يحيي العالم في مارس من كل عام، اليوم العالمي من أجل إنهاء التمييز العنصري ضد الأقليات، وذلك تزامنا مع واقعة مذبحة شرفويل التي كانت تعتبر واحدة من أكبر مشاهد العنصرية في جنوب أفريقيا.

ففي الواحد والعشرين من مارس من العام 1960 وقعت مجزرة شرفويل في جنوب أفريقيا التي وراح ضحيتها 69 شخصا، حيث أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية احتجاجاً على قوانين الاجتياز في بلدية شاربفيل بجنوب أفريقيا.

وقعت المجزرة في بلدة شرفويل عندما تجمع آلاف المناهضين الأفارقة ذوي البشرة السمراء تمهيدا لمسيرة احتجاج ضد قوانين التنقل، التي قيّدت بشكل كبير حرية تنقل وعمل كل المواطنين غير البيض.

و كانت جنوب أفريقيا تحت نظام الفصل العنصري الذي ميّز بين أنواع مختلفة من المواطنين حسب لون بشرتهم وأصلهم، وصادر حقوقا أساسية من المنتمين إلى الأصول الأدنى ومنح امتيازات لأبناء العرق الأبيض حتى في المواصلات والمتنزهات العامة والمشي في الشوارع.

وفي أعقاب احتجاجات داخلية وخارجية لعشرات الأعوام سقط فيها آلاف القتلى والجرحى ألغي نظام الفصل العنصري العنيف في العام 1990.

وأعلنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة  إحياء ذكرى مجزرة شرفويل، سنويا واعتباره اليوم العالمي من أجل مناهضة العنصرية في تاريخ 21 مارس من كل عام.

ويتزامن اليوم العالمي لمناهضة العنصرية هذا العام مع مجزرة المسجدين في نيوزيلندا التي سقط فيها 51 شخصا قتلى وجرح أكثر من 48 آخرين.

وانتفض العديد من الحقوقيين وزعماء العالم للتحذير من خطورة عودة العنصرية بشكل جديد ولكن هذه المرة ضد المسلمين في الغرب، خاصة بعد انتشار جرائم الكراهية ضد المسلمين والهجوم على المساجد في عدد من الدول الأوروبية وأميركا.

وطالب الرئيس التركي أردوغان، كافة دول العالم بالتصدي للنازيين الجدد، وأن يكون رد فعل رئيسة وزراء نيوزيلندا نموذجا لكافة زعماء العالم، محذرا من أن «تجاهل إرهابهم سيكلفنا ثمنا باهظا»

ولمناهضة العنصرية حضر الآلاف من النيوزلنديين صلاة الجمعة أمام المسجدين الذين استهدفهما الاعتداء الإرهابي، ووقعت استجابة واسعة لحملة ارتداء الحجاب بين النيوزيلنديات تضامنا مع المسلمين.

كما شيع الآلاف ضحايا حادث نيوزلندا وتحدثت رئيسة الوزراء النيوزلاندية مستشهدة بحديث للنبي محمد (ﷺ)