حماس، المطالبة بحياة كريمة”
عيش, حرية, عدالة اجتماعية! هذا ما يطالب به ويستحق سكان قطاع غزة الذين يعانون من بطش حركة حماس الإرهابية التي تقمع مسيراتهم السلمية المطالبة بحياة كريمة وتطلق النار عليهم.
لماذا حياتهم تعيسة؟ لأن حماس باعت غزة لإيران وصرفت المليارات على الإرهاب!#بدنا_انعيش #الترنس_يجمعنا pic.twitter.com/0ItSucfg01
— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) March 16, 2019
من جانبه، علق صالح حجازي، نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية على الأحداث قائلاً: “لقد بلغت الحملة على حرية التعبير، واستخدام التعذيب، في غزة مستويات جديدة مقلقة. فعلى مدى الأيام القليلة الماضية، شهدنا انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الأمن التابعة لـ “حماس” ضد المحتجين السلميين، والصحفيين، والعاملين في مجال الحقوق”.
وأضاف أنه “من الواضح أن قوات الأمن التابعة لـ “حماس” تحاول منع المدافعين عن حقوق الإنسان من القيام بالأعمال الحيوية المتمثلة في توثيق الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها خلال هذه الحملة العنيفة والتعسفية، والإبلاغ عنها. ونرسل رسالة واضحة إلى سلطات غزة اليوم بـأننا نراقب، وسنعمل على ضمان محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الانتهاكات “.
واختتم صالح حجازي قائلاً: “يجب على إدارة حماس القائمة بحكم الأمر الواقع أن تشرع فوراً في إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف في الاستخدام غير الضروري والمفرط للقوة، والاعتقال والاحتجاز بصورة تعسفية، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على أيدي قوات الأمن. وفي حالة وجود أدلة مقبولة كافية، يجب مقاضاة الجناة المشتبه بهم في محاكمات عادلة “.
فيما كتب الباحث والسياسي السوري خليل مقداد، عبر حسابه في تويتر معلقا على الأحداث، قائلًا: “القمع الذي واجهت به #حركة_حماس احتجاجات #قطاع_غزة غير مبرر اطلاقا ”
القمع الذي واجهت به #حركة_حماس احتجاجات #قطاع_غزة غير مبرر اطلاقا وهي بهذا تعطي صورة سلبية تضعها في خندق واحد مع الأنظمة المستبدة.
عليهم الإبتعاد عن نظرية المؤامرة ومواجهة الحقيقة بكل تجرد وموضوعية وتقبل احتجاجات الناس السلمية بل والسماح بها!
— خليل المقداد (@Kalmuqdad) March 18, 2019
كما عقدت الفصائل الفلسطينية اجتماعاً طارئاً في غزة بدعوة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أجل بحث الأوضاع المتصاعدة والخروج برؤية تمنع الأزمة من التفاقم، إذ شاركت كل من حركة فتح والجبهة الديمقراطية ولفيف من فصائل منظمة التحرير، فيما لم تحضر حركتا حماس والجهاد الإسلامي الاجتماع.
وأكدت الفصائل في بيانها، أن الأزمة في القطاع سببها الاحتلال والحصار والانقسام، وعظّمتها الإجراءات العقابية وقرارات المسؤولين في غزة بفرض المزيد من الضرائب وابتكار أشكال جديدة للجباية، مؤكدة رفضها المطلق لكل أشكال القمع والتعدي على الحريات والحقوق سواء بالملاحقة أو الاعتقال أو الاستخدام أو التخوين والشيطنة.
ودعت الفصائل حركة حماس والأجهزة الأمنية للقيام بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الحراك الأخير، وضرورة محاسبة كل من تورط بالاعتداء على المتظاهرين.
واختتمت الفصائل بيانها بإعلان تأييد مطالب الحراك، والمطالبة بوقف كل أشكال الجباية والضرائب على السلع في غزة، وحث مصر على استئناف جهود المصالحة واستعادة الوحدة، والدعوة لعقد اجتماع عاجل للقوى والفصائل في القاهرة لتنفيذ اتفاق المصالحة من النقطة التي انتهت عندها.
وتشهد غزة احتجاجات واسعة، تحت شعار “بدنا نعيش”، احتجاجا على الغلاء وفرض الضرائب وسوء الأوضاع المعيشية، التي يعاني منها سكان القطاع من حصار غزة.
"بدنا نعيش".. احتجاجات في قطاع #غزة ضد الغلاء وفرض الضرائب وسوء الأوضاع المعيشية pic.twitter.com/kch8hfCTkq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 17, 2019